وحملت مريم البتول ولما بدا عليها الحمل وشاع أمرها، لم يدخل على بيت أحد من الهم والحزن مثلما دخل على بيت أهل زكريا الذي كفلها، واتهمها زنادقة بأن يوسف ابن خالها الذي كان يتعبد معها في المسجد هو أبو الطفل.
ذات صلة ما هي صفات عيسى عليه السلام صفات سيدنا عيسى عيسى عليه السلام يعتبر رسول الله عيسى عليه السلام واحداً من أهم الأنبياء، والمرسلين الذين استطاعوا ترك بصمتهم في التاريخ الإنساني بشكل عام، والديني بشكل خاص، لما حملته دعوته التي جاء بها من قيمٍ روحيَّة سامية، استطاعت أن تقلب وجه الأرض، ومن هنا فقد كان هذا الرسول العظيم يتمتع بالعديد من الصفات والمزايا الهامّة التي أهَّلته، ومكَّنته من بلوغ المرتبة العظيمة التي بلغها، ومن إحداث هذا الأثر العظيم في العالم، وحتّى يومنا هذا، وفيما يلي نستعرض بعض أبرز هذه الصفات. صفات رسول الله عيسى عليه السلام ارتباطه الوثيق بالله تعالى عيسى عليه السلام هو رسول مرسل من الله تعالى لبث النور، والهداية بين الناس، ومن هنا فقد كان عليه السلام شديد الصلة بالله تعالى، وكان أينما حلَّ تحلُّ معه البركة؛ فمعجزاته الخارقة التي أجراها الله تعالى على يديه لهي أكثر من أن تُحصى. يقول الله تعالى على لسان عيسى -عليه السلام-: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا*وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) [مريم:30،31].
والإيمان بنبوة عيسى عليه السلام يجب أن يكون إيماناً بالأمور التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنه: عبد الله ورسوله، وكلمة الله تعالى ألقاها إلى مريم عليها السلام، وروح من الله خلقها في رحم مريم. وقد بينا معنى كونه كلمة وروحاً من الله فيما مضى ولله الحمد. صرَّح القرآن الكريم في أكثر من موضع بأن عيسى عليه السلام "مقفَّى"؛ قفَّى الله به على آثار الأنبياء السابقين وبعثه بعدهم، وهو آخر أنبياء بني إسرائيل. قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ﴾ (البقرة: 87). ما هي صفات عيسى عليه السلام - موضوع. وقال تعالى: ﴿ وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ﴾ (المائدة: 46). وقال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ ﴾ (الحديد: 26- 27).
محمد العريفي حسن الحسيني إنّ النبوّة والرسالة اصطِفاءٌ من الله –عز وجل- قال تعالى:]إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ[ فلا تُنال النبوّة والرسالة بكثرة عبادةٍ أو اجتهاد, أو رِفعَة مكانةٍ أو عظيم جاه, إنما هي اختيارٌ من الله وحده. قال الله –جل وعلا- مخبراً عن الأنبياء:]اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ[ الله الذي يختار, وهو –سبحانه وتعالى- الذي يصطفي, فالأنبياء والرسل هم أكمل أهل زمانهم عقلاً وفضلاً, فطنةً ومعرفة, صلاحاً وعفة, شجاعةً وسخاوة, عبادةً وزهداً, ولا يجوز أن يكونوا أقلّ ممن أُرسِلوا إليهم, ولا أن يكونوا ناقصين في حواسّهم. روى الترمذيّ عن قتادة –رضي الله عنه- أنه قال: (ما بعث الله نبياً قط إلا بعثه حسَن الوجه, حسَن الصوت) الأنبياء والرسل جميعهم كانوا في حُسْنٍ وجمال في الشكل والصورة والهيئة, كما كانوا أكمَل النّاس سمتاً وأخلاقاً وطباعاً, الذي يقرأ النصوص في كتاب الله –جل وعلا- وسنة نبينا r يتفاجأ كيف أنها وصفت نبي الله تعالى عيسى –عليه السلام- وصفَتهُ –عليه السلام- بأدقّ التفاصيل حتى اشتقنا إليه وأحببناه, حتى لكأننا والله نرى بأعيننا المسيح عيسى –عليه السلام- كأنه أمامنا.
والله أعلم " انتهى. "شرح صحيح مسلم" (2 / 233). وهذا الجمع يتقوى بأمور: الأمر الأول: عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَمِّ نَبِيِّكُمْ يَعْنِي ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى رَجُلًا آدَمَ طُوَالًا جَعْدًا، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى رَجُلًا مَرْبُوعًا، مَرْبُوعَ الخَلْقِ ، إِلَى الحُمْرَةِ وَالبَيَاضِ، سَبِطَ الرَّأْسِ) رواه البخاري (3239) و مسلم (165). ما هي صفات عيسى عليه السلام؟ – e3arabi – إي عربي. فالحديث نص على أن عيسى عليه السلام ( إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ): أي يميل إلى الحمرة والبياض. قال الملا علي القاري رحمه الله تعالى: " وقوله: (إلى الحمرة والبياض)، حال أي: مائلا لونه إليهما، فلم يكن شديد الحمرة والبياض " انتهى. "مرقاة المفاتيح" (9 / 700). وهذا يشير إلى أن لونه الغالب ليس الحمرة والبياض، فيكون هو الأدمة والسمرة التي جاءت في الأحاديث الأخرى، فهو أسمر لكن يميل إلى البياض والحمرة ولا يميل إلى شدة السمرة والسواد. الأمر الثاني: أن لون عيسى عليه السلام ذكر في كل حديث في مقابلة لون آخر. ففي حديث المنام ذكر أن عيسى لونه آدم، في مقابلة الدجال الذي لونه أحمر.