( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ( 127) إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ( 128)) ( واصبر وما صبرك إلا بالله) أي: بمعونة الله وتوفيقه ، ( ولا تحزن عليهم) في إعراضهم عنك ، ( ولا تك في ضيق مما يمكرون) أي: فيما فعلوا من الأفاعيل. قرأ ابن كثير هاهنا وفي النمل ( ضيق) بكسر الضاد وقرأ الآخرون بفتح الضاد ، قال أهل الكوفة: هما لغتان مثل رطل ورطل. وقال أبو عمرو: " الضيق " بالفتح: الغم ، وبالكسر: الشدة. وقال أبو عبيدة: " الضيق " بالكسر في قلة المعاش وفي المساكن ، فأما ما كان في القلب والصدر فإنه بالفتح. وقال ابن قتيبة: الضيق تخفيف ضيق مثل هين وهين ، ولين ولين ، فعلى هذا هو صفة ، كأنه قال: ولا تكن في أمر ضيق من مكرهم. ( إن الله مع الذين اتقوا) المناهي ، ( والذين هم محسنون) بالعون والنصرة.
[٧] معاني المفردات في آية: وأن تستقسموا بالأزلام بعد تأويل معنى الآية الكريمة وبيان المراد منها، سيتمّ اختيار بعض المفردات من هذه الآية الكريمة اولتي تحتاج إلى شرح وتوضيح، لشرحها وتوضيحها، من معاجم اللّغة العربيّة، لتصبح الاية أكثر وضوحًا وفهمًا للقارئ، والكلمات هي: تَسْتَقْسِمُوا: اِستَقسَمَ: فعل، استقسمَ يستقسم، استقسامًا، فهو مُسْتَقسِم، واسم المفعول مُسْتَقسَم، اسْتَقْسَمَ فلانٌ: طَلَبَ القِسْمَ الذي قُسِمَ له، واسْتَقْسَمَ فلانٌ: فكَّرَ وروَّى بين أَمرين، واسْتَقْسَمَ فلاناً بالله: طَلَبَ منه أَن يُقْسِمَ به. [٨] الْأَزْلامِ: زَلَم: اسم، الجمع: أزْلامٌ، الزَّلَمُ: هو السّهم الذي لا ريش عليه، وكان أهلُ الجاهليّة يستقسِمون بهذه الأسهم، وكانوا يكتبون على كلّ سهم منها افعل أو لا تفعل، ويضعونها في وِعاء، فإذا أراد أحَدُهم أن يقوم بعمل ما، أدخَلَ يده فيه الوعاء، وأخرجَ سهمًا فإن خرج السّهم الذي كتب عليه افعل، مضى لقصدِه، وإن خرج ما فيه لا تفعل كَفَّ. [٩] فِسْقٌ: فَسَقَ: فعل، فسَقَ عن يَفسُق ويَفسِق، فِسْقًا وفُسُوقًا، فهو فاسِقٌ والجمع: فَسَقَةٌ، وفُسَّاقٌ، وفَاسِقُون وهي فاسقةٌ والجمع: فاسِقَاتٌ، وفَوَاسِقُ، واسم المفعول مفسوقٌ عنه، فسَق الرَّجلُ عن أمر الله: عصى وجاوز حدود الشَّرع، خرج عن طاعة الله، انغمس في الملذَّات، وفَسُقَ الرّجل: فَسَقَ الرَّجُلُ: فَجَرَ، الفِسْقُ: عَنِ الْفُجُور وَالضَّلاَل وَالْعِصْيَان.
5- الفوز بالجنة والنجاة من النار. 6- معية الله للصابرين. 7- الأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة. 8- مظهر من مظاهر الرجولة الحقة. 9- صلاة الله ورحمته وبركاته على الصابرين.