قال البيهقي بعد إيراد قول أنس بن مالك رضي الله عنه: " كان يقال في أيام العشر كل يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة آلاف"، قال: يعني في الفضل. وهذه المضاعفة تختلف باختلاف الصائمين في الإخلاص، والتحفظ في الصوم، فكل من كان أشد تحفظًا وأكثر يقينًا كان صومه أكثر ثوابًا. هل غدا يوم عرفة ؟. [5] ومما ينبغي معرفته أن استحباب صوم يوم عرفة إنما هو لغير الحاج، أما الحاج فلا يشرع لـه صومه فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم في عرفة، بل نهى عن ذلك فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات)) [6]. ولهذا اليوم خصوصية في عبادة الذكر والدعاء ففي الموطأ عن طلحة بن عبيد مرسلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيـ كَ لَهُ)) قال الألباني في الصحيحة: ((إسناد مرسل صحيح وقد وصله ابن عدي والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وزاد: ((له الملك وله الحمد، يحي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير)). هنيئًا لوفود الرحمن وقوفهم عند جبل الرحمة مقبلين على الله، منيبين إليه، ونفوسهم تتطلع إلى مغفرة الله والفوز بجنته والعتق من النار.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو ابْنِ الْعَاص - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي مَلائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا)) [2]. غدا يوم عرفة. وهو يوم الرحمة الإلهية، ففي الحديث الذي رواه مالك: ((مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلا أَدْحَرُ وَلا أَحْقَرُ وَلا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ؛ وَمَا ذَاكَ إِلاَّ لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ، إِلاَّ مَا أُرِيَ يَوْمَ بَدْرٍ!! ))، قيل وما رأى يوم بدر يا رسول الله؟ قال: ((أَمَا إِنَّهُ قَدْ رَأَى جِبْرِيلَ يَزَعُ الْمَلائِكَةَ)) أي يرتبهم ويسوي صفوفهم. لك الدين يا رب الحجيج جمعتهم لبيت طهور الساح والعرصاتِ أرى النا س أصنافًا ومن كل بقعة إليك انتهو ا من غربة وشتاتِ تساووا فلا الأنساب فيها تفاوت لديك ولا الأقدار مختلفاتِ[3] سئل عن صومه رسولنا صلى الله عليه وسلم فقال: (( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده)) [4] ، وقد كان السلف يحرصون على صومه أكثر من أي يوم من آخر، تقول أمنا عائشة رضي الله عنها: (( ما من يوم من السنة صومه أحب إلي من يوم عرفة)).
غدًا يومُ عرفةَ فاغتنمْ فضلَه وَ لَا تكن المحرومَ الحمد لله علام الغيوب، شرع لعباده التوبة من المعاصي الذنوب، يغفر لعباده و يستر عنهم العيوب، و صلى الله و سلم على نبينا الأمين، الرحيم بالمؤمين، مرشد الناس إلى الصراط المستقيم، لدخول جنات النعيم. أما بعد، فإن ابن آدم كثير الخطأ و الزلات، يرتكب الذنوب و السيئات، قال النبي صلى الله عليه و سلم فيما رواه ابن ماجه و الترمذي عن أنس: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" حسنه الألباني في صحيح الجامع (4515)، لكن لهذا العبد رب رحمن رحيم، و خالق كريم، يغفر لعبده ذنوبه إذا تاب منها مهما بلغت كثرتها، روى الترمذي عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي" صححه الألباني رحمه الله في صحيح سنن الترمذي (3540). و إن لله تعالى نفحات يرحم فيها عباده، خاصة المذنبين، يشرع لهم أعمالا يسيرة تكفر بها ذنوبهم الكثيرة، يفرح بها الحريص من المسلمين، و يغفل عنها الغافل من المحرومين، و لا يحرم خيرها إلا محروم.
