المعلومات العامة: اسم الكتاب: سلطة الثقافة الغالبة. اسم المؤلف: ابراهيم السكران. عدد الصفحات: 204. دار النشر: دار الحضارة. تحميل كتاب قرينادا وسانتا لوسيا ودومنيكا pdf - مكتبة اللورد. التعليق والمناقشة: انتهيت من كتاب (سلطة الثقافة الغالبة) للشيخ إبراهيم السكران ويقع في 204 صفحة، من طبعة دار الحضارة، والكلام عن كتب السكران تحتاج الى مقدمات، أولها؛ أن هذا الكتاب تستطع أن تقول أنه يقع في آخر سلم الترتيب من كتبه المتحدثة عن جدلية التراث والحداثة، الأول هو (مآلات الخطاب المدني) ثم تقرا بعده (التأويل الحداثي للتراث) في الخاتمة تقرأ هذا الكتاب الذي هو أشبه بالملحق، والسبب أن هذا الكتاب يناقش نتائج ربما لن تفهمها بالشكل الصحيح مالم تقرأ كلامه عن الأسباب والمقدمات في كتبه السابقة. ثانياً: زمن التعاطي الجامد من قبل المشايخ مع الطرح الطارئ في قضايا الفكر والمنهج وتقاطعها مع الدين، أظنه ولي، بتنا نحتاج الى طالب العلم المثقف الذي يكون علمه الشرعي كالقاعدة التي يوظف الثقافة من خلالها بتوكيد معنى أو نقضه، وأظن أن السكران من هؤلاء الذين يجمعون بين العلم الشرعي والثقافة -بمدلولها العام-، ومن خلال سبر الكتاب سوف تجد أنه يقتبس من الكثير من الكتب التي تحمل توجهات مختلفة وتتكلم في مواضيع متعددة ويجعلها في سياق واحد لخدمه فكرته.
هذا الكتاب بطبيعة الحال ليس استيعاباً لكل ما طرح من إشكاليات الثقافة الغربية الغالبة في بيئتنا المحلية، بل هي نماذج وعينات فقط، فإذا تأمل الباحث الموضوعي في أمثال هذه العينات، ثم لمس من خلال مناقشتها ما فيها من الهشاشة العلمية، انفتح له باب معرفة الحق في نظائرها.
ثالثًا: الكتاب كله تستطيع أن تقول انه متفرع عن مقولة ابن خلدون في مقدمته (المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته و سائر أحواله و عوائده). طبعًا كتاب السكران لم يتكلم عن قضية تأثير الغالب على هوية المغلوب اللغوية أو السلوكية، إنما ركز على تأثير الغالب على أدوات المغلوب في النظر والاستنباط والاجتهاد وما يؤدي ذلك بالضرورة الى العبث في بيان مقاصد الوحي وتزيفها وتحريفها، وكتب السكران تتمحور غالباً حول محورين، الأول: هو الرد على من يتلعب بالنصوص ويتأولها تأويل حداثي، والثاني هو حفظ الشخص الموجود في الصف الاسلامي من أن ينجرف الى الصف الآخر دون أن يشعر! وتكلم الكتاب عن قضايا متعددة في فصول أخرى، كلها تبين آثر الثقافة الغالبة على عقلية المنتسب الى العلم في النظر والاجتهاد او كما يقول المؤلف: الكتاب يناقش باختصار [كيف تؤثر الثقافة الغالبة في تأويل الأحكام الشرعية لإخضاعها لهيمنتها]، وهو ضرب من ضروب الاختراق الداخلي لإخضاع الأمة ثقافيًا للغالب كما هي خاضعة عسكرياً له! كتاب سلطة الثقافة الغالبة. 6 يونيو 2018 م – 23 رمضان 1439 هـ. التنقل بين المواضيع