وقال الشيخ ابن باز -رحمه الله- معقِّبًا على شرح الحديث: "إذا قال العبد سبحان الله وبحمده مع التوبة والندم والإقلاع عن الذنب وليس مجرد كلام فقط، بل يقول هذا مع الاستغفار والتوبة وعدم الإصرار على المعاصي والذنوب، عندها يرجى له هذا الخير العظيم حتى في الكبائر، وإذا قال هذا عن إيمان وعن صدق وعن توبة صادقة وعن ندم على الذنوب، فإنَّ الله يغفر له صغائرها وكبائرها بتوبته وصدقه وإخلاصه" [٣]. الوقت المستحب لذكر سبحان الله وبحمده يفضَّل المداومة على الذكر الوارد وهو (سبحان الله وبحمده) 100 مرةً بعد صلاة الصبح وقبل صلاة المغرب، وذلك للرواية الأخرى الواردة في هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: ( مَنْ قَالَ: حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْه)[صحيح الترمذي | خلاصة حكم المحدث:صحيح] [٤]. أذكار أخرى تغفر الذنوب للذكر أنواع مختلفة؛ ومنها [٥]: الاستغفار ، ويكون بقول أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، والتكفير الفعلي عن الذنوب بالإقلاع عنها وعدم العودة إليها مع الندم على ذلك.
يُعتبر التسبيح إحدى الوسائل التي يلجأ إليها العبد لتحصيل الكثير من الأجر والثواب. يُعتبر التسبيح وسيلة تعارف وتواصل بين المسلمين. يعدّ التسبيح وسيلة يتقرّب بها العبد إلى الله -تعالى- فيحظى بوافر خيره ونعمه. يعدّ التسبيح وسيلة ينال بها العبد حبّ الله -تعالى- ورضاه. يعدّ التسبيح وسيلة يلجأ إليها العبد حتى يبقي لسانه دائم الذكر لله -تعالى-. حديث من قال سبحان الله وبحمده مايه مره. يعدّ التسبيح وسيلة لإحياء سنّة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- واتّباعها.
"مجموع الفتاوى" (16/125) ثانيا: أما معنى ( وبحمده) فهي - باختصار – تعني الجمع بين التسبيح والحمد ، إما على وجه الحال ، أو على وجه العطف ، والتقدير: أسبح الله تعالى حال كوني حامدا له ، أو أسبح الله تعالى وأحمده. حديث من قال سبحان الله وبحمده mp3. يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: " قوله: ( وبحمده) قيل: الواو للحال ، والتقدير: أسبح الله متلبسا بحمدي له [أي: محافظا ومستمسكا] من أجل توفيقه. وقيل: عاطفة ، والتقدير: أسبح الله وأتلبس بحمده... ويحتمل أن تكون الباء متعلقة بمحذوف متقدم ، والتقدير: وأثني عليه بحمده ، فيكون سبحان الله جملة مستقلة ، وبحمده جملة أخرى. وقال الخطابي في حديث: ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك) أي: بقوتك التي هي نعمة توجب علي حمدك ، سبحتك ، لا بحولي وبقوتي ، كأنه يريد أن ذلك مما أقيم فيه السبب مقام المسبب " انتهى. "فتح الباري" (13/541) ، وانظر " النهاية في غريب الحديث " لابن الأثير (1/457)
والله أعلم.