من هذه الآية الكريمة، نستطيع أن نستدل على أن هذا الأمر جائز للرجل، فهو له الحق نكاح الزوجة من أي موضع كان، وذلك لأن ظاهر الدبر كباقِ أجزاء الجسد، ما عدا باطن الدبر فهو محرم على الرجل. اقرأ أيضًا: الليالي الوترية في رمضان متى تبدأ؟ وما هي فضائلها حكم إتيان الزوجة من الدبر دون تعمد من خلال حديثنا حول أسباب تحريم النكاح من الدبر، فلا إثم على من جامع زوجته من الدبر إذا كان هذا الجماع حدث دون تعمد منه أو معرفة بأنه خطأ أو شيء محرم، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ، والنسيانَ، وما اسْتُكرِهوا عليه". حكم إتيان الزوجة من الدبر. فيقول الرسول الكريم في هذا الحديث الشريف أن الله عز وجل لا يُعاقب من فعل المعصية دون العلم بعواقبها أو إذا نسى العبد أن هذا الفعل محرم عليه. حكم إتيان الزوجة من الدبر مع استعمال الواقي الذكري حرم الله عز وجل الإيلاج بشكل عام من الدرب، فلم يضع حالات لهذا الأمر، فقد حثنا الرسول أيضًا في الأحاديث النبوية التي جاءت بالنهي عن جماع الزوجة من الدبر، ولكنه أيضًا لم يفرق بين الإيلاج بوجود حائل كالواقي الذكري أو عدم وجود حائل. فلا يُمكن وضع احتمالات لهذا الأمر، دون وجود أي دليل عليه فالحكم يشمل الإيلاج بشكل عام، وبناء على ذلك فإنه يحرم على الزوج إتيان زوجته من دبرها سواء أتم استخدام الواقي الذكري أم لم يستخدمه.
كما قال الحافظ الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء (14/ 128): "قد تيقنا بطرق لا محيد عنها نهي النبي – صلى الله عليه وسلم – عن أدبار النساء، وجزمنا بتحريمه، ولي في ذلك مصنف كبير". حرم الله الإيلاج من الدبر، وذلك بسبب أن لهذا الأمر العديد من المخاطر التي لم يكن الإنسان عالم بها في أيام الجاهلية، ولكنه أصبح عليم بها الآن، فلا بد من الابتعاد عن فعل هذا الأمر.
الدسوقي: "فيجوز التمتع بظاهره -الدبر- أي ولو بوضع الذكر عليه، والمراد بظاهره فمه من خارج، وما ذكره الشارح من جواز التمتع بظاهر الدبر، هو الذي ذكره البرزلي قائلا: ووجهه عندي أنه كسائر جسد المرأة وجميعه مباح، إذ لم يرد ما يخص بعضه عن بعض، بخلاف باطنه". ابن قدامه: "ولا بأس بالتلذذ بها بين الأليتين من غير إيلاج؛ لأن السنة إنما وردت بتحريم الدبر، فهو مخصوص بذلك، ولأنه حرم لأجل الأذى، وذلك مخصوص بالدبر، فاختص التحريم به". المرداوي: "وذكر ابن الجوزي في كتاب السر المصون: أن العلماء كرهوا الوطء بين الأليتين؛ لأنه يدعو إلى الدبر".
وقد سئل مالك - رحمه الله - في الكتب المشهورة المروية عنه أيجوز وطء المرأة في دبرها؟ فقال: أما أنتم قوم عرب؟ ألم تسمعوا قول الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223]، أيكون الزرع حيث لا نبات؟ وقوله تعالى {أَنَّى شِئْتُمْ}، قيل: معناه كيف شئتم مقبلة أو مدبرة أو باركة في موضع الزرع، وقيل معناه متى شئتم من ليل أو نهار، روي عن ابن عباس، وروي عنه أيضا أنه قال: معناه فأتوا حرثكم كيف شئتم إن شئتم فاعزلوا، وإن شئتم فلا تعزلوا. حكم شم رائحة دبر الزوجة - موقع المرجع. وقد روي عن عبد الله بن عمر أنه سئل عن جواز ذلك فقال: أف أف أيفعل ذلك مؤمن؟ أو قال مسلم. وقد قيل لمالك - رحمه الله - في الكتب المروية عنه أنت تبيح ذلك فقال: كذب من قاله، وقال مرة أخرى: كذبوا علي، وقال في أخرى: كذبوا علي عافاك الله أما تسمع الله تعالى يقول {نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم} [البقرة: 223] هل يكون الحرث إلا في موضع الزرع، ولا يكون الوطء إلا في موضع الولد. قال ابن المنذر: وإذا ثبت الشيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - استغني به عما سواه، ومن كتاب الشيخ الإمام الجليل أبي عبد الله محمد المعروف بابن ظفر روي أن عليا كرم الله وجهه سئل عن ذلك فقال: أما علمتم أنها اللوطية الصغرى.
وكذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله لا يستحي من الحق، لا تأتوا النساء في أدبارهن). وقال: (لا ينظر الله إلى رجلاً أتى امرأته في دبرها)، ويروى عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (معلون من أتى امرأته في دبرها)، وجاء في حديث ابن عمرو …… عبد الله بن عمرو بسندٍ جيد وموقوف أنه سئل عن الوطء في الدبر فقال: اللوطية الصغرى.