( وكانوا مجرمين) كافرين.
وهذا من أبدع أساليب الإعجاز الذي هو كرد العجز على الصدر من غير تكلف ولا ظهور قصد. ويقرب من هذا المعنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم. و لولا حرف تحضيض بمعنى هلا. وتحضيض الفائت لا يقصد منه إلا تحذير غيره من أن يقع فيما وقعوا فيه والعبرة بما أصابهم. والقرون: الأمم. وتقدم في أول الأنعام. والبقية: الفضل والخير. وأطلق على الفضل البقية كناية غلبت فسارت مسرى الأمثال لأن شأن الشيء النفيس أن صاحبه لا يفرط فيه. وبقية الناس: سادتهم وأهل الفضل منهم ، قال رويشد بن كثير الطائي: إن تذنبوا ثم تأتيني بقيتكـم فما علي بذنب منكم فوت [ ص: 184] ومن أمثالهم " في الزوايا خبايا وفي الرجال بقايا ". القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة هود - الآية 116. فمن هنالك أطلقت على الفضل والخير في صفات الناس فيقال: في فلان بقية ، والمعنى هنا: أولو فضل ودين وعلم بالشريعة ، فليس المراد الرسل ولكن أريد أتباع الرسل وحملة الشرائع ينهون قومهم عن الفساد في الأرض. والفساد: المعاصي واختلال الأحوال ، فنهيهم يردعهم عن الاستهتار في المعاصي فتصلح أحوالهم فلا يحق عليهم الوهن والانحلال كما حل ببني إسرائيل حين عدموا من ينهاهم.
وفي هذا تنويه بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنّهم أولُو بقيّة من قريش يدعونهم إلى الإيمان حتى آمن كلّهم ، وأولُو بقية بين غيرهم من الأمم الذين اختلطوا بهم يدعونهم إلى الإيمان والاستقامة بعد الدخول فيه ويعلّمون الدين ، كما قال تعالى فيهم: { كنتم خيرَ أمّةٍ أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} [ آل عمران: 110]. وفي قوله: { من القرون من قبلكم} إشارة إلى البشارة بأنّ المسلمين لا يكونون كذلك ممّا يومىء إليه قوله تعالى: { مِن قبلكم}. فلولا كان من القرون من قبلكم. وقرأ ابن جمّاز عن أبي جعفر «بِقْية» بكسر الباء الموحّدة وسكون القاف وتخفيف التّحتية فهي لغة ولم يذكرها أصحاب كتب اللغة ولعلّها أجريت مجرى الهيئة لما فيها من تخيّل السمت والوقار. و { إلاّ قليلاً} استثناء منقطع من { أولُوا بقيّة} وهو يستتبع الاستثناء من القرون إذ القرون الذين فيهم { أولوا بقيّة} ليسوا داخلين في حكم القرون المذكورة من قبل ، وهو في معنى الاستدراك لأنّ معنى التحْضيض متوجّه إلى القرون الذين لم يكن فيهم أولو بقية فهم الذين يُنعى عليهم فقدان ذلك الصنف منهم. وهؤلاء القرون ليس منهم من يستثنى إذ كلهم غير ناجين من عواقب الفساد ، ولكن لمّا كان معنى التحضيض قد يوهم أنّ جميع القرون التي كانت قبل المسلمين قد عدموا أولي بقية مع أن بعض القرون فيهم أولو بقيّة كان الموقع للاستدراك لرفع هذا الإيهام ، فصار المستثنى غيرَ داخل في المذكور من قبل ، فلذلك كان منقطعاً ، وعلامة انقطاعه انتصابه لأنّ نصب المستثنى بعد النفي إذا كان المستثنى منه غير منصوب أمارة على اعتبار الانقطاع إذ هو الأفصح.
الجزيرة كما نعرف ودرسنا هي تلك الأرض التي تحيطها مياه البحر من كل الجهات، في الخليج هناك تسمية أخرى للجزر القريبة جداً من الساحل تسمى (حالة) وهي التسمية الأكثر أنطباقاً على جزيرة الأسماك بالقطيف. البداية لهذه السوق التي بدأ تشغيلها قبل عدة أشهر يبدو أنها تريد أن تبدأ من الصفر رغم عملية الأنتقال الكاملة التي حدثت من السوق القديم إلى السوق الجديد بجزيرة الأسماك. فالكثير من تاريخ وأعراف سوق السمك بالقطيف لم تنتقل بعد للسوق الجديد. صور وفيديو.. شاهد كيف بدت سوق السمك بالقطيف أول أيام إغلاقها – القطيف اليوم. مع انتقال إدارة تشغيل السوق من بلدية القطيف إلى شركة خاصة بدت كأنها مطلقة اليد بشكل واسع وبدون أي قيد أو حدود معلنة أو معروفة لمدى صلاحياتها في السوق، افتتحت الشركة عهدها برفع قيمة إيجار المحال والمفارش بنسب عالية جداً مقارنة بالسابق حتى عبر أحدهم بأنه "وقع في الفخ" نتيجة استئجاره مفرش بمبلغ سنوى يصل إلى المليون ونصف المليون ريال، بدأت الشركة بعدها بوضع شروط مختلفة على المحال التجارية زادت فيها الفاتورة الإيجارية بعدة أشكال، كما وضعت بعض الإجراءات التي تعيق إنسابية حركة البيع بين أصحاب المحال والمتسوقين بعد أن أجبرت أصحاب المحال على عدم تنظيف الأسماك لدى المشترين إلا عبر شركة خاصة تابعة لها.
