قال تعالى: { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا ۖ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا}. [المدثر] قال السعدي في تفسيره: هذه الآيات، نزلت في الوليد بن المغيرة، معاند الحق، والمبارز لله ولرسوله بالمحاربة والمشاقة، فذمه الله ذما لم يذمه غيره، وهذا جزاء كل من عاند الحق ونابذه، أن له الخزي في الدنيا، ولعذاب الآخرة أخزى، فقال: { { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا}} أي: خلقته منفردا، بلا مال ولا أهل، ولا غيره، فلم أزل أنميه وأربيه, { { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا}} أي: كثيرا, { و} جعلت له { { بنين}} أي: ذكورا { { شُهُودًا}} أي: دائما حاضرين عنده،يتمتع بهم، ويقضي بهم حوائجه، ويستنصر بهم. { { وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا}} أي: مكنته من الدنيا وأسبابها، حتى انقادت له مطالبه، وحصل على ما يشتهي ويريد،{ ثُمَّ} مع هذه النعم والإمدادات { { يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ}} أي: يطمع أن ينال نعيم الآخرة كما نال نعيم الدنيا. قصة آية (12) الوليد بن المغيرة.. زعيم المبشرين بالجحيم - أصوات أونلاين. { { كَلَّا}} أي: ليس الأمر كما طمع، بل هو بخلاف مقصوده ومطلوبه، وذلك لأنه { { كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا}} أي: معاندا، عرفها ثم أنكرها، ودعته إلى الحق فلم ينقد لها ولم يكفه أنه أعرض وتولى عنها، بل جعل يحاربها ويسعى في إبطالها.
قصة آية (12) الوليد بن المغيرة.. زعيم المبشرين بالجحيم - أصوات أونلاين
مرحباً بالضيف
أم كيف يتجرأ هذا الكاذب العنيد، على وصفه بهذا الوصف لكلام الله تعالى. فما حقه إلا العذاب الشديد والنكال، ولهذا قال تعالى: سأصليه سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر أي: لا تبقي من الشدة، ولا على المعذب شيئا إلا وبلغته. ذرني ومن خلقت وحيدا سبب النزول. لواحة للبشر أي: تلوحهم وتصليهم في عذابها، وتقلقهم بشدة حرها وقرها. عليها تسعة عشر من الملائكة، خزنة لها، غلاظ شداد، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون. وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وذلك لشدتهم وقوتهم.