ومقلتاك بي تطيفان مع المطر وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ، كأنها تهمّ بالشروق فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ. أَصيح بالخليج: " يا خليجْ يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى! " فيرجعُ الصّدى كأنّه النشيجْ: " يا خليج يا واهب المحار والردى.. " مطر مطر أنشودة المطر... ويهطل المطر مطر مطر رائعة بدر شاكر السياب
واتصرف بها وحدي.. واعرف كم بقى لي جراح وكم ساعة هناء عندي
اعتدنا على الذهاب مسافات طويلة في الطريق، تختفي أنوار وصخب المدينة، ويشتد الظلام، في بعض الأماكن تشعر أنك على صخرة سوداء ملساء، حتى عدد السيارات يقل في الطريق، تحيطك الجبال، والصحاري من كل جانب، كنا أسبوعيًا نمر بهذا الطريق، وتعم علينا السكينة، تهدأ الأنفس، وتنطوي عن بعضها، ويسرح المرء يفكر بحاله وخياله، بأحداث أيامه، ومجمل حياته، سكة طويلة، أحيان تندمج أرواحنا ومشاعرنا في أغنية تؤنس طريقنا، ندندن، نتأمل الطريق، أو نتبادل الحكايات والأغنية خلفية موسيقية لقصتنا، في إحدى المرات تحمست والدتي لتشغيل أغنية، كانت واثقة أنها ستعجبنا، فشدا صوت محمد عبده وسكتنا نستمع له. أعجبتني الأغنية، الشعور الذي بثته يختلف عما تصورته في أسلوب أغاني محمد عبده، أعدت في عقلي مقطع " ياليتني أملك الأفراح وأتصرف بها وحدي " أدهشتني هذه الجملة وظللت أترقبها كلما استمعت للأغنية في لحظات، ثم أسابيع، ثم سنوات أخرى. إذا ملكت الأفراح، فهل ستكون هذه الوظيفة تشمل بقية العالم؟ هل سأحمل على عاتقي تقسيم الأفراح على الخلق؟ كيف ستكون الخطة؟ لا أتوقع أن كتابة مقدار كبير من السعادة لكل الناس طوال الوقت حركة ذكية، ففلان عليه أن يشعر بألم السقطة لفترة قبل أن ينهض، وآخر من المفروض أن ينزف حتى يقدِّر لحظة التئام جرحه، شخص آخر سيملأ الفرح قلبه بعد وقوعه في بؤرة مخاوفه، وثانٍ سيرى الضوء في آخر النفق، ولكن لن أقوى على ترك كل شخص يحتاج الفرح خائبًا، ربما أخرق قواعد المهمة وأستعجل بدون حساب للمقاييس والوقت المناسب، هنا سأعبث بالحكم المفترض استخلاصها، وستهتز دورة الحياةـ ولكن مع ذلك.. ياريتني أملك الأفراح
الــصـلاة ،.... الــصدقة ،. الــقـــرءآن ،....... حب. الخير. للناس ،. الأستغفــــار،.