من هم المغضوب عليهم ومن هم الضالين سؤال من الأسئلة المطروحة والمتكررة، فقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم على نبيّه محمد صلّى الله عليه وسلّم، وأنزل فيه صفات المؤمنين والكافرين والمنافقين، وغير ذلك من الفئات التي وجدت في المجتمع، كذلك ورد ذكر الضالين والمغضوب عليهم في سورة الفاتحة، وقد يتساءل الكثيرون عن هؤلاء الفئتين ومن المقصود بهما، وفي هذا المقال سيتمّ توضيح ذلك، بالإضافة إلى تسليط الضوء على تفسير سورة الفاتحة وبعض مقاصدها. من هم المغضوب عليهم ومن هم الضالين إنَّ المغضوب عليهم هم اليهود والضالين هم النصارى ، وقد ورد ذكرهم في سورة الفاتحة في قوله تعالى: "صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ" [1] ، وقد أجمع أهل العلم على هذا التفسير ويمكن التأكيد على صحة هذا المقصد من خلال آيات قرآنية أخرى: المغضوب عليهم: هم اليهود، وقد ورد ذكرهم أيضًا في قوله تعالى: " فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ " [2] ، والمقصود في الآية الكريمة السابقة هم اليهود، وبذلك تأكيد على أن المغضوب عليهم في سورة الفاتحة هم اليهود. الضالين: وهم النصارى، وقد ورد ذكرهم أيضًا في قوله تعالى: " قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا" [3] ، وقد ذكرهم الله تعالى في سورة المائدة على أنّهم الضالين وبذلك تأكيد على أن الضالين في سورة الفاتحة هم النصارى.
[5] وبهذه الآيات يتمّ بيان ضلال النّصارى وإضلالهم، حيث اتّبعوا أهوائهم وتركوا ما جاء به نبيّ الله عيسى صلوات الله عليه. [6] شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الفاتحة بالسبع المثانى ما الفرق بين المغضوب عليهم والضالين إنّ كلًّا من المغضوب عليهم والضالين من اليهود والنصارى يتّصفون بأنّهم باءوا بغضبٍ من الله، ومن الضّروري التّنبّه أنّه يتبعهم من تشبّه بهم وعمل بما عملوا، والفرق بينهم يتمثّل فيما يأتي: إنّ اليهود أشدّ كفرًا بالله وأعند وأخبث وأكثر فسادًا في الأرض، ثمّ يليهم الذين أشركوا والنّصارى. إنّ المغضوب عليهم وهم اليهود كفروا بنبيّ الله عيسى -عليه السّلام- وبرسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أمّا الضّالين وهم النّصارى فقد كفروا بنيٍّ واحد وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم. اتّصف اليهود بالغضب لأنّهم فسدوا بعد علمهم، أمّا النّصارى فوصفوا بالضّلال لأنّهم فسدوا عن جهل. شاهد أيضًا: فضل سورة الفاتحة في استجابة الدعاء مقاصد سورة الفاتحة اشتملت سورة الفاتحة في آياتها على أعظم المقاصد في القرآن الكريم، وقد شملت على خمسة مقاصد أساسيّة وهي: [7] توحيد الله سبحانه: فقد تضمّنت أنواع التّوحدي الثّلاثة، توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، وقد اشتملت على التّعريف بالله -سبحانه وتعالى- وفيها إرشادٌ وتوجيه لكيفية عبادة الله وتمجيده والثناء عليه.
ثم يبين الله تعالى ان هؤلاء اشتروا الضلالة في قوله تعالى من سورة البقرة /16.