الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته. اختيار هذا الخط قوله تعالى قل رب إما تريني ما يوعدون
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: هذان الطرفان، وفي هذه الآية عدة للنبي صلى الله عليه وسلم، أي: اشتغل أنت بهذا وكل تعذيبهم والنقمة منهم إلينا، وأمره بالتعوذ من الشيطان في همزاته، وهي سورات الغضب التي لا يملك الإنسان فيها نفسه، وكأنها هي التي كانت تصيب المؤمنين مع الكفار فتقع المحادة، فلذلك اتصلت بهذه الآية، وقال ابن زيد: همز الشيطان: الجنون. وفي مصنف أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان همزه ونفخه ونفثه ، قال أبو داود: وهمزة الموتة وهي الجنون، ونفخه الكبر، ونفثه السحر. والنزعات وسورات الغضب من الشيطان، وهي المتعوذ منها في الآية، والتعوذ من الجنون أيضا وكيد، وفي قراءة أبي بن كعب: "رب عائذا بك من همزات الشياطين، وعائذا بك رب أن يحضرون". كتب قل ربي اما تريني ما يوعدون - مكتبة نور. وقوله: أن يحضرون معناه: أن يكونوا معي في أموري، فإنهم إذا حضروا الإنسان كانوا معدين للهمز، فإذا لم يكن حضور فلا همز. [ ص: 320] قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وأصل الهمز الدفع والوخز بيد وغيرها، ومنه همز الخيل وهمز الناس باللسان، وقيل لبعض العرب: أتهمز الفأرة؟ سئل بذلك عن اللفظة فظن أن المراد شخص الفأرة فقال: الهر يهمزها.
إغلاق الإعلان وسيلة دعم للموقع عند الضغط عليه ومحتواه عشوائي لا يمثلنا عربي - نصوص الآيات عثماني: عربى - نصوص الآيات: رب فلا تجعلني في القوم الظالمين عربى - التفسير الميسر: قل - أيها الرسول -: ربِّ إما ترينِّي في هؤلاء المشركين ما تَعِدُهم مِن عذابك فلا تهلكني بما تهلكهم به، ونجني من عذابك وسخطك، فلا تجعلني في القوم المشركين الظالمين، ولكن اجعلني ممن رضيتَ عنهم. السعدى: تفسير الآيتين 93 و 94 لما أقام تعالى على المكذبين أدلته العظيمة، فلم يلتفتوا لها، ولم يذعنوا لها، حق عليهم العذاب، ووعدوا بنزوله، وأرشد الله رسوله أن يقول: { قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ} أي: أي وقت أريتني عذابهم، وأحضرتني ذلك { رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} أي: اعصمني وارحمني، مما ابتليتهم به من الذنوب الموجبة للنقم، واحمني أيضا من العذاب الذي ينزل بهم، لأن العقوبة العامة تعم -عند نزولها- العاصي وغيره الوسيط لطنطاوي: أى فأسألك - يا إلهى - أن لا تجعلنى قريناً لهم فيه ، وأبعدنى عن هؤلاء القوم الظالمين ، حتى لا يصيبنى ما يصيبهم. ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى عصمة من الله - تعالى - من أن يجعله مع القوم الظالمين ، حين ينزل بهم العذاب ، ولكن جاءت الآية بهذا الدعاء والإرشاد ، للزيادة فى التوقى ، ولتعليم المؤمنين أن لا يأمنوا مكر الله ، وأن يلوذوا دائماً بحماه.
قال الجمل: " لما أعلم الله - تعالى - نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه منزل عذابه بهؤلاء المشركين ، إما فى حياته صلى الله عليه وسلم أو بعد مماته ، علمه كيفية الدعاء بالتخلص من عذابهم فقال - تعالى -: ( قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ) وقوله: ( تُرِيَنِّي) فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، و ( مَا) مفعول به ، ورأى بصرية تعدت لمفعولين بواسطة الهمزة ، لأنه من أرى الرباعى ، فياء المتكلم مفعول أول ، وما الموصولة المفعول الثانى... ". أى: قل - أيها الرسول الكريم - يا رب إن تطلعنى وترينى العذاب الذى توعدت به هؤلاء المشركين. البغوى: قوله: ( قل رب إما تريني) أي: إن أريتني ، ( ما يوعدون) أي: ما أوعدتهم من العذاب. المؤمنون الآية ٩٣Al-Mu'minun:93 | 23:93 - Quran O. ابن كثير: يقول تعالى آمرا [ نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم] أن يدعو هذا الدعاء عند حلول النقم: ( رب إما تريني ما يوعدون) أي: إن عاقبتهم وإني شاهد ذلك فلا تجعلني فيهم ، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه: " وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني إليك غير مفتون ". القرطبى: قوله تعالى: قل رب إما تريني ما يوعدون رب علمه ما يدعو به ؛ أي قل رب ، أي يا رب إن أريتني ما يوعدون من العذاب.
البغوى: ( رب) أي: يا رب ، ( فلا تجعلني في القوم الظالمين) أي: لا تهلكني بهلاكهم. ابن كثير: يقول تعالى آمرا [ نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم] أن يدعو هذا الدعاء عند حلول النقم: ( رب إما تريني ما يوعدون) أي: إن عاقبتهم وإني شاهد ذلك فلا تجعلني فيهم ، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه: " وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني إليك غير مفتون ". القرطبى: فلا تجعلني في القوم الظالمين أي في نزول العذاب بهم ، بل أخرجني منهم. وقيل: النداء معترض ؛ و ( ما) في إما زائدة. وقيل: إن أصل إما إن ما ؛ ف ( إن) شرط و ( ما) شرط ، فجمع بين الشرطين توكيدا ، والجواب فلا تجعلني في القوم الظالمين ؛ أي إذا أردت بهم عقوبة فأخرجني منهم. وكان - عليه السلام - يعلم أن الله تعالى لا يجعله في القوم الظالمين إذا نزل بهم العذاب ، ومع هذا أمره الرب بهذا الدعاء والسؤال ليعظم أجره وليكون في كل الأوقات ذاكرا لربه تعالى. الطبرى: وقوله: ( فَلا تَجْعَلْنِي) جواب لقوله: (إِمَّا تُرِيَنِّي) اعترض بينهما بالنداء، ولو لم يكن قبله جزاء لم يجز ذلك في الكلام، لا يقال: يا زيد فقم، ولا يا رب فاغفر؛ لأن النداء مستأنف، وكذلك الأمر بعده مستأنف، لا تدخله الفاء والواو، إلا أن يكون جوابا لكلام قبله.
فإذا اعتبرنا أن حذف المضاف إليه من المنادي المضاف يعامل معاملة الاسم المرخم في النداء. عندئذ نقول فيه لغتان إما أن نقول: ربّ: فكأننا لم نلحظ وجود المضاف المحذوف مطلقا وهي لغة من لا ينتظر. أو نقول: ربّ: بالكسر، كما في الآية التي بين أيدينا وإبقاء الكسرة إشارة واضحة إلى الياء المحذوفة. وهذه لغة من ينتظر. واللغتان جائزتان لدى جمهور النحاة.. إعراب الآية رقم (96): {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ (96)}. الإعراب: (بالتي) متعلّق ب (ادفع)، والموصول المجرور هو نعت لمنعوت محذوف في الأصل أي الخصلة التي.. (السيّئة) مفعول به عامله ادفع (ما) حرف مصدريّ. والمصدر المؤوّل (ما يصفون... ) في محلّ جرّ بالباء متعلّق ب (أعلم). جملة: (ادفع... وجملة: (هي أحسن... ) لا محلّ لها صلة الموصول (التي). وجملة: (نحن أعلم... ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما). البلاغة: عدول عن مقتضى السياق لسرّ بليغ: في قوله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ) وهو أبلغ من أن يقال: بالحسنة السيئة، لما فيه من التفضيل، كأنه قال: ادفع بالحسنى السيئة.