وأنت أيها المؤمن إذا تأملت هذه القاعدة القرآنية: { وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} [الأعراف:85] وجدتها جاءت بعد عموم النهي عن نقص المكيال والميزان، فهو عموم بعد خصوص، ليشمل جميع ما يمكن بخسه من القليل والكثير، والجليل والحقير. قال العلامة الطاهر ابن عاشور رحمه الله: "وما جاء في هذا التّشريع هو أصل من أصول رواج المعاملة بين الأمّة؛ لأنّ المعاملات تعتمد الثّقة المتبادَلة بين الأمّة، وإنَّما تحصل بشيوع الأمانة فيها، فإذا حصل ذلك نشط النّاس للتّعامل فالمُنتج يزداد إنتاجًا وعَرْضًا في الأسواق، والطَّالبُ من تاجر أو مُستهلك يُقبِل على الأسواق آمِنًا لا يخشى غبنًا ولا خديعة ولا خِلابة، فتتوفّر السّلع في الأمّة، وتستغني عن اجتلاب أقواتها وحاجياتها وتحسينياتها، فيقوم نَماء المدينة والحضارة على أساس متين، ويَعيش النّاس في رخاء وتحابب وتآخ، وبضد ذلك يختلّ حال الأمّة بمقدار تفشي ضدّ ذلك" [1] اهـ. القاعدة الثامنة والعشرون: (وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ) - عمر بن عبد الله المقبل - طريق الإسلام. وقال بعض المفسرين ـ مبينًا سعة مدلول هذه القاعدة ـ: "وهو عامّ في كل حق ثبت لأحد أن لا يهضم، وفي كل ملك أن لا يغصب عليه مالكه ولا يتحيف منه، ولا يتصرف فيه إلا بإذنه تصرفًا شرعيًا" [2]. أيها القراء الأكارم: إذا تبين سعة مدلول هذه القاعدة، وأن من أخص ما يدخل فيها بخس الحقوق المالية، فإنه دلالتها تتسع لتشمل كلّ حق حسي أو معنوي ثبت لأحدٍ من الناس.
الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ. فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ} [ الفجر:10-12]. ومن علامات هذا العلو والطغيان: تطاوُل المفسدين على الضعفاء وانتهاكُ كرامتهم والتعدي على حقوقهم، كما قال جل وعلا: { إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:4]. الصفة الثانية: زخرفة القول بالباطل فالمفسدون يتدثرون بحلاوة اللسان وزخرفة القول بالباطل، ليخدعوا الناس، ويلبِّسوا عليهم بتغيير الحقيقة ونكران الواقع، وادِّعاء الرأفة والرحمة بالخلق {إ نِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر من الآية:26]. وربما عقدوا الأيمان الكاذبة إمعانًا في التلبيس والكذب، ولقد زادت قدرتهم في الخداع، والتلبيس بتعدُّد وسائل الإعلام المعاصرة التي أسهمت في تزييف الواقع وخداع الرأي العام. قال الله عز وجل: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ. وَإذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة:204-205].
وغمطُ الناس: احتقارهم وازدراؤهم ورؤية الفضل عليهم، ودفع حقوقهم وجحدها والاستهانة بها. وفي الصحيح ( إنَّ الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحدٌ على أحد، ولا يبغي أحدٌ على أحدٍ). فكيف إذا اجتمع مع الكِبْرِ والعُجبِ شهوةُ السلطة والمال والسلاح، وعمِيَ القلبُ بالحَسد والغِلّ، واتُّبِع الهوى حتى أصبح صنماً يعبَد! { أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَٰهَهُۥ هَوَىٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٖ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةٗ فَمَن يَهۡدِيهِ مِنۢ بَعۡدِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}، فيتأوَّلُ الظلم بهواه، ويشرعن البخس بهواه، ويستنكف عن الحق بهواه. فحينئذ لا تسل عما يقوده إليه من البخس والظلم والبغي والعدوان. إن بخس الناس أشياءهم ظلم يهدم المجتمع، ويُشيع الهرج، ويدفع لأخذ الحق بالقوة، فيختل الأمن، ويشيع الفساد، وتنقلب الموازين، وتتفرق القلوب وتنتشر الضغينة والشحناء. وتسود شريعة الغاب. وهو من أسباب المحق، وزوال البركة، وتعجيل العقوبة، ونزول البلاء، وتسلط الأعداء. ( مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا, مَعَ مَا يُدَّخَرُ لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْبَغْيِ, وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ).
