بل ما نراهُ يفعلُهُ ابن زايد وابن سلمان في ليبيا وفي اليمنِ متواصلا طول هذه السنين، من جرائم القتل والتشريد والتهجير دون هوادة، أعدادُ ضحاياها بالملايين. حربهم على طرابلس ومُدُنِها مضى عليها عام كامل وهم يرسلون طائرات الدمار والمرتزقة دون توقف، وقبلها دمروا بنغازي ودرنة والجنوب على مدى خمس سنوات. ست سنوات من العدوان الإماراتي السعودي، ذهبت بالآلاف من خيرة شباب ليبيا، ابن زايد عداؤه سافر بعسكره وأمواله وعتاده وطائراته، وابن سلمان بأمواله التي يجند بها المرتزقة من كل الجنسيات، ودَفْع كل ما يَلزم من فواتير الحرب بكل سخاء وأريحية لقتل الليبيين، عدا تدخله الاستخباراتي بفصائل مسلحة يسمون أنفسهم السلفية! يفعلون ذلك بأهل ليبيا لا لشيء سوى أنهم طلبوا الحرية والخلاص من القهر والاستعباد لاسترداد حقوقهم المسلوبة! العلو في الأرض - ملتقى الخطباء. ما نراه من فراعنة العصر مِن الفساد والولوغ في الدماءِ بهذهِ الوحشية، وقتل الأعداد المهولَة، لم يفعلهُ فرعونُ الأكبرُ؛ (كَلَّا إنَّ الإنسانَ ليَطغَى أنْ رَآهُ اسْتغنَى). وعلى الرغم مما فعلته وتفعله الإمارات والسعودية بالليبيين، فلا تزال علاقة بلادنا معهم السياسية والاقتصادية وغيرها كما هي لم تُمس، على أحسن ما يرام، ولا يَفعل هذا مع عدو غادر، شقيٌّ ولا غبيٌّ، ولا خائنٌّ ولا وفيٌّ، إلا ما نراه من حكامنا، فإلى الله المشتكى الصادق بن عبد الرحمن الغرياني 11 شعبان 1441 هـ الموافق 05 أبريل 2020 م
بسم الله الرحمن الرحيم (إنّ فرعونَ عَلا فِي الأرضِ) العُلوّ في الأرضِ: الاستكبارُ والاستبدادُ والظلمُ، وفرعونُ سخَّرَ كلّ ما في الأرضِ، وهي أرضُ مصرَ وما يتبعُها مِن مَمالك، وسخّر كذلك كل ما فيها مِن الأموال والثرواتِ والبشرِ؛ لحفظ ملكه وتثبيت عرشه ولإشباعِ شهواتِهِ ونزواتِهِ الحيوانيةِ والشيطانيةِ، المتعطشةِ للسيطرةِ والقهرِ والاستعبادِ، واستلابِ الحقوقِ والحرياتِ وكرامةِ الإنسانِ، وبسط اليد على كلّ شيءٍ في استباحةٍ كاملة لكلِّ الحرمات، دونَ قيودٍ ولا حدودٍ. وهو من شرع لنفسه القتل لتثبيت ملكه (يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم) حتى بلغ منهُ الاغترارُ بالسلطانِ أنْ قال: ليسَ لكم مِن إلهٍ غيري، ومَا أُريكُم إلّا ما أرَى. إسلام ويب - التحرير والتنوير - سورة القصص - قوله تعالى إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا - الجزء رقم21. وفراعنة العصر في أيامِنا، ممن طغوا وبغوا بالسلطان وسلبوا ثروات الشعوب، فعلوا ما فعله فرعون في توظيف كل ما في ملكهم لتثبيت عروشهم وإشباع نزواتهم وشهواتهم، وزادوا عليه بما يحمله بعضُهم على عاتقه من دماء المسلمين في ليبيا وفي اليمن وغيرها، أعدادهم تُقدر بين قتيل وشريد وجريح بالملايين، عدا تخريب ما طالته أيديهم من بلاد المسلمين وديارهم. فهؤلاء وإن لم يقُولوا ما قالَهُ فرعونُ بلسانِ المقالِ؛ فإنهم يقولونَهُ بلسانِ الحالِ، والأسوء في ما نراه من حروبهم على المسلمين أنهم يفعلون ذلك خدمة لليهود ودوائرهم الصهيونية في بلاد الغرب، التي تعهدت لهم على ذلك بحماية عروشهم ما داموا في بيت الطاعة، يدفعون إليهم الأموال الطائلة المحرومة منها شعوبهم.
أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله فإن المرء لا يزال بخير ما اتقى الله، وتزوَّدَ من دنياه لأخراه، وخالف نفسه وهواه. أيها المسلمون، في دروب الحيدة عن الحق والتجافي عن سلوك سبيل الرُّشد والمخالفةِ عن صفات أولي الألباب ومناهج الصفْوة من عباد الرحمن تكثُر الأدواء، وتعظُم العلل، وتستحكمُ الآفات، ويصيب النفسَ منها شرٌّ عظيم، تقف به على شفا خطر داهم، حين يعزُّ الدواء ويعسُر البرء ويمتنع الشفاء. وإنما يصيب النفسَ من أدواء تتنوَّع ألوانُه وتتباين ضروبه وتتعدَّد وجوهه، غير أن من أعظم هذه الأدواء شراً وأشدِّها نُكرا وأبعدِها أثرًا ما يقع لفريق من الناس من إغراقٍ في الأثَرَة وإيغالٍ في طلب التفرّد، حتى يبلغَ به الأمرُ أن يُسرف على نفسه فينظرَ إليها نظرَ الرضا والإعجاب واعتقادِ الكمال، ويرى لها من العلوِّ والرفعة والمقامات ما لا يراه أو يُقرُّ به لغيرها.
تفسير و معنى الآية 4 من سورة القصص عدة تفاسير - سورة القصص: عدد الآيات 88 - - الصفحة 385 - الجزء 20. ﴿ التفسير الميسر ﴾ إن فرعون تكبر وطغى في الأرض، وجعل أهلها طوائف متفرقة، يستضعف طائفة منهم، وهم بنو إسرائيل، يذبِّح أبناءهم، ويستعبد نساءهم، إنه كان من المفسدين في الأرض. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «إن فرعون علا» تعظم «في الأرض» أرض مصر «وجعل أهلها شيعاً» فرقاً في خدمته «يستضعف طائفة منهم» هم بنو إسرائيل «يذِّبح أبناءهم» المولودين «ويستحيي نساءَهم» يستبقيهن أحياء لقول بعض الكهنة له: إن مولوداً يولد في بني إسرائيل يكون سبب زوال ملكك «إنه كان من المفسدين» بالقتل وغيره. ﴿ تفسير السعدي ﴾ فأول هذه القصة إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ في ملكه وسلطانه وجنوده وجبروته، فصار من أهل العلو فيها، لا من الأعلين فيها. وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا أي: طوائف متفرقة، يتصرف فيهم بشهوته، وينفذ فيهم ما أراد من قهره، وسطوته. ان فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا. يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ وتلك الطائفة، هم بنو إسرائيل، الذين فضلهم اللّه على العالمين، الذين ينبغي له أن يكرمهم ويجلهم، ولكنه استضعفهم، بحيث إنه رأى أنهم لا منعة لهم تمنعهم مما أراده فيهم، فصار لا يبالي بهم، ولا يهتم بشأنهم، وبلغت به الحال إلى أنه يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ خوفا من أن يكثروا، فيغمروه في بلاده، ويصير لهم الملك.
بل ما نراهُ يفعلُهُ ابن زايد وابن سلمان في ليبيا وفي اليمنِ متواصلا طول هذه السنين، من جرائم القتل والتشريد والتهجير دون هوادة، أعدادُ ضحاياها بالملايين. حربهم على طرابلس ومُدُنِها مضى عليها عام كامل وهم يرسلون طائرات الدمار والمرتزقة دون توقف، وقبلها دمروا بنغازي ودرنة والجنوب على مدى خمس سنوات. ست سنوات من العدوان الإماراتي السعودي، ذهبت بالآلاف من خيرة شباب ليبيا، ابن زايد عداؤه سافر بعسكره وأمواله وعتاده وطائراته، وابن سلمان بأمواله التي يجند بها المرتزقة من كل الجنسيات، ودَفْع كل ما يَلزم من فواتير الحرب بكل سخاء وأريحية لقتل الليبيين، عدا تدخله الاستخباراتي بفصائل مسلحة يسمون أنفسهم السلفية! يفعلون ذلك بأهل ليبيا لا لشيء سوى أنهم طلبوا الحرية والخلاص من القهر والاستعباد لاسترداد حقوقهم المسلوبة! ان فرعون علا في الارض. ما نراه من فراعنة العصر مِن الفساد والولوغ في الدماءِ بهذهِ الوحشية، وقتل الأعداد المهولَة، لم يفعلهُ فرعونُ الأكبرُ؛ (كَلَّا إنَّ الإنسانَ ليَطغَى أنْ رَآهُ اسْتغنَى). وعلى الرغم مما فعلته وتفعله الإمارات والسعودية بالليبيين، فلا تزال علاقة بلادنا معهم السياسية والاقتصادية وغيرها كما هي لم تُمس، على أحسن ما يرام، ولا يَفعل هذا مع عدو غادر، شقيٌّ ولا غبيٌّ، ولا خائنٌّ ولا وفيٌّ، إلا ما نراه من حكامنا، فإلى الله المشتكى الصادق بن عبد الرحمن الغرياني 11 شعبان 1441 هـ الموافق 05 أبريل 2020 م Post Views: 1٬067