السؤال: في آخر أسئلة السائلة أم تماضر تقول: دائمًا أسمع عن الاقتصاد في المال وعدم التبذير، فما هو الضابط لمعرفة الإسراف من عدمه؟ الجواب: الله جل وعلا بين هذا، قال سبحانه: وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا [الإسراء:26] والتبذير: وضع الأموال في غير محلها، صرفها في غير جهة النفع، وقال تعالى في صفة النفقة المضبوطة المستقيمة: وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا [الفرقان:67] يعني: لم يزيدوا في النفقة ولم يقصروا بل أنفقوا وسطًا، فهذا هو المشروع. أما من زاد وأنفق في غير محل الإنفاق فهذا يقال له: إسراف وتبذير، ما زاد على الحاجة يسمى إسرافًا، وصرف المال في غير وجهه يسمى تبذيرًا، وصرف المال في وجهه هذا طيب وقصد. معنى الإسراف والتبذير لغةً واصطلاحًا - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية. فالمؤمن يتحرى صرف الأموال في وجوهها، وإذا أنفق في بيته أو على ضيوفه أو على خدامه ينفق وسطًا لا إسراف ولا تبذير: وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا [الفرقان:67] ويقول سبحانه: وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا [الإسراء:29] ولكن بين ذلك. فكونه يضع طعامًا زائدًا ولحومًا زائدة ما لها حد ليس هذا من القصد هذا من الإسراف، إلا إذا كان قصد أنه يعطيها الفقراء الزائد يعطيه الفقراء والمساكين فلا بأس.
التبذير هو صرف المال في غير وجهه، أي صرفه فيما لا ينبغي صرفه فيه، كصرف المال في غير طاعة الله لكونه من مصاديق إهدار المال و من مصاديق الفساد. الفرق بين الاسراف و التبذير الفرق بين التبذير و الاسراف هو أن الاسراف يُطلق على تجاوز الحد في الانفاق و الصرف، ذلك لأن الحد المسموح به في الصرف و الانفاق هو ما ترتفع به الحاجة، فيكون الزائد إسرافاً، و أما التبذير فهو الصرف في غير الوجهة الصحيحة. قال العلامة الطريحي: "و قد فُرق بين التبذير و الإسراف في أن التبذير الإنفاق فيما لا ينبغي، و الإسراف الصرف زيادة على ما ينبغي" 1. النهي عن الاسراف و التبذير في القرآن الكريم نهى اللّه تعالى عن الاسراف كما نهى عن التبذير. قال الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿... وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ 2. و قال عَزَّ مِنْ قائل: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ 3. ما هو الإسراف وما هو حكمه؟. هذا و قد نهى اللهُ عَزَّ و جَلَّ عن التبذير حيث قال: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ 4.
4- السعة بعد الضيق: – يمكن ان يكون الانسان عاش حياة شديدة الضيق و بعدها يتسع عيشة فيتوسع في عيشة بشكل مبالغ فيه حتى يتجاوز حد الاعتدال مما يجعله يدخل في دائرة الاسراف. 5- عدم معرفة الآثار المدمرة للاسراف: – فغالبًا الانسان المسرف لا يستطيع تقدير المخاطر التي تترتب على اسرافه و اقل تلك المخاطر ضياع المال. الإسراف والتبذير - موقع مقالات إسلام ويب. 6- كثرة المال: – حيث ان كثرة تجميع المال و انشغال الناس بالمال و تكديسه يلهي الناس عن المهم. اشكال الإسراف. 1- الاسراف في المال: – و الذي يمثل اخطر انواع الاسراف فالانسان يسأل عن اعماله مرة واحدة بينما يسأل عن ماله مرتين فعن أبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال " لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ: عن عُمرِهِ فيمَ أفناهُ ؟ وعن علمِهِ ماذا عمِلَ بهِ ؟ وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسبَهُ ، وفيمَ أنفقَهُ ؟ وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ ؟", لذا يجب التوسط في الانفاق فقال تعالى " وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا". 2- الاسراف على النفس بالمعاصي و الآثام: – قال تعالى "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ", قال القاسمي ( أي جنوا عليها بالإسراف في المعاصي والكفر لا تيأسوا من مغفرته بفعل سبب يمحو أثر الإسراف), لذا تأمل اسرافك في قضاء الوقت امام التلفاز و النظر لما حرم الله و التسكع في الاسواق.
الحكمة في تحريم الإسراف: من الحكم في تحريم الإسراف: 1- وقاية الفرد والمجتمع من الأمراض الناجمة عن الإكثار من المأكولات والمشروبات. 2- حفظ مال الفرد والمجتمع حتى لا يحل عليهم الفقر. 3- بقاء المجتمع آمِنًا من الفتن والحسد والعداوة؛ إذ بالإسراف قد توقد النيران بين الفقراء والأغنياء خصوصًا بين ذوي الأرحام. من أنواع الإسراف: إن صور الإسراف في مجتمعاتنا كثيرة، فلا نستطيع حصرها؛ لكن نحاول أن نجمعَ بعضًا منها بقدر وِسْعنا. 1- الإسراف في البيوت. من الإسراف في البيوت عدم تقليل الماء أثناء الوضوء أو في الاستحمام مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يغتسل بأربعة أمداد من الماء، وكذلك في الكهرباء بحيث يتركون المصابيح مُتَّقِدة صباحًا ومساءً. 2- الإسراف في الأسواق: ارتفاع الأسعار، وانتشار الرِّبا في الأسواق، وإهمال المراقبين للأسواق حتى كثُر السُّرَّاق فيها. معنى الإسراف والتبذير لغة واصطلاحاً. 3- الإسراف في المراكب: لقد كثُرت الحوادث في السيارات، والعربات، والدرَّجات الناريَّة من أجل السرعة، وازدحام الناس فيها من فوقها، وكذلك رفع أسعار استخدام السيارات في المناسبات. 4- الإسراف في المدارس: تجاوز التلاميذ الحدود في الغياب بلا مبرِّر، وقد كثُرت الشكوى من الإدارات إلى أوليائهم.
يتعرض الإنسان إلى الإصابة بمرض الكوليسترول الناتج عن تناول لحوم حمراء أو طعام يحتوي على نسبة دهون عالية. أضرار الإسراف على المجتمع تتعدد أضرار الإسراف على المجتمع ، ومن أهمها ما يلي: ينتج عن سلوك الإسراف والتبذير لجوء الإنسان إلى الطرق الغير مشروعة كالسرقة من أجل تلبية متطلباته ، وذلك لأنه يصرف أموال أكثر من المال الذي يحصل عليه ، فيضطر إلى استخدام طريقة خاطئة تثير غصب الله عز وجل من أجل الحصول على كل ما يريد. الإسراف يجعل الإنسان صديقًا للشيطان، وعدوًا لله عز وجل، حيث قال الله عز وجل " ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين "، إذ يقوم الشيطان باستدراج الإنسان خطوة خطوة حتى يجعله يرتكب أفعال تغضب الله من أجل الحصول على متطلباته المادية كالطعام أو الملابس أو غير ذلك. يعرض الإنسان إلى دخول النار يوم القيامة ، وذلك لأن المال نعمة وهبة من الله عز وجل إلى الإنسان ، فالله يوم القيامة سيحاسب كل إنسان على كل نعمة منحها له سواء مال ، أو صحة ، أو غير ذلك. الإسراف يجعل الإنسان غير قادر على تحمل الأعباء والمسئولية والتجارب الحياتية، وذلك لأن الإسراف ينتج عنه عجز الإنسان عن تحكمه وسيطرته في المال الذي يصرفه.