تفسير سورة العنكبوت للناشئين ( الآيات 24 - 45) معاني المفردات من الآيات الكريمة من (24) إلى (30) من سورة «العنكبوت»: ﴿ جواب قومه ﴾: ردهم عليه عندما دعاهم إلى توحيد الله. ﴿ مودَّة بينكم ﴾: من أجل التواصل بينكم والصداقة. ﴿ يكفر بعضكم ببعض ﴾: يتنكر بعضكم لبعض، وينقلب الحال فتصبح الصداقة عداوة. ﴿ مهاجرٌ إلى ربِّي ﴾: تارك وطني لما فيه من الشرك إلى مكانٍ آخر إرضاءً لله. ﴿ ويعقوب ﴾: هو ابن إسحاق بن إبراهيم - عليهم السلام. ﴿ الفاحشة ﴾: المقصود بها اللواط. إسلام ويب - تفسير ابن عطية - تفسير سورة العنكبوت- الجزء رقم7. ﴿ ما سبقتكم بها من أحد من العالمين ﴾: هذه الفاحشة لم يفعلها أحد من قبل قوم لوط، فهم أول من فعلها. ﴿ وتقطعون السبيل ﴾: وتقفون في طريق الناس تقتلونهم وتأخذون أموالهم، أو تقطعون كل ما أمر الله به من الخير بارتكابكم المعاصي والقبائح، أو تقطعون السبب في استمرارية الحياة بترككم إتيان النساء. ﴿ وتأتون في ناديكم المنكر ﴾: وتفعلون في مجلسكم العام المنكرات علنًا وجهارًا. مضمون الآيات الكريمة من (24) إلى (30) من سورة «العنكبوت»: 1 - تبين الآيات أن ممن آمن بإبراهيم عليه السلام ابن أخيه لوط الذي أعلن هجرته (كإبراهيم حيث هاجرا جميعًا من سواد الكوفة إلى الشام) تقربًا إلى الله، وإخلاصًا في عبادته، وقد عوَّض الله إبراهيم عن أهله ووطنه وقومه ذرية طيبة بُدئت بإسماعيل، ثم إسحاق، ثم يعقوب بن إسحاق - عليهم السلام - وهكذا استمرَّت النبوَّة والكتب السماوية في ذرية إبراهيم من أبناء إسحاق (وهم أنبياء بني إسرائيل) ، وختمت بمحمد صلى الله عليه وسلم وهو من ذرية إسماعيل بن إبراهيم - عليهما السلام.
2 - ثم ذكرت بشيء من الاختصار قصة لوط مع قومه الذين كانوا يرتكبون فاحشة اللواط القبيحة والتي لم يفعلها أحد قبلهم من السابقين، مع تبجحهم ومجاهرتهم بأعمالهم الإجراميَّة، وارتكابها في المجالس العامة، فلا يخجل بعضهم من بعض مما يؤكد فساد فطرتهم، وتعب لوط عليه السلام في نصحهم، ومحاولة هدايتهم، وخوفهم عذاب الله، لكنهم تحدوه، وسخروا منه، شأن المكذبين في كل أمة. دروس مستفادة من الآيات الكريمة، من (24) إلى (30) من سورة «العنكبوت»: 1 - خلق الله الذكر والأنثى ليتم بينهما الاتصال الجنسي بالطريق المشروع وهو الزواج؛ لتستمر الحياة ويبقى النوع البشري إلى يوم القيامة، فلا يجوز الانحراف عن هذا الطريق بأي وسيلة شاذَّة عن الفطرة السليمة. 2 - اللواط كالزنا يؤدي إلى كثير من الأمراض الخطيرة، ومنها « الإيدز » وقد شدَّد الشرع على عقوبة الطرفين المشتركين في هاتين الجريمتين في الدنيا والآخرة. معاني المفردات من الآيات الكريمة من (31) إلى (38) من سورة «العنكبوت»: ﴿ رسلنا ﴾: الملائكة. ﴿ بالبشرى ﴾: بتبشير إبراهيم عليه السلام بالولد بعد أن كبر سنه. تفسير الأيات من سورة العنكبوت - الدراسات الإسلامية 2 - أول متوسط - المنهج السعودي. ﴿ القرية ﴾: قرية قوم لوط. ﴿ بمن فيها ﴾: من المؤمنين. ﴿ من الغابرين ﴾: من الباقين في العذاب ومن الهالكين.