بعد مرور وقت كبير على محاولاته للظفر بها يحاول أن يقنع الرجل نفسه بأن تلك المرأة كانت مجرد علاقة عابرة يستطيع في الحصول عليها ويحاول في بدء ملء فراغها في حياته. تبقى هذه المرأة في ذاكرته طوال حياته ومن وقت لآخر يستجمع الذكريات التي جمعتهما ويحاول أن يعرف أخبارها خاصةً إذا كانت ارتبطت بشخص آخر غيره أم لا. هل ينسى الرجل امرأة لم يستطع الحصول عليها؟ وفقًا للعديد من الدراسات العلمية والتجارب الحياتية فالإجابة تأتي بالنفي، فالرجل يميل إلى من تتجاهله دومًا.
هل ينسى الرجل امرأة خانته؟ لا شك أن الخيانة فعل شنيع، يتنافى مع حالة الثقة التي يمنحا كل طرف للطرف الآخر في علاقة الحب. وإذا كانت المرأة تتعامل مع قضية الخيانة بعاطفية، وقد يتسبب لها الأمر في انهيار عصبيّ، أو فقدان للثقة في الذات، أو الشعور بالنقص، فإن الرجل يأخذ الأمر على محمّل آخر. وهنا نتحدث عن الشريحة العريضة من الرجال دون أن ننكر أن هناك استثناءات دائمًا لكل قاعدة. خيانة المرأة للرجل ينظر إليها من ناحيتين: الخيانة العاطفية، والخيانة الجسدية. والرجل في الحقيقة لا يفرق بينهما، فهو يتعامل مع مشاعر العاطفة التي تكنها المرأة لرجل آخر غيره كأنها خيانة جسدية تمامًا. وربما ذلك على عكس المرأة التي تستطيع ترتيب درجات الخيانة ترتيبًا يناسب طبيعتها، وتستطيع التمييز بين الخيانة العاطفية والخيانة الجسدية. وتعامل الرجل مع خيانة المرأة له دون تفرقة بين نوع الخيانة يكشف لنا، عن منظور الرجل لهذا الفعل البشع. لذلك أول ما يفكر فيه الرجل عندما يعرف بخيانة المرأة التي يحبها هو ''الانتقام''، الانتقام منها أو من الشخص الذي شاركها فعل الخيانة. هل يعني الانتقام أنه لا يحبها؟ لا طبعًا، قد يكون ما يزال يحبها حبًا شديدًا، لكن فعل الخيانة قبيح لدرجة أن الحب يعجز عن مجاراته أو دفعه عن عقلية الرجل.
و يمكن أن يحبها أو يحبها و يمكن أن يحبها و يمكن أن يحبها ونسخها طالما أن هناك مشكلة في وجوده ونسخه حتى تتمكن من الحصول عليه. التعبير عنه بقول أو بفعل.
يحب الرجل التشويق والمغامرة فيشعر في رفض المرأة له متعة ولذة تجعله يحاول حل اللغز والظفر بالمرأة لإرضاء غروره لأن الرجل لا يحب أن يُرفَض. بعض الرجال الذين لديهم عديد من التجارب والمغامرات السابقة مع النساء وعلاقات عاطفية كثيرة يثبت في ذهنهم ألا توجد امرأة تقدر على رفضه أو تجاهله ويعتقد أن جميع النساء من الطبيعي أن تعجب به. قلة من الرجال الذين يتسمون بالغرور الزائد عندما يتعرضون للرفض فإنهم يشعرون باضطراب عاطفي ويجعله هذا يصر على الإيقاع بتلك المرأة في شباكه وكأنه صياد وهي فريسته، لذلك يعرف هذا النوع بالأنانية. ينجذب الرجل للمرأة أكثر اهتمامًا بالشكل الخارجي وليس الجوهر ولكن ترفض النساء الكثير من الرجال بسبب اهتمامهم بالجانب الرومانسي والفكري وليس فقط الخارجي.