ومن مؤلفاته الكنى والأسماء، وطبقات التابعين ورجال عروة بن الزبير، والمنفردات والوجدان، وله كتب مفقودة، منها أولاد الصحابة، والإخوة والأخوات، والأقران، وأوهام المحدثين، وذكر أولاد الحسين، ومشايخ مالك، ومشايخ الثوري ومشايخ شعبة. صحيح مسلم غير أن الذي طير اسم مسلم بن الحجاج وأذاع شهرته هو كتابه العظيم المعروف بصحيح مسلم، ولم يعرف العلماء قدر صاحبه ومعرفته الواسعة بفنون الحديث إلا بعد فراغه من تأليف كتابه، وبه عرف واشتهر، يقول النووي في مقدمة شرحه لصحيح مسلم: "وأبقى له به ذكرا جميلا وثناء حسنا إلى يوم الدين". وقد بدأ تأليف الكتاب في سن باكرة في بلده نيسابور بعد أن طاف بالبلاد وقابل العلماء وأخذ عنهم، وكان عمره حين بدأ عمله المبارك في هذا الكتاب تسعًا وعشرين سنة، واستغرق منه خمس عشرة سنة حتى أتمه سنة (250 هـ = 864م) على الصورة التي بين أيدينا اليوم. وقد جمع الإمام مسلم أحاديث كتابه وانتقاها من ثلاث مائة ألف حديث سمعها من شيوخه في خلال رحلاته الطويلة، وهذا العدد الضخم خلص منه إلى 3033 حديثًا من غير تكرار، في حين يصل أحاديث الكتاب بالمكرر ومع الشواهد والمتابعات إلى 7395 بالإضافة إلى عشرة أحاديث ذكرها في مقدمة الكتاب.
وقد ألف الإمام مسلم العديد من الكتب، أشهرها كتاب الجامع المسند الصحيح، كتاب العلل، كتاب التمييز، كتاب الوحدان، كتاب الأفراد، كتاب الأقران، كتاب سؤلاته أحمد بن حنبل، كتاب عمرو بن شعيب، كتاب الانتفاع بأهب السباع، كتاب مشايخ مالك، كتاب مشايخ الثوري، كتاب مشايخ شعبة، كتاب من ليس له إلا راو واحد، كتاب المخضرمين، كتاب أولاد الصحابة، كتاب أوهام المحدثين، كتاب أفراد الشاميين، كتاب الرد على محمد بن نصر، وكتاب الطبقات، وغيرهم. ويعد كتاب الإمام مسلم في الحديث من أهم كتب الحديث الصحيحة، وقد خطا فيه على خطى الإمام البخاري ، من حيث نقل المجمع عليه، وحذف المكرر، وجمع الأسانيد، وقد صنفه ورتبه من حوالي ثلاثمائة ألف حديث مسموع، وظل يؤلف هذا الكتاب لمدة 15 عام. خامسا أقوال بعض العلماء فيه 1- قال محمد بن بشار " حفاظ الدنيا أربعة: أبا زرعة بالري، ومسلم بنيسابور، وعبد الله الدرامي بسمرقند، ومحمد بن اسماعيل ببخاري ". 2- وقال محمد بن عبد الوهاب الفراء " كان مسلم بن الحجاج من علماء الناس ومن أوعية العلم ". 3- أما الحافظ أبو علي النيسابوري فقال " ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم في علم الحديث ". 4- وقال صديق بن حسن القنوجي ( صاحب أبجد العلوم): الإمام مسلم بن الحجاج القشيري البغدادي أحد الأئمة الحفاظ، وأعلم المحدثين، إمام خراسان في الحديث بعد البخاري ".
أحمد تمام من مصادر الدراسة: الذهبي – سير أعلام النبلاء – تحقيق شعيب الأرنؤوط وآخرين – مؤسسة الرسالة – بيروت 1412 هـ = 1992م. ابن منظور مختصر تاريخ دمشق (ابن عساكر – تحقيق إبراهيم صالح – در الفكر – دمشق – 1409 هـ = 11989م). ابن خلكان – وفيات الأعيان – تحقيق إحسان عباس – دار صادر – بيروت – 1397 هـ = 1977م. أحمد أمين – ضحى الإسلام – مكتبة النهضة المصرية – القاهرة – 1956م. مشهور حسن محمود سليمان – الإمام مسلم بن الحجاج صاحب المسند الصحيح – دار القلم – دمشق 1414 هـ = 1994م.
وإعلاناً لتقدم البخاري عليه، قال الدار قطني: «لولا البخاري ما راح مسلم ولا جاء». رواية الحديث [ تحرير | عدل المصدر] أجمع العلماء على جلالة قدره وإمامته، وتفوقه في صنعة الحديث وتضلعه منها وتفننه في تنظيم الأحاديث وترتيبها، كما يظهر من كتابه الصحيح الذي لم يوجد مثله في حسن الترتيب وتلخيص طرق الحديث من غير زيادة ولا نقصان، والاحتراز من التحول في الأسانيد عند اتفاقها من غير زيادة، وتنبيهه على ما في ألفاظ الرواة من اختلاف في متن أو إسناد ولو في حرف، واعتنائه بالتنبيه على الروايات المصرحة بسماع المدلِّسين، وغير ذلك مما هو معروف في كتابه. وفي الجملة؛ لا نظير لكتابه في هذه الدقائق وصنعة الإسناد، فعلى كل راغب في علم الحديث أن يعتني به، ويدرك تلك الدقائق، فيرى فيها عجائب المحاسن. فهو أحد أعلام الحديث، وأهل الحفظ والإتقان، والرحّالين في طلبه إلى أئمة الأقطار والبلدان، والمعترف له بالتقدم فيه، من غير خلاف عند أهل الحذق والعرفان، ولا يستغني عالم عن الرجوع إلى كتابه والاعتماد عليه في كل زمان، مع اللجوء إلى شروحه الكثيرة وأشهرها شرح الإمام مسلم النفيس المتميز، و«الحجة والإفاضة في البيان». قدّمه بعض الأئمة في معرفة الصحيح على مشايخ عصره، وأثنى عليه معاصروه، وجماهير أهل العلم من بعده.