غير أننا علمنا أن الفرقة الإنجليزية فضلاً عن فرقة إيطالية لا يحضرنا أسمها.
السير ناحية التقدم كان يعني بالنسبة لبورقيبة تدمير العادات والتقاليد والموروثات أيضاً. هذه الحداثة لم تأتِ بثمارها. فالدين ليس هو السبب الحقيقي لتخلفنا الاقتصادي والاجتماعي والعلمي. طوال ستين عاماً لم نستطع بناء مجتمع حديث كما هو الحال في أوروبا حيث يتمتع القضاء باستقلالية عن السياسة وحيث يتم مواجهة المشكلات الاجتماعية. لقد أخفقت السياسة. في عقود الديكتاتورية انفصلت السياسة عن الأخلاق. كان كل شيء مسموحاً من أجل مصلحة الدولة العليا، حتى ارتكاب أفظع المظالم. لم يكن الدافع للثورة دينياً، بل كان الاعتراض على التباين في المستوى الاجتماعي والظلم والديكتاتورية. منذ سنوات الستينيات ونحن نشهد تحرراً في القيم المجتمعية، هذا شيء يريد التوانسة التمسك به. هالة الباجي 20 يناير 2014 [3] تونس مؤهلة، بحكم ما أنجز فيها منذ القرن التاسع عشر من إصلاحات عميقة في الميادين التربوية والصحية والاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية، لأن تكون قاطرة البلدان العربية لجرّها نحو مزيد من التقدم. السياحة في تونس للشباب. عبد المجيد الشرفي 16 ديسمبر 2013 [4] أنا أعتقد أن غالبية التونسيين تنتمي – من منظور ثقافي – إلى التيار الوسطي في المجتمع. الإسلام، من وجهة نظري الشخصية، دين وسطي، والتونسيون عايشوا الكثير من التيارات الثقافية والسياسية، الإصلاحية منها والمعتدلة... أننا متجذرون في هذا الإسلام العصري التقدمي المنفتح المتسامح.
وقد عانى مخرج فلم (العودة إلى الريف) كثيراً من عنت الرقيب، لأن الرقيب لم يهضم فكرة أجزاء من الحوار تقوم على الدعاية للريف من طريق مناقشة يحمل أحد طرفيها على الريف فيدافع الطرف الآخر عنه دفاعاً مفحماً مجيداً! ولا يمكن أن ننسى الصورة الشائنة التي رسمها شريط (أربع ريشات) للمصريين وموقفهم من فتح السودان، ومع ذلك مر الشريط من الرقابة ولم يحظر عرضه!
ولقد عرفنا هذه المنشآت في العصور الوسطى، فكان للقاهرة فنادق ومقاهٍ، تخطت دولاً وعصوراً وهي تقوم بمهمتها الاجتماعية؛ وإنه ليحضرني الآن منها مثلٌ هو فندق مسرور أو خان (مسرور) الذي يحدثنا عنه المقريزي في غير موضع، والذي لبث عصوراً مهبط الواردين إلى القاهرة من كل صوب يتناقل السياح اسمه في جميع الأقطار الإسلامية، والذي تذكره قصص ألف ليلة وليلة في مواضع مختلفة ترجع إلى عصور مختلفة كأنه علم على القاهرة، وكانت القاهرة أيام السلاطين تموج بأمثال هذه المنشآت المعمرة من ربط وفنادق وخانات ووكالات شهيرة دثر معظمها أيام العصر التركي. وفي خطط المقريزي بيانات شائقة عن هذه المنشآت التي لعبت مدى عصور دوراً كبيراً في الحياة الاجتماعية المصرية.
ولما ودعته زودني دراهم لم تزل عندي محوطة. ولم أحتج بعد إلى إنفاقها، إلى أن سلبها مني كفار الهنود، فيما سلبوه لي في البحر. ومنهم الشيخ ياقوت الحبشي، من أفراد الرجال. وهو تلميذ أبي العباس المرسي. وأبو العباس المرسي تلميذ ولي الله تعالى أبي الحسن الشاذلي الشهير ذي الكرامات الجليلة والمقامات العالية. كرامة لأبي الحسن الشاذلي: أخبرني الشيخ ياقوت عن شيخه أبي العباس المرسي أن أبا الحسن كان يحج في كل سنة، ويجعل طريقه على صعيد مصر، ويجاور بمكة شهر رجب وما بعده إلى انقضاء الحج، ويزور القبر الشريف، ويعود على الدرب الكبير إلى بلده. فلما كان في بعض السنين، وهي آخر سنة خرج فيها، قال لخديمه: استصحب فأسا وقفة وحنوطا، وما يجهز به الميت. تونس - ويكي الاقتباس. فقال له الخديم: ولم ذا يا سيدي? فقال له: في حميثرا سوف ترى. وحميثرا في صعيد مصر في صحراء عيذاب، وبها عين ماء زعاق. وهي كثيرة الضباع. فلما بلغا حميثرا اغتسل الشيخ أبو الحسن، وصلى ركعتين، وقبضه الله عز وجل في آخر سجدة من صلاته، ودفن هناك. وقد زرت قبره وعليه تبرية مكتوب فيها اسمه ونسبه متصلا بالحسن بن علي رضي الله عنه.
ومن عادة ذلك الفقير أن يأتي عبادان كل ليلة فيسرج السرج بمساجدها، ثم يعود إلى زاويته. فلما وصل إلى عبادان وجد الرجل العابد فأعطاه سمكة طرية وقال له: أوصل هذه إلى الضيف الذي قدم اليوم. فقال لنا الفقير عند دخوله علينا: من رأى منكم الشيخ اليوم؟ فقلت له: أنا رأيته. فقال: يقول لك هذه ضيافتك. فشكرت الله على ذلك، وطبخ لنا الفقير تلك السمكة، فأكلنا منها أجمعون، وما أكلت قط سمكا أطيب منها. وهجس في خاطري الإقامة بقية العمر في خدمة ذلك الشيخ، ثم صرفتني النفس اللجوج عن ذلك. ثم ركبنا البحر عند الصبح بقصد بلدة ماجول. ومن عادتي في سفري أن لا أعود على طريق سلكتها ما أمكنني ذلك. تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار/الجزء الأول/صفحة: 88 - ويكي مصدر. وكنت أحب قصد بغداد العراق، فأشار علي بعض أهل البصرة بالسفر إلى أرض اللور، ثم إلى عراق العجم، ثم إلى عراق العرب. فعملت بمقتضى إشارته، ووصلنا بعد أربعة ايام إلى بلدة ماجول، على وزن فاعول وجيمها معقودة، وهي صغيرة على ساحل الخليج الذي ذكرنا أنه يخرج من بحر فارس، وأرضها سبخة لا شجر فيها ولا نبات، ولها سوق عظيمة من أكبر الأسواق. وأقمت بها يوما واحدا، ثم اكتريت دابة لركوبي من الذين يجلبون الحبوب من رامز إلى ماجول، وسرنا ثلاثا في صحراء يسكنها الأكراد في بيوت الشعر.