ما هو معنى رفقاً بالقوارير ؟ قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: " يَا أَنْجَشَةُ وَيْحَكَ ارْفُقْ بِالْقَوَارِيرِ " فإن كنت تريد أن تصور المرأة بكل ما فيها من أنوثة وجمال الروح وجمال الإنسانية فلا تجد معنى أفضل من تشبيه النبي -صلى الله عليه وسلم- " رفقاً بالقوارير "، ولكن يرغب الكثير في معرفة معنى القوارير ولماذا شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء بها، وفي أي مناسبة قِيل هذا الحديث، وهو ما سنعرضه لكم بالتفصيل عبر مقالنا التالي على موسوعة. رفقاً بالقوارير تلك الكلمة التي تمتلك جمال من نوع آخر من حيث المعنى ومن حيث التشبيه فهي لها جمال خاص وسر يتقلب من معنى إلى معنى أخر. " رفقاً بالقوارير " تتضمن تلك الكلمة اللين والسهولة واللطف والتمهل والجمال والتألق. رأي الإمام الفارسي قال الإمام الفارسي وذلك في معجم "مقاييس اللغة " أن الحروف الراء والفاء والقاف هما لأصل واحد وهو الذي من الممكن أن يدل على الموافقة من دون أي عنف، فحينما تنطق بكلمة " الرفق " تشعر بروعة الإعجاز النبوي في تلك المفردة. رفقا بالقوارير أيها الرجال - مدرسة جرافيك مان. الجدير بالذكر انه يجب على الزوج أن يعامل زوجته بما يتوافق معها ومع معاني الأنوثة الموجودة فيها، فعلى الرجل أن يعامل زوجته بمزيج من المشاعر والأفعال الراقية حيث الأناقة في الحديث معها وفي النظرة والموقف حتى وإن كان هذا الموقف موقف عتاب.
والمغزى هو وجوب ان يعامل الرجل زوجته بالمعروف فيغض الطرف عن بعض المثالب مث تاخرها في بعض الطلبات الكثيرة التي يرغب بها الزوج حيث تكون مشغولة بتربية اطفالها ورعايتهم والعناية بهم فلا يقسو عليها او يهينها. ورب العزة والجلال امرنا حتى اثناء بغض الرجل زوجته بحسن العشرة لها. قال تعالى: ( وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا). ولا يمنع الزوج ان يقوم بوضع خطة مرحلية لمعالجة الهنات التي تحصل من الزوجة فهو صمام الامان للاسرة والمحافظ عليها والغرض ان تستمر الحياة الزوجية ضمن بوتقة الوفاق وادامة المحبة والتعاون المثمر والبناء من اجل انشاء جيل واع مؤمن بربه محب لوطنه. ومن المفيد القول هنا: ان ديننا الحنيف حثنا على الصبر الجميل على الاذاية الحاصلة من الزوجة وقد قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في هذا الباب: ( لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها خلقا اخر) رواه مسلم. رفقا بالقوارير أيها الرجال السري. وليس من حق الزوج اضرارها واذايتها طالما انها محافظة على دينها ومحافظة على مروءتها وقائمة بحقوق الزوجية واوصي اولئك المتطاولين المتغطرسين بالرفق بالمرأة واحترام مشاعرها، وعدم التعالي عليها فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خيركم خيركم لاهله، وانا خيركم لاهلي) فالذين يتعاملون بالحسنى مع نسائهم هم قلة حيث تجد مجالس الانس والانبساط مع الاصدقاء والخلان ومجالس الشتم والتهكم مع الاهل في البيت وهذه ليست من خلال المؤمنين ولا من صفاتهم الحسنة وبعض الرجال يكون بليد الحس والمشاعر مع اهليهم ثقيل الظل ويكون المرح المحبوب خارج البيت.
، وقد جاء هذا الوصف من رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة عندما كان في سفر، وكان معه غلام له أسود يقال له أنجشة يحدو فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويحك يا أنجشة رويدك بالقوارير». أو (ارْفُقْ بِالْقَوَارِيرِ ». وأنجشة هو صحابي جليل، فاز بشرف الحداء والتغني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكان يحدو بخير خلق الله ومن معه، رضي الله عنهم أجمعين، ومن عجيب أثر الصوت الحسن على الحيوان أن النوق كانت تطرب لسماع حدائه طربا يجعلها تحث السير ،وتقطع المسافات الطوال ،دون أن تحس بالتعب والإرهاق، فتمشي مشيا حثيثا يجعلها تهتز هزا شديدا. رفقا بالقوارير أيها الرجال أنهم أذكياء ولكنهم. وقال أبو عمر في الاستيعاب ( أنجشة هو ذلك العبد الأسود الذي كان يسوق أو يقود بنساء النبي صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع ،وكان حسن الصوت ،وكان إذا حدا اعتنقت الإبل ، فخاف صلى الله عليه وآله وسلم أن يزعج انبعاثُ الناقة للمشي النساء اللواتي على ظهورها، وتكلم صلوات الله وسلامه عليه شفقة بهذا المخلوق الضعيف ،الذي قد يضر به هز الناقة ، أو يزعجه وهو في هودجه). أيها المسلمون « وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ بِالْقَوَارِيرِ » أو(ارْفُقْ بِالْقَوَارِيرِ ».
وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائمًا على حسن معاملتهم لزوجاتهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» رواه الترمذي ، ودعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفق في الأمر كله؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ الرِّفقَ لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنْزَعُ مِن شيء إلا شانَه» رواه مسلم. ولم يعنف النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحدًا من زوجاته أبدًا، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلاَ امْرَأَةً وَلاَ خَادِمًا إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلاَّ أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ) رواه مسلم. فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الأسوة الحسنة الذي يجب على الأزواج أن يقتدوا بسيرته الكريمة العطرة في معاملته لزوجاته، كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ الأحزاب: 21 الدعاء