وفي ظل حكمه؛ وضِعت النواة الأولى لإنشاء بيت الحكمة، وذلك عندما أسس في البداية "خزانة الحكمة" وأخرج مخطوطات وكتب المنصور المتواجدة في القصر، حيث قام بوضعها في مكتبة عامة ليفتح أبوابها في وجه جميع طلبة العلم. لم يكتف هارون الرشيد بالكتب التي كانت في قصره؛ إنما سعى أيضاً لإضافة الكثير من المؤلفات والكتب المترجمة من مختلف حضارات العالم ومنها اليونانية والرومانية والفارسية، لتصبح هذه المكتبة العامة مقصداً للعلماء والدارسين وجميع طلاب العلم الذين ينهلون من كتبها الكثيرة والمتنوعة. "بيت الحكمة" .. مركز علمي وفكري ازدَهر في عصر الخليفة المأمون. دينار ذهبي يعود للدولة العباسية – الميتروبوليتان تم تقسيم مكتبة بيت الحكمة في بغداد إلى عدة أقسام لكل علم منها أشخاص متخصصون يشرفون عليه، كما أن لهذه الأقسام مترجمين يتولون ترجمة مختلف المؤلفات الى اللغة العربية، ثمّ يقوم الناسخون بنسخ هذه الكتب المترجمة، بينما يقوم المجلدون بعد ذلك بزخرفة الكتب وتجليدها. كان هارون الرشيد أكثر الخلفاء العباسيين كرماً مع العلماء وذلك بعد نجله المأمون الذي كان الأكثر سخاءً في هذا الصدد، وقد ظهرت بعض الأسماء العلمية اللامعة في عهد الرشيد ومنهم المسيحي يوحنا بن ماسويه الذي عيّن كأمين على الترجمة، وكُلِّف بترجمة الكتب القديمة لمدينتي عمورية وأنقرة وكافة الكتب الرومانية، كما كان للفضل بن نوبخت دور كبير في الكتابة والترجمة من اللغة الفارسية ، بالإضافة الى توليه خزانة كتب الحكمة.
وبهذا الخراب يكون عمر "بيت الحكمة" قد امتدّ من عهد هارون الرشيد حتى سنة 656 هـ، عام سقوط بغداد والدولة العباسية، ومرَّ عليه منذ أن أُنشئ 32 خليفة عباسياً.
– تدمير منشآت الحضارة العمرانية لبغداد: و التي قد تضمنتها الكثير من المساجد و القصور و المستشفيات ، حيث أنهم قد غزو جميع هذه المناطق و سرقوا كل ما بها ، و تم تدميرها بالكامل و تشويها و قاموا بحرق العديد منها أيضا. – قتل الخليفة المستعصم: و قد تم القبض على الخليفة و اجبروه على رؤية مدينته وهي تسقط ، و من بعدها قاموا بقتله عن طريق دهسه بالخيول ، حيث قاموا بلفه بداخل سجاد قصره و رميه تحت أقدام الخيول و هي تجري حتى مات ، و قد قتلوا جميع أبنائه ما عدا واحد فقط قد تم إرساله إلى العاصمة المغولية. – قتل المواطنين: و قد ذكر أنه تعدى عدد المليوني قتيل في هذا الاستعمار ، حيث أنه كانت المدينة قد خُربت تماما ، مما أدى إلى قيام هولاكو بتغيير موقع تخييمه في الاتجاه المعاكس نظرا لرائحة المدينة المحروقة و التي كانت لا تحتمل. من اسس بيت الحكمة في بغداد - رمز الثقافة. سقوط مدينة بغداد وتدميرها على يد جيش هولاكو المغولي أسباب سقوط بغداد على يد المغول عام 1258 م – ضعف الخليفة المستعصم و ضعف الجيش الخاص به ، و عدم اتخاذ أي قرار لتأمين المدينة ضد المغول. – ثقة الخليفة في الوزير مؤيد الدين بن العلقمي ، و دخول هذا الوزير في خلاف مع قائد الجيش الدويدار الصغير.
وكانت حوالي 400 ألف مخطوطة مكتوبة، نجت من براثن هولاكو، حيث قام خير الدين الطوسي بنقلها قبل حصار بغداد بفترةٍ قصيرة. وهو ما جعل سيرة المكتبة حاضرةً إلى اليوم، لتشهد هذه المخطوطات على اهتمام الحضارة الإسلامية بالفكر والعلم أولاً، وبالحضارةِ أيضاً، كما تظل مثالاً لذاكرة مكتبات العالم العظيمة، التي تعرضت بدورها للدمار كمكتبة باريس في 1942، ومكتبة البصرة في 2003. وغيرها مما اندثر ولم يبق له أثر.