نبذة من ورعه: عن يحيى بن سعيد قال: كانت تحت معاذ بن جبل امرأتان فإذا كان عند إحداهما لم يشرب في بيت الأخرى الماء. وعن يحيى بن سعيد أن معاذ بن جبل كانت له امرأتان فإذا كان يوم إحداهما لم يتوضأ في بيت الأخرى ثم توفيتا في السقم الذي بالشام والناس في شغل فدفنتا في حفرة فأسهم بينهما أيتهما تقدم في القبر. نبذة من تعبده واجتهاده: عن ثور بن يزيد قال: كان معاذ بن جبل إذا تهجد من الليل قال: اللهم قد نامت العيون وغارت النجوم وأنت حي قيوم: اللهم طلبي للجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. معاذ ابن جبل الحلقة 29. جوده وكرمه: عن ابن كعب بن مالك قال: كان معاذ بن جبل شابًّا جميلا سمحًا من خير شباب قومه لا يسأل شيئا إلا أعطاه حتى أدان دينا أغلق ماله فكلم رسول الله أن يكلم غرماءه أن يضعوا له شيئا ففعل فلم يضعوا له شيئا، فدعاه النبي فلم يبرح حتى باع ماله فقسمه بين غرمائه فقام معاذ لا مال له قال الشيخ رحمه الله: كان غرماؤه من اليهود فلهذا لم يضعوا له شيئًا. نبذة من مواعظه وكلامه: عن أبي إدريس الخولاني أن معاذ بن جبل قال إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والصغير والكبير والأحمر والأسود فيوشك قائل أن يقول ما لي أقرأ على الناس القرآن فلا يتبعوني عليه فما أظنهم يتبعوني عليه حتى أبتدع لهم غيره إياكم وإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة وأحذركم زيغة الحكيم فإن الشيطان يقول علي في الحكيم كلمة الضلالة، وقد يقول المنافق كلمة الحق فاقبلوا الحق فإن على الحق نورًا، قالوا: وما يدرينا رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة؟ قال هي كلمة تنكرونها منه وتقولون ما هذه فلا يثنكم فإنه يوشك أن يفيء ويراجع بعض ما تعرفون.
ذكر مرضه ووفاته: عن طارق بن عبد الرحمن قال: وقع الطاعون بالشام فاستغرقها فقال الناس: ما هذا إلا الطوفان إلا أنه ليس بماء فبلغ معاذ بن جبل فقام خطيباً فقال: إنه قد بلغني ما تقولون ، وإنما هذه رحمة ربكم ودعوة نبيكم وكموت الصالحين قبلكم ، ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك ، أن يغدو الرجل منكم من منزله لا يدري أمؤمن هو أو منافق وخافوا إمارة الصبيان. وعن شهر بن حوشب ، عن رابّه - رجل من قومه ، كان شهد طاعون عمواس - قال: لما اشتعل الوجع قام أبو عبيدة بن الجراح في الناس خطيباً فقال: أيها الناس إن هذا الوجع رحمة ربكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم له من حظه. قال: وطعن فمات رحمة الله عليه واستخلف على الناس معاذ بن جبل فقام خطيباً بعده فقال: أيها الناس إن هذا الوجع رحمة ربكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم ، وإن معاذاً يسأل الله أن يقسم لآل معاذ منه حظه. قال: فطعن ابنه عبد الرحمن. معاذ ابن جبل. قال ثم قام فدعا ربه لنفسه فطعن في راحته فلقد رأيته ينظر إليها ثم يقبل ظهر كفة ثم يقول: ما أحب أن لي بما فيك شيئاً من الدنيا. فلما مات استخلف على الناس عمرو بن العاص. وعن عبد الله بن رافع قال: لما أصيب أبو عبيدة في طاعون عمواس استخلف على الناس معاذ بن جبل.
ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة ، بيروت، دار الفكر، 1409 هـ. ابن سعد، محمدبن سعد، الطبقات الكبرى ، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1410 هـ/ 1990 م. المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار ، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403 هـ/ 1983 م. الهلالي، سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس الهلالي ، تحقيق: محمد باقر الأنصاري، قم، ط 1، 1420 هـ.
أخرجه الإمام أحمد في كتابه الزهد. الصورة الثانية / الدعوة بالأناشيد المسماة تدليساً إسلامية لتروج وتنتشر بين الناس ، وهذه الأناشيد أنكرها أئمة الإسلام المعاصرون ، بل وسماها الإمامان محمد بن ناصر الدين الألباني ومحمد بن صالح العثيمين ، بأنها بدعة صوفية كما ترى ذلك في كتابي ( الأدلة في حكم الأناشيد الإسلامية) وهي موجودة في موقع الإسلام العتيق. ورحم الله الإمام الشافعي القائل: خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة يسمونه التغبير يشغلون به عن القرآن( سير أعلام النبلاء) الصورة الثالثة / الدعوة بالتمثيل المسمى كذباً تمثيلاً إسلامياً وهي من الكذب والاختلاق بالإضافة إلى البدعة والأحداث ، وقد أنكرها شيخنا العلامة عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – الصورة الرابعة/ الدعوة بالطلعات والخرجات والترفيه: إن الدعوة إلى الله بمثل هذه الوسيلة من جملة البدع لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام لم يدعو بمثل هذه الوسيلة مع إمكانهم ولا مانع يمنعهم. معاذ بن جبل الأخباري. فإن قلت: هل وسائل الدعوة توقيفية ؟ فيقال: إن وسائل الدعوة تختلف وليست توقيفية على الإطلاق ولا العكس. بل الضابط في ذلك هو النظر في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته فما تركوه مع إمكان الفعل ولا مانع فلا يصح فعله ، بل يجب تركه لأنه بدعة وضلالة ؛ لأنه لو كان خيراً لكانوا إليه أسبق وعليه أحرص.
واتفق أهل التاريخ أن معاذًا ـ رضي الله عنه ـ مات في طاعون عمواس بناحية الأردن من الشام سنة ثماني عشرة، واختلفوا في عمره على قولين: أحدهما: ثمان وثلاثون سنة، والثاني: ثلاث وثلاثون.
[2] صفة الصفوة (ج1 / ص489).
أسأل الله أن يرزقنا الاتباع ويجنبنا الابتداع وأن يجعلنا على الهدي الأول عاضين بالنواجذ حتى لا نضل ولا عن الصراط تنزل. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته