أحاديث الرسول عن الموت: 1- عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يُكثِرُ أنْ يقولَ: ( أكثِروا مِن ذِكْرِ هاذمِ اللَّذَّاتِ) في هذا الحديث النبوي الشريف يوصي النبي عليه الصلاة والسلام المسلمين بالإكثار من ذكر الموت ( هاذم اللذات)؛ حتى لا يغفل قلب المسلم عن هذه الحقيقة الآتية بدون شك. حديث البراء ابن عازب عن الموت. 2- عن أنس بن مالك عن النبي عليه الصلاة والسلام: ( اذكر الموتَ في صلاتِك، فإنَّ الرجلَ إذا ذكر الموتَ في صلاتِه لحريٌّ أن يُحسنَ صلاتَه، وصلِّ صلاةَ رجلٍ لا يظنُّ أنَّه يُصلِّي صلاةً غيرَها، وإيَّاك وكلُّ أمرٍ يُعتذَرُ منه). 4- عن جابِر بن عبدِ الله رضي الله عنه عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلّم: ( لو أنَّ ابنَ آدمَ هرَبَ من رزقِهِ كما يهرَبُ من الموتِ، لأدْرَكَهُ رزْقُهُ كما يُدْرِكُهُ الموتُ). 5- عن محمود بن لبيد الأنصاري عنِ النبي صلّى اللهُ عليهِ وسلّم قال: ( اثنتانِ يكرهُهما ابنُ آدمَ: يكرَهُ الموتَ والموتُ خيرٌ له من الفتنةِ، ويكرَهُ قِلَّةَ المالِ وقِلَّةَ المالِ أقلُّ للحساب). النهي عن تمني الموت: لقد نهى النبي -صلّى اللهُ عليهِ وسلم- المسلمين عن تمني الموت عِندَ الإصابة بالبلاءِ والشدائد لهم، وأمرهم أن يطلُبوا الموت إذا كان في طلبِهِم هذا خير لهم، والدليل على ذلك حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي رواه أبو هريرة: ( لا يتمنَّى أحدُكمُ الموتَ، إما محسِنًا فلعلَّه يَزدادُ، وإما مُسيئًا فلعلَّه يَستَعتِبُ).
وبالمثل علي -رضي اللهُ عنهُ- عندما خاف مِن قومه الغدر وانتشار الفتنة طلب من الله سبحانه وتعالى أن يريحه منهم، وبالفعل حدث ما توقع فقد قتلوه وهو إمام عدل، بر وتقي، فلا تعارض هنا وحديث رسولِ اللهِ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّم- في النهي عن تمني الموت. فنجد أن نهيه عليه الصلاة والسلام فيه بيان أن المتمني يكون غير راض بقضاء الله وقدره، وغير مسلم لأمره. سبحانه وتعالى.
[٨] أحاديث عن القبر ثبت في الصحيح عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ يَهُودِيَّةً دَخَلَتْ عَلَيْهَا، فَذَكَرَتْ عَذَابَ القَبْرِ، فَقالَتْ لَهَا: أعَاذَكِ اللَّهُ مِن عَذَابِ القَبْرِ، فَسَأَلَتْ عَائِشَةُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن عَذَابِ القَبْرِ، فَقالَ: نَعَمْ، عَذَابُ القَبْرِ قالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعْدُ صَلَّى صَلَاةً إلَّا تَعَوَّذَ مِن عَذَابِ القَبْرِ). [٩] (إنَّ القبرَ أوَّلُ مَنزلٍ من مَنازلِ الآخرةِ ، فإن نجا منهُ فما بعدَهُ أيسرُ منهُ ، وإن لم ينجُ منهُ فما بعدَهُ أشدُّ منهُ. قالَ: وقالَ رسولُ اللَّهِ: ما رأيتُ مَنظرًا قطُّ إلَّا القبرُ أفظعُ منهُ).
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم: " لَا يَتَمَنَّى أحَدُكُمُ المَوْتَ إمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ، وإمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ". عن عثمان بن عفان، عن النبي صلّى الله عليهِ وسلّم: "أنه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان إذا دفن الميتَ وقَف عليه وقال: ( استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيتَ فإنه الآنَ يُسألُ).
وعن أنس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«لولا أن تدفنوا لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر» رواه مسلم. سكرات الموت السكران ضد صاحي والسكرات جمع كلمة سَكرة والفعل منه سَكَرَ وسكرة الموت معناه شدته فالسكر حالة تصيب الشخص وتذهب عقله والمقصود بسكرات الموت ما يصيب الإنسان من هول وصعوبة في خروج روحه. ومن الجدير بالذكر ذكر الله تعالى سكرات الموت في أكثر من موضع ومنه قوله تعالى (وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ). ذكر الله تعالى في هذه الآية عقاب الظالمين وما يحدث لهم أثناء الاحتضار حيث أوضحت الآية ما يحدث لهم من أهوال والملائكة تبسط يديها للمحتضرين الظالمين من أجل عذابهم. (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيد) والمقصود هنا بسكرة الموت الأهوال التي تذهب عقل الإنسان. حديث الرسول عن الموت. وأهوال الموت هنا لا يقصد منها إهانة المسلم وإنما المقصود منها إما زيادة حسنات المؤمن أو تكفير سيئاته وتكون زيادة في عذاب الكافر. كذلك يشدد الله تعالى من شدة الموت للمسلم والكافر أما الكافر يكون الهدف من ذلك عذابا له في الدنيا لما ارتكبه من المعاصي وما تسبب فيه من آلام للآخرين، وأما المسلم تكون تكفير له عن ذنوبه حتى يستريح في الآخرة.
[١١] المراجع ↑ سورة الملك، آية:2 ↑ "حقيقة الموت، وهل له مراحل" ، إسلام ويب ، 1/4/2002، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/2021. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن محمود بن لبيد الأنصاري، الصفحة أو الرقم:139، صحيح. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7235، صحيح. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:976، صحيح. ↑ رواه مسلم، في صحح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2960، صحيح. حديث البراء بن عازب عن الموت. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6510، صحيح. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:4730، صحيح. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1372، صحيح. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عثمان بن عففان، الصفحة أو الرقم:2308، حسن. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3462، صحيح.