وذكر الغزالي أن الجليل هو الموصوف بنعوت الجلال، ونعوت الجلال هي الغنى والملك والتقديس والعلم والقدرة وغيرها من الصفات التي ذكرناها. فالجامع لها جميعاً هو الجليل المطلق، الموصوف ببعضها يكون جلاله. بقدر ما نال من هذه النعوت، والجليل المطلق هو الله تعالى فقط. واسم الجليل غير وارد في القرآن الكريم، ولكن ورد بمادته بمعنى الذي له الجلال، وقد ورد هذا مرتين في سورة الرحمن: فقال تعالى: "ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام"، وقال في ختام السورة "تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام". ص261 - كتاب الموسوعة العقدية الدرر السنية - المبحث الأول معنى الإيمان بالملائكة - المكتبة الشاملة. والجليل من العباد هو من حسنت صفاته الباطنة التي تستلذها القلوب البصيرة. أما جمال الظاهر فإنه أقل قدراً، ويذكر الرازي أن حظ العبد من اسم الجليل، يتمثل في براءته من العقائد الباطلة، والأخلاق الذميمة، واتصافه بالمعارف الحقة والأخلاق الفاضلة.
الإيمان حقيقته خوارمه نواقضه عند أهل السنة لعبدالله بن عبدالحميد الأثري - ص١٣١
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول لحافظ بن أحمد الحكمي - ص٨٠٨ والإيمان بالملائكة: هو الإيمان بوجودهم إيماناً جازماً لا يتطرق إليه شك، ولا ريب، قال الله تبارك وتعالى: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إليه مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ [البقرة:٢٨٥] ، لقوله تعالى: وَمَن يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا [النساء:١٣٦]. فأهل السنة والجماعة: يؤمنون بهم إجمالاً، وأما تفصيلاً فبمن صح به الدليل ممن سماه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ كجبريل الموكل بالوحي، وميكائيل الموكل بالمطر، وإسرافيل الموكل بالنفخ في الصور، وملك الموت الموكل بقبض الأرواح، ومالك خازن النار. وأهل السنة والجماعة: يؤمنون بوجودهم، وأنهم عباد مخلوقون، خلقهم الله تعالى: من نور، وهم ذوات حقيقية، وليسوا قوى خفية، وهم خلق من خلق الله تعالى. والملائكة خلقتهم عظيمة، منهم من له جناحان، ومنهم من له ثلاثة، ومنهم من له أربعة، ومنهم من له أكثر من ذلك، وثبت أن جبريل - عليه السلام - له ستمائة جناح. وهم جند من جنود الله، قادرون على التمثل بأمثال الأشياء، والتشكل بأشكال جسمانية؛ حسبما تقتضيها الحالات التي يأذن بها الله سبحانه وتعالى وهم مقربون من الله ومكرمون.