تظهر تجربة البلدان الغنية في العالم أن الازدهار العالمي الحالي قد تحقق بشكل رئيسي بفضل قطاعي الصناعة والخدمات ، حيث كانت حصة الزراعة في تعزيز الاقتصاد تتراجع تدريجياً. على خلفية هذه الصورة ، يطرح السؤال – ما هو دور الزراعة في اقتصاد الدولة وما مدى أولوية هذا القطاع في الهيكل القطاعي؟ تلعب الزراعة ، بالإضافة إلى محتواها التقليدي ، الذي يزود السكان بالطعام والطعام ، دورًا مهمًا في تنمية اقتصاد الدولة. ومع ذلك ، تجدر الإشارة أيضًا إلى أنه لا الزراعة ولا أي قطاع آخر بمفرده سيكون قادرًا على تقديم مساهمة تحويلية في تعزيز الاقتصاد ، لأنه مرتبط بالتنمية المتزامنة لمختلف القطاعات والإصلاحات والتغييرات المنهجية. إن تقليص حصة الزراعة في الاقتصاد ، كما ذكر أعلاه ، لا يعني أنه تم اتخاذ خطوات خاطئة ، أو أن الاقتصاد كان له توجه غير صحيح. إن حصة الزراعة في اقتصادات جميع البلدان المتقدمة ما فتئت تتناقص منذ مراحل التنمية. عوامل تكوين وديمومة المجتمع في نهج البلاغة. لا تجعل هذه البيانات بأي حال من الأحوال صناعة إعادة التدوير الريفية ثانوية أو غير مهمة. كما كان هناك قطاع زراعي منفصل يتطور ، لكن القطاعات الأخرى كانت تتقدم بسرعة كبيرة لدرجة أن حصتها من الاقتصاد تتقلص بشكل كبير مقارنة بالقطاعات "المتقدمة" الأخرى.
ويوشك الكثير منهم أن يفتك طليعة الحديث باسم معارضة الانقلاب. وصناعة سيرة سياسية من فراغ. وهذا مشهد تكرر كثيرا منذ الثورة. فقد قفز تجمعيون فاسدون إلى مقدمة المشهد وصنعوا سيرهم على حساب مناضلين دفعوا الثمن أيام الدكتاتورية. بل شارك بعضهم في كتابة الدستور. وقد أظهروا من الوقاحة ما جعل أبناء الثورة يتراجعون في مواقع كثيرة حفاظا على السفينة من الخرق. كثير من هؤلاء يحوم الآن حول النواة الصلبة التي برزت ضد الانقلاب منذ اليوم الأول ويخططون لما بعد الانقلاب من احتمال فيء. ماهو الفيء. ويقع المناضلون في خطئهم الأول باسم التجميع ضد الانقلاب، يجب أن ننبه هنا إلى أن أكثر المتساهلين مع هؤلاء (باسم التجميع والعفو عند المقدرة) هم قيادات حزب "النهضة" التي تسند النواة الصلبة للمعارضة كدأبهم منذ الثورة بحديث الطلقاء. وهذا مدعاة لمضاعفة الحذر وعدم الاطمئنان لحديث العفو. إلى هؤلاء أضيف الزعماء الذين لم يفلحوا أبدا في بناء قاعدة حزبية ولم يفلحوا في تجميع فريق سياسي حولهم. وقد كان كل عملهم السعي إلى وضع أنفسهم في الوسط بصفتهم قيادات سياسية ديمقراطية. وفيهم من يريد الخروج من فشله التاريخي على نهاية سياسة مرفهة باسم نضال تاريخي لم يقلع شعرة واحدة من رأس دكتاتور.
وهي منع الديمقراطية من أن تقوم وتستوعب الفريق الإسلامي الذي هو مكون أساسي في الساحة التونسية. حجتي في ذلك أن النقابة ليست نقابة فعلا بل هي حزب سياسي يساري متطرف واستئصالي بواجهة نقابية مزيفة. ودعوتها لمعارضة الانقلاب ساقطة بالقوة لأن اليسار الاستئصالي هو مالك الانقلاب ومدبره وقاطف ثمرته. الأصدقاء الذين نسير معهم في معارضة الانقلاب يدسون بوعي أو بدونه في جبهة الخلاص جرثومة قاتلة. وهذا أكبر مصدر للحذر من الإفراط في التفاؤل بالمستقبل. وإذا كان هناك من نصيحة في هذه المرحلة فهي أن نغسل أيدينا من النقابة (الحزب اليساري الاستئصالي) وأن يتعامل معها الديمقراطيون بصفتها قاعدة معادية للديمقراطية وعنصر تخريب للمستقبل لا يمكن التعويل عليها كشريك. ومن لم يقرأ مرحلة السنوات العشر كمرحلة غربلة لزيف نضالية النقابة فهو يعيد ترحيل سبب الفشل إلى ما بعد الانقلاب. الحذر من الشطّار الجدد والزعامات المستنفدة لم يملك الانقلاب قوة بن علي ليوجه ضربات ماحقة لخصومه ومعارضيه فقد ارتعشت يده وهذه الميوعة سمحت حتى الآن لبعض الشطار بالقفز إلى وسط المشهد. تونس.. تفاؤل حذر | تدوينات. لتزعم نضالات مخملية أغلبها يمر في بلاتوهات الإعلام. وبعضها غير مواقفه 180 درجة من لحظة 25 ـ 07 إلى لحظة 10 إبريل.