من شريط الذكريات الجميلة في الزمن الجميل التي رأينا فيها ميناء الزور في جزيرة تاروت، الذي كان يستخدمه البحارة لتفريغ أطنان الأسماك من محاملهم ونقلها إلى المفرش الرئيسي في سوق السمك بمحافظة القطيف لبيعها على تجار وبائعي الأسماك في بلدات المحافظة، ويتم نقلها بواسطة مجموعة من القواري التي تجرها الحمير أعزكم الله، حيث لا وجود لسيارات النقل في الزمن الماضي. هناك بلدات ساحلية تبعد عن محافظة القطيف الأم بعدد من الكيلومترات ولها خصوصيتها في ممارسة صيد الأسماك مثل: صفوى وسيهات وجزيرة تاروت، ارتبط سكانها بصيد الأسماك وعلى موانئها ترابط العشرات من سفن الصيد التي يملكها البحارة من الأهالي، ونتيجة لذلك أنشئت في كل بلدة سوق لبيع الأسماك خاصة بها منذ عشرات السنين، للتسهيل على الناس بشراء ما يحتاجونه من الأسماك التي تتصدر قائمة الوجبات الرئيسية والمأكل المفضل عند الكثير من سكان البلدات.
[7] في ٢٠٢٠م تمت توسعة الطريق المؤدي للجزيرة بقيمة 9 ملايين و500 ألف ريال لتفادي ازدحام الحركة المرورية مع بدء النشاط الرئيس للسوق. [3] بلغت التكلفة الإجمالية للجزيرة نحو 34 مليوناً و875 ألف و840 ريالاً. [2] انظر أيضًا [ عدل] جزيرة تاروت. القطيف. جزيرة اصطناعية. مراجع [ عدل]
أسواق الاسماك عموماً هي سلسلة متتابعة تحتاج إلى الاستقرار كما تحتاج إلى إدارة ميدانية، وأصحاب المزادات (المفارش) هم الأقرب الأقدر على تلك الإدارة ومعالجة ما يستجد أولاً بأول، لكن المعالجات الأستباقية الوقائية غير حاضرة حتى الآن، بل السائد هو طريقة الإطفائي الذي يأتي بعد كل تأزم في الموقف وإرباك للسوق والعاملين والصيادين والشركات التي تأتي من خارج المملكة ولا يوجد لديه معالجة سوى تأجيل تطبيق بعض الرسوم!! دون النظر إلى أعتبار أن دعم الشركة المشغلة هو قضية وطنية على حساب السعودي الذي يعمل في قطاع الأسماك في القطيف، أعتقد بأن الشركة المستثمرة بحاجة للدعم لإنتاج حلول عملية تساعد على الحفاظ على السوق وسمعة سوق الأسماك الأكبر في المملكة والخليج وعدم الإضرار بلقمة عيش مئات الشباب السعودي الذي يعيل أسرته عبر العمل في سوق وصيد الأسماك والمهن المساعدة، والتي تعمل وزراة البيئة والزراعة والمياه على زيادة أعدادهم بمختلف الأساليب.
أما على مستوى أصحاب المزادات والمشترين من المزاد الذين لديهم عمالتهم الخاصة بنقل الاسماك، فقد حصرت عملية نقل الأسماك من وإلى المزاد عبر عمالة خاصة بها مقابل رسوم جديدة باهضة رغم صعوبة تأمين العدد الكاف من العمالة خلال فترة قصيرة وكذلك تعطيل عمالة المشترين الذين كانوا يقومون بهذه المهمة كجزء من عملهم وبالطريقة التي يريدها رب العمل. هذا التسلسل يكشف لنا أن إتبارع الاستراتيجية السهلة والسريعة لتعظيم الإيرادات التي تتبعها عبر الإيجارات المرتفعة وفرض الرسوم بشتى الطرق المباشرة وغير المباشرة يبدو أنها حجزت التفكير عن الكثير الطرق الإبداعية التي تحدث قيمة مضافة للسوق وللمنطقة عموماً، فسوق الأسماك الأكبر في المملكة والخليج عموماً الذي يتداول فيه يومياً الى ما يزيد عن 120 طن من الأسماك يومياً هو بحاجة إلى اسواق صغيرة بالقرب منه تؤمن له تصريف مزيد من الأسماك أو تباع وتحفظ تلك الأسماك التي قد لا تباع في أيام معينة في تلك الاسواق الصغيرة وفي ثلاجتها وليس في ثلاجات السوق الأكبر. لقد اصبحت سوق جزيرة الأسماك أكثر قلقاً حتى من سوق أسماك صغير مختلف في كل شيء تقريباً عنها ولا يبيع أكثر من نصف طن في اليوم مقابل 120 طن أي أقل مما نسبته نصف في المائة!!