و ينبغي أن يكون هذا الحنان في اطار توحيد الله سبحانه ، فقد يكون للحنان جانب سلبي ، و هو أن يحن الانسان على الآخرين فيخضع لهم ، و يخرج عن حدود الله ، و هذا خطأ ، انما يجب عليه أن يحن عليهم ، و يخضع لله ، و هكذا كان يحيى ، و لعل الآية تشير الى ذلك. قوله تعالى:{ وزكاة} أي وعملاً صالحاً زاكياً عن قتادة والضحاك وابن جريج. وقيل: زكاة لمن قبل دينه حتى يكونوا أزكياء عن الحسن. وقيل: يعني بالزكاة طاعة الله والإخلاص عن ابن عباس. وقيل: معناه وصدقة تصدق الله به على أبويه عن الكلبي. وحنانا من لدنا. وقيل: معناه وزكيناه بحسن الثناء عليه كما يزكي الشهود الإنسان عن الجبائي. وفي الميزان قوله تعالى:{ زكاة} والأصل في معناه النمو الصالح، وهو لا يلائم المعنى الأول كثير ملاءمة فالمراد به إما حنان من الله سبحانه إليه بتولي أمره والعناية بشأنه وهو ينمو عليه، وإما حنان وانجذاب منه إلى ربه فكان ينمو عليه، والنمو نمو الروح. ومن هنا يظهر وهن ما قيل: إن المراد بالزكاة البركة ومعناها كونه مباركاً نفّاعاً معلماً للخير، وما قيل: إن المراد به الصدقة، والمعنى وآتيناه الحكم حال كونه صدقة نتصدق به على الناس أو المعنى أنه صدقة من الله على أبويه أو المعنى أن الحكم المؤتى صدقة من الله عليه وما قيل: إن المراد بالزكاة الطهارة من الذنوب.
مشاركات جديدة عضو نشيط تاريخ التسجيل: 26-10-2012 المشاركات: 271 وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً!!
وفسّر بحنان الله عليه كان إذا نادى ربه لبّاه الله سبحانه على ما في الخبر فيدلّ على أنه كان لله سبحانه حنان خاص به على ما يفيده تنكير الكلمة.
{ وكان تقياً} أي مخلصاً مطيعاً متقياً لما نهى الله عنه قالوا وكان من تقواه أنه لم يعمل خطيئة ولم يهم بها. التقي صفة مشبَّهة من التقوى مثال واوي وهو الورع عن محارم الله والتجنب عن اقتراف المناهي المؤدّي إلى عذاب الله،. و الأحاديث كثيرة عن تقوى يحيى (عليه السلام) و كيف كان يخاف الله و يخشاه ، يقال: بأن زكريا كان يمنع ابنه يحيى من أن يحضر مجالسه لأنه لم يكن يحتمل مواعظ والده ، ولكن يحيى جاء و اختبأ تحت المنبر ، فصعد زكريا و أخذ يخوف الناس نار جهنم، و اذا به يجد يحيى يخرج من تحت المنبر باكيا ، و يهيم على وجهه في الصحراء ، فأخذ الناس يبحثون عنه في كل مكان ، فلم يجدوه الا بعد فترة جالسا على ماء ، يبكى بكاء مرا ، و يناجي ربه ، و يدعوه أن ينجيه من نار جهنم ، و قد ورد في حديث شريف ، عن أبي بعير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) عن قوله في كتابه " حنانا من لدنا " قال: " انه كان يحيى اذ قال في دعائه يا رب يا الله!