تبقى كلمة أخيرة وهي أن الإمام في حركته في الحكم، اختطَّ نهجاً وطريقاً ترجم به إرادة الله تعالى وسيرة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وتبقى همتنا نحن مسلمو اليوم، باستعمال هذه الإضاءات وتحويلها- وهذا الأهم- إلى معطيات تستجيب لحاجات الناس وتماشي كل المتغيرات في عالم التقنية والانفتاح والتواصل مع الآخرين. إن حضورنا الإسلامي له مستلزمات، أولها العمل والكد وعدم إضاعة الوقت، فالأمم تتقدم بسرعة وعلى مستويات متعددة، ونحن حملة الإسلام واجبنا مضاعف: 1- اللحاق بالركب واحتلال موقع متقدم في الساحة الدولية. 2- السعي لأن نكون لائقين بحمل الرسالة التي لا تتوقف عن دفعنا للعمل والإنتاج، ولا سيما أننا نبشِّر بها.. وليس ما نقول هو باتجاه الازدهار والرفاه والنعيم كهاجس، بل لأن العمل والإنتاج الاقتصادي يؤمن استقلالية القرار للمسلمين ويحفظ الموقع متحرراً من كل الضغوطات.. فساحة الإنسانية اليوم لا ترحم، ولا هدايا تقدمها أمة لأخرى، وسبل الاستقلال للأمم اليوم: تحقيق الاكتفاء الذاتي، التسلح الجيد على مستوى الساحة، وضع الخطط والبرامج الناجحة نحو مستقبل مشرق وهي سبل ليست سهلة قط، ولنا في تجربة الجمهورية الإسلامية خير نموذج وعبرة.. أضيف في: 2022-04-15 | عدد المشاهدات: 22
عوامل تكوين وديمومة المجتمع في نهج البلاغة د. عبد الله زيعور شكلت الحكومة الإسلامية حيزاً مهماً في خطاب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لما للأمر من ترابط وثيق بمسألة العدالة وتطوير الرابطة الاجتماعية للمسلمين وتحقيق المنعة تجاه الأعداء وتبليغ الرسالة على المستوى الإنساني العام. ولعلَّ أول التجليات لأهمية الحكومة الإسلامية كان في قول الباري جلَّ وعلا: {وما محمد إلاَّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم} (آل عمران/144). إنه وإن كان منطوق الآية يُنبىء بحقيقة واقعة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلاَّ أن مدلولها يحفز المسلمين ويشجعهم على المضي قدماً في خط الرسول والرسالة، فهو بمثابة إيعاز للأمة بأن: لا تتوقف رسالتكم وجهادكم المقدس أيها المسلمون من خلال خبر قتل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وعليكم بالحفاظ على النظام الاجتماعي والجهادي للإسلام والاستمرار بحمل الرسالة بكل أصالتها وتوهجها، كما تتجلى أهمية إقامة الحكومة الإسلامية في الحديث: "إذا كنتم ثلاثة فأمَروا أحدكم". وهكذا يمكن استشعار المسؤولية في التصدي لأمر الحكومة، وفهم الأضرار الكارثية على المسلمين من جراء عدم وجود قوة حاكمة تدفع الخصومات وتطور وتحمل مسؤولية الأمن والاقتصاد والدماء والمستقبل.
وفيهم كثير ظل يتربص في أشهر الانقلاب الأولى أن يمنحه مكانة ولم يتراجع إلا بعد يأس مطلق من أن يراه الانقلاب بعين الرضا. لننظف الطاولة هنا تتجمع عندي أهم الأسباب للحذر من أفق ديمقراطي مصاب بفيروس الزعامات الطارئة والزعامات المستنفدة والنقابات السفيهة. إني لا أملك هنا مقياسا للنضالية وللثورية ولكن تجربة السنوات العشر جديرة بالقراءة المعمقة قبل البدء في بناء تشكيل سياسي (برلماني) يروج للمستقبل مع هذه الجراثيم السياسية. عند الحديث عن أخطاء السنوات العشر (برغبة التجاوز) أضع خطأ التسليم بنضالية النقابة كخطأ مركزي دمر الثورة والانتقال الديمقراطي كما أعتبر أن الاعتماد على الزعامات التي تتفضل علي الجمهور بتاريخها خطأ كبير. يتجاهل الدور السلبي الذي لعبته هذه القيادات في تخريب الثورة. خاصة أن أي من هؤلاء لم يتوجه للجمهور بنقد ذاتي واعتذار فصيح عن دوره ولا يزال يبرر أنه في الموقع السليم دوما. من أين سنأتي بقيادات جديدة؟ هذا سؤال عاجز وغير واثق من نفسه. القيادات ظاهرة في الصورة وهي تقود الشارع فعلا وتأثيرها بين جلي لكن حديث الزعامات يصغرها ليجد مكانا فوق رؤوسها. وهي من فرط استصغار نفسها تسلم له بهذا الدور.
تاريخ النشر: الثلاثاء 22 ربيع الأول 1425 هـ - 11-5-2004 م التقييم: رقم الفتوى: 48525 111817 0 482 السؤال ما الفرق بين الغنيمة والفيء. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: وأما الفرق بين الغنيمة والفيء فإن الغنيمة ما غنمه المسلمون واستولوا عليه من أموال العدو ومعداتهم... بالقوة والقتال.. فهذا يقسم بين المقاتلين بعد خصم خمسه وجعله في بيت مال المسلمين لصرفه في المصالح العامة. قال الله تعالى: وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ.. [الأنفال:41] وأما الفيء فهو ما حصل عليه المسلمون من أموال بدون قتال. وهذا مرجعه إلى بيت المال واجتهاد ولي أمر المسلمين قال الله تعالى: مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ.. [الحشر:7] والله أعلم.