قال البيهقي بعد إيراد قول أنس بن مالك رضي الله عنه: " كان يقال في أيام العشر كل يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة آلاف"، قال: يعني في الفضل. غدا يوم عرفه مباشر. وهذه المضاعفة تختلف باختلاف الصائمين في الإخلاص ، والتحفظ في الصوم، فكل من كان أشد تحفظًا وأكثر يقينًا كان صومه أكثر ثوابًا. [5] ومما ينبغي معرفته أن استحباب صوم يوم عرفة إنما هو لغير الحاج، أما الحاج فلا يشرع لـه صومه فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم في عرفة، بل نهى عن ذلك فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات)) [6]. ولهذا اليوم خصوصية في عبادة الذكر والدعاء ففي الموطأ عن طلحة بن عبيد مرسلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيـ كَ لَهُ » قال الألباني في الصحيحة: ((إسناد مرسل صحيح وقد وصله ابن عدي والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً وزاد: ((له الملك وله الحمد، يحي ويميت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير)). هنيئًا لوفود الرحمن وقوفهم عند جبل الرحمة مقبلين على الله، منيبين إليه، ونفوسهم تتطلع إلى مغفرة الله والفوز بجنته والعتق من النار.
يوم عرفة.. هو يوم الحج الأكبر.. والرسول (صلى الله عليه وسلم) يقول: «الحج عرفة»، وعندما وقف على جبل الرحمة قال صلى الله عليه وسلم: «وعرفة كلها موقف». ويوم عرفة هو يوم كريم على الله وعظيم عند خلقه، له من الإجلال ما لا يستهان به، يشهد الحجاج من المسلمين الذين يفدون إليه من كل فج عميق ليكبروا الله ويهللوه ويحمدوه على النعم التي منَّ الله بها عليهم من رضى وغفران. وفي يوم عرفة خطب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خطبة بليغة منها قوله عليه الصلاة والسلام: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ إِلَى أَنْ تَلْقَوْا رَبَّكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، وَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا، وَسَتَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ فَيَسْأَلُكُمْ عَنْ أَعْمَالِكُمْ وَقَدْ بَلَّغْتُ. غدا يوم عرفه 2021. فَمَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ؛ فَلْيُؤَدِّهَا إِلَى مَنِ ائْتَمَنَهُ عَلَيْهَا، وَإِنَّ كُلَّ رِبًا مَوْضُوعٌ وَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ، قَضَى اللَّهُ أَنَّهُ لا رِبًا وَإِنَّ رِبَا الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ، وَإِنَّ كُلَّ دَمٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَكَانَ مُسْتَرْضَعًا فِي بَنِي لَيْثٍ فَقَتَلَتْهُ بَنُو هُذَيْلٍ، فَهُوَ أَوَّلُ مَا أَبْدَأُ بِهِ مِنْ دِمَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ.
الخصوصية سياسة الاستخدام النقاط والشارات عن إجابة تم تطوير هذا الموقع بناءً على طلبات مستخدميه. ejaaba v2. 10. 0
طوبى للحاج الذي لا يغفل عن الذكر والشكر، والإلحاح بالدعاء والتلبية باكيًا على ما كان من الذنوب والآثام، سائلاً المولى العزيز العون على طاعته، رافعًا إلى مولاه كل حاجاته؛ ليستأنف بعد حجه حياة جديدة مليئة بالنور والخيرات. وطوبى لمن شارك الحجاج يومهم هذا بصيامه، والإكثار من الذكر والدعاء، متعرضا لنفحات الله تعالى فيه، فإن الله جواد كريم، لا يرد من سأله خيرا. أسأله تعالى أن يشملنا برحمته، وأن يتقبل من حجاج بيت الله كل قول وعمل أرادوا به وجهه، وأن يمن عليهم بإتمام حجهم في أمن وسلام، وأن يعيدهم إلى ديارهم بحج مبرور وسعي مشكور وعمل صالح متقبل مبرور إنه سميع مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [1] [رواه مسلم]. [2] [رواه أحمد بإسناد لا بأس به]. فضل صيام يوم عرفة وهل صيامه مستحب أم مكروه؟ - شبابيك. [3] [ الشوقيات: 1 /99]. [4] [رواه مسلم]. [5] [فضائل الأوقات: 362]. [6] [صحيح على شرط البخاري].