صيام ثلاثة أيام من كل شهر: 1- «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَصَلَاةِ الضُّحَى وَنَوْمٍ عَلَى وِتْر»([1]).
صيام مستحب أو ما يسمّى بصيام التطوع، وينقسم إلى نوعين: صيام الأيام يوم بعد يوم، أو صيام ثلاثة أيّام من كل شهر ونحو ذلك. صيام الإثنين و الخميس من كل أسبوع، والأيام البيض من كل شهر، وصيام يوم عرفة، ويوم عاشوراء ونحو ذلك من كل سنة. فوائد الصيام الدينيّة والصيام أي أن كان نوعه فإنّه يقدّم الكثير من الفوائد الدنيويّة والدينيّة للمسلم، وهنا سنسلط الضوء على فوائد الصيام الدينية، والتي هي: دخول الجنّة من باب الريان، كما جاء في قوله الكريم عليه الصلاة والسلام: "إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد"، "متفق عَلَيهِ". الصيام سبب لمغفرة الله عزّ وجلّ لذنوب عباده. الصيام سبب لاستجابة الله سبحانه وتعالى للدعاء. يعزّز الصلة بين الصائم وربّه جلّ وعلا، فهو يبعث على الخشوع والخضوع والامتثال لأوامره سبحانه. ص21 - كتاب الفقه الميسر - صوم ثلاثة أيام من كل شهر - المكتبة الشاملة. يقوّي من عزيمة المسلم في جهاد نفسه، وكبحها عن الشهوات والملذات الدنيويّة، ممّا يجعله في إقبال دائم على الطاعات وبالتالي نيل رضا الله عزوجل. الصيام هو الذي يباعد بين الصائم والنار، كما قال عليه الصلاة والسلام: "ما من عبد يصوم يوماً في سبيل اللَّه إلا باعد اللَّه بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا".
5- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان يوم عاشوراء، تعظمه اليهود، وتتخذه عيدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوموه أنتم» متفق عليه. 6- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا يا رسول الله: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى.. فقال: «إذا كان العام المقبل - إن شاء الله - صمنا اليوم التاسع» ، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم، وأبو داود. وفي لفظ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لئن بقيت إلى قابل لاصومن التاسع» يعني مع يوم عاشوراء رواه أحمد ومسلم. وقد ذكر العلماء: أن صيام يوم عاشوراء على ثلاث مراتب: المرتبة الأولى: صوم ثلاثة أيام: التاسع، والعاشر، والحادي عشر. المرتبة الثانية: صوم التاسع، والعاشر. المرتبة الثالثة: صوم العاشر وحده.. فضل صيام ثلاثه ايام من كل شهر عربي. التوسعة يوم عاشوراء: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من وسع على نفسه، وأهله يوم عاشوراء، وسع الله عليه سائر سنته» رواه البيهقي في الشعب، وابن عبد البر. وللحديث طرق أخرى، كلها ضعيفة. ولكن إذا ضم بعضها إلى بعض، ازدادت قوة: كما قال السخاوي.. صيام أكثر شعبان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شعبان.
وذهب المالكية إلى كراهة صيام الأيام خوفًا من أن يظن العامة أنها واجبة. قال ابن رشد: كره مالك تَحرِّي صيام الغرر مع ما جاء فيها من الأثر مخافة أن يظن الجهلى بها أنها واجبة. (١) أخرجه البخاريُّ: كتاب الصوم، باب صيام أيام البيض (١٨٤٥)، مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، استحباب صلاة الضحى (١١٨٢). (٢) سبق تخريجه، (ص: ٢٠). 399 من: (باب استحباب صَوم ثلاثة أيام من كل شهر). (٣) أخرجه الترمذيُّ: كتاب الصوم (٦٩٢)، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (٧٨١٧). (٤) أخرجه أبو داودة كتاب الصوم (٢٠٩٣)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (١/ ١٠٣٩).
وروى أيضا عن عبد الله بن عمرو وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصفه، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وكان يصوم يوما، ويفطر يوما».. جواز فطر الصائم المتطوع: 1- عن أم هانئ رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الفتح، فأتي بشراب، فشرب، ثم ناولني، فقلت: إني صائمة فقال: «إن المتطوع أمير على نفسه، فإن شئت فصومي، وإن شئت فأفطري» رواه أحمد والدارقطني، والبيهقي ورواه الحاكم وقال صحيح الاسناد ولفظه: «الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام، وإن شاء أفطر». وعن أبي جحيفة قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بين سلمان، وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء، ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء، فصنع له طعاما، فقال: كل فإني صائم، فقال: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل، فلما كان الليل، وذهب أبو الدرداء يقوم قال: نم، فنام، ثم ذهب فقال: نم، فلما كان في آخر الليل، قال: قم الآن، فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولاهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدق سلمان» رواه البخاري، والترمذي.