سهل - جميع الحقوق محفوظة © 2022
فلما رآهم لوط على هذه الصورة خاف عليهم، بدل أنْ يفرح بمرآهم الجميل؛ لأن قومه قوم سوء وأهل رذيلة، ولابد أنْ ينالوا ضيوفه بسوء؛ لذلك {سِيءَ بِهِمْ... } [العنكبوت: 33] أي: أصابه السوء بسببهم {وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً... } [العنكبوت: 33] الذرع هو طول الذراعين، فنقول: فلان باعُه طويل. يعني: يتناول الأشياء بسهولة؛ لأن يده طويلة، فالمعنى: ضاق بهم ذَرْعاً. يعني: لم يتسع جهده لحمايتهم من القوم. تفسير سوره العنكبوت مكتوبه. ونلحظ هنا اختلاف السياق بين الآيتين: {وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَآ إِبْرَاهِيمَ... } [العنكبوت: 31] أما في لوط فقال: {وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً... } [العنكبوت: 33] لأنهم تأخروا بعض الشيء عند إبراهيم عليه السلام. فلما أن أصابه السوء بمرآهم، بدل أنْ يسعد بهم، وخاف عليهم طمأنوه {وَقَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امرأتك كَانَتْ مِنَ الغابرين} [العنكبوت: 33] لا تخَفْ علينا من هؤلاء الأراذل، فلسنا بشراً، إنما نحن ملائكة ما جئْنا إلا لنريحك منهم، ونقطع جذور هذه الفِعْلة الخبيثة، وسوف ننجيك وأهلك من العذاب النازل بهم. ثم يستثنون من أهله {إِلاَّ امرأتك... } [العنكبوت: 33] فكثيراً ما ضايقته، وأفشتْ أسراره، ودلَّتْ القوم على ضيوفه {كَانَتْ مِنَ الغابرين} [العنكبوت: 33] الباقين في العذاب.
لذلك قال: {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُواْ... }. {قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ(32)} فلم يستشرف إبراهيم للبشرى، واهتم بمسألة إهلاك قرية قوم لوط؛ لأن فيها لوطاً مما يدلُّ على أن الإنسان لا يشغله الخير لنفسه عن الشر لغيره، وهنا ردَّ الملائكة {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا... } [العنكبوت: 32] فهذه مسألة لا تخفى علينا. ثم يُطمئنونه على ابن أخيه {لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ... } [العنكبوت: 32] وأهله: تشمل كل الأهل؛ لذلك استثنوا منهم {إِلاَّ امرأته كَانَتْ مِنَ الغابرين} [العنكبوت: 32]. والغابرون: جمع غابر، ولها استعمالان في اللغة: نقول: الزمان الغابر أي الماضي، وغابر بمعنى باقٍ أيضاً، فهي إذن تحمل المعنى وضده؛ ذلك لأنهم جاءوا لإهلاك هذه القرية، وامرأة لوط باقية لتهلك معهم، وتذهب مع مَنْ سيذهبون بالإهلاك، فهي إذن باقية في العذاب. تفسير سوره العنكبوت الاية 64. فجاءت الكلمة {مِنَ الغابرين} [العنكبوت: 32] لتؤدي هذين المعنيين. ثم يقول الحق سبحانه: {وَلَمَّآ أَن جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً... }. {وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ(33)} شهد إبراهيم هذا الموقف مع لوط، وعلم سبب حضورهم إليه، لكن لماذا سيء بهم، مع أنهم رسل الله ملائكة جاءوه على أحسن صورة؟ قالوا: لأن الملَك يأتي على أجمل صورة، حتى إذا أردنا أن نمدح شخصاً بالجمال نقول: مثل الملاك، ومن ذلك قول النسوة لامرأة العزيز عن يوسف عليه السلام: {مَا هذا بَشَراً إِنْ هاذآ إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} [يوسف: 31].
لكن، ما الطريقة التي ستقضون بها على هؤلاء القوم؟