وبهذا نكون وصلنا إلى نهاية الحديث عن الفرق بين كل من الفقير والمسكين، نشكركم على المتابعة.
الفرق بين الفقراء والمساكين: اختلف العلماء في معنى تعريف كل من الفقير والمسكين، وأقوالهم على النحو التالي: -الفقير يكون أحسن وأفضل حالًا من المسكين، وقالوا بعكس ذلك، وهو أن المسكين يكون أحسن و أفضل حالًا من الفقير. - أنه ليس هنالك أي فرق بينهما من حيث المعنى، حتى وإن اختلفا في الاسم. - وإلى هذه الأقوال يشير القرطبي في تفسيره:" اختلف علماء اللغة وأهل الفقه في الفرق بين الفقير والمسكين على تسعة أقوال، فذهب يعقوب ويونس بن حبيب إلى أن الفقير أحسن حالًا من المسكين، قالوا: الفقير هو الذي له بعض ما يكفيه ويقيمه، والمسكين الذي لا شيء له، وقال آخرون بالعكس، فجعلوا المسكين أحسن حالًا من الفقير. - واحتجوا بقوله تعالى:" أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ ". فأخبر أنّ لهم سفينةً من سفن البحر، وربما ساوت جملة من المال، و عضدوه بما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه تعوذ من الفقر. - فلو كان المسكين أسوأ حالًا من الفقير لتناقض الخبران، إذ يستحيل أن يتعوذ من الفقر ثم يسأل ما هو أسوأ حالًا منه، وقد استجاب الله دعاءه وقبضه وله مال مما أفاء الله عليه، ولكن لم يكن معه تمام الكفاية، ولذلك رهن درعه.
مقالات قد تعجبك: حكم إعطاء الزكاة للأخ الفقير إذا كان الأخ يحتاج إلى مال الصدقة فهو خيراً وأولى من الفقير الغريب، فحينها يأخذ الشخص ثوابين إحداهما ثواب صلة الرحم وثواب إيتاء الزكاة. يفضل عدم إعطاء مبلغ الزكاة للأخ على أجزاء حتى لا يتكل عليها ولا يبحث أو يقوم بأي عمل كمصدر دخل له. الأم والأب، والأبناء وأبناء الأبناء، يجوز النفقة عليهما لذلك لا يعتبر إعطائهم المال زكاة أو صدق بل من الأمور الذي يجب إقامتها. ويجب أن نراعي عند إخراج زكاتنا الفقراء أولا ومن ثم المساكين، لأنه كما ذكرنا فالفقير هو المعدوم الذي لا يستطيع الإنفاق على نفسه وعائلته، أي أشد حاجة من المسكين. جاءت صدقة الفقير عند الله أعلى قدرًا من صدقة الغني، وذلك لأنه يكون الإنسان في حاجة وضيق ويكون أيضا بمساعدة غيره من الفقراء فهذا شيء عظيم عند الله. مصارف الزكاة للفقراء والمساكين في الكتاب والسنة جاءت مصارف الزكاة في كتاب الله حيث قوله تعالى: "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم "التوبة. أما في السنة فجاء عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى اليمن معاذ وحدثه قائلًا (أعْلِمْهُم أنَّ عليهم صَدَقةً تُؤخَذُ مِن أغْنيائِهم وتُرَدُّ على فُقرائِهم).
من هو أبن السبيل؟ السبيل يعني الطريق في اللغة العربية، أما ابن السبيل فهو الشخص المسافر من بلده إلى بلد أخر، وقد صادف أنه مر على بلد آخر غير بلده يملك أي شيء يستطيع أنه يكمل به طريق سفره. وقد أحل الإسلام فريضة الزكاة لابن السبيل، ما دام توافرت فيه الشروط التي تجعله يحتاج إلى الزكاة وهي عدم قدرته على الإنفاق على نفسه خلال سفره. أما إذا كان الشخص لديه الرغبة في السفر ولكنه لا يزال موجودًا في بلده فهو لا يجوز له الزكاة. آيات في القرآن الكريم ُذكر فيها ابن السبيل كثرت مواضع الآيات التي ذكرت فيها أهمية الزكاة لأبن السبيل كالتالي: كما في قوله تعالى في سورة البقرة" يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم". وفي سورة التوبة " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم". وفي سورة النساء " واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا".