ثم قذف التمرات، وأخذ سيفه فقاتل القوم حتى قُتِلَ [8].
أو ما عظّـموه.. قبْضته مِلكه وفي مَقدوره وتصرّفه مَطْويات بيمينه بقدرته كطيّ السّجل للكتب 68 الصّور القرن الذي يَنفخ فيه إسرافيل فصَعِـق ماتَ. وهي النّـفخة الأولى 69 وُضِع الكتاب أعطيَتْ صحف الأعمال لأربابها 71 زمرًا جَمَاعات متفرقة متتابعة حقـّـتْ وَجَبَتْ وثـبَـتـتْ 73 طِبْـتمْ طَهرتم مِن دنس المعاصي 74 صَدَقـَنـَا وَعده أنجزنا ما وعَدَنا من النّعيم نتبوأ ننزل 75 حَافّـين مُحْدقينَ مُحيطين
2- الملأ. 3- الهوى. أولاًً: كيف تناولت السورتان قضية الشيطان؟ في سورة الأعراف حديث عن الشيطان وجهوده في الدعوة إلى الكفر فيما يقْرُب من عشرين آية، من قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ﴾ [الأعراف: 11]، إلى قوله تعالى: ﴿ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأعراف: 30].
قوله تعالى ( وَاِتلُ عَلَيهِم نَبأَ الَّذي آَتَيناهُ آَياتِنا فَاِنسَلَخَ مِنها) الآية. قال ابن مسعود: نزلت في بلعم بن باعورا رجل من بني إسرائيل. وقال ابن عباس وغيره من المفسرين: هو بلعم بن باعورا. وقال الوالبي: هو رجل من مدينة الجبارين يقال له بلعم وكان يعلم اسم الله الأعظم فلما نزل بهم موسى عليه السلام أتاه بنو عمه وقومه وقالوا: إن موسى رجل حديد ومعه جنود كثيرة وإنه إن يظهر علينا يهلكنا فادع الله أن يرد عنا موسى ومن معه قال: إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي فلم يزالوا به حتى دعا عليهم فسلخه مما كان عليه فذلك قوله تعالى ( فَاِنسَلَخَ مِنها). وقال عبد الله بن عمرو بن العاص وزيد بن أسلم: نزلت في أمية بن أبي الصلت الثقفي وكان قد قرأ الكتب وعلم أن الله مرسل رسول في ذلك الوقت ورجا أن يكون هو ذلك الرسول فلما أرسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم حسده وكفر به. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الأعراف - الآية 206. وروى عكرمة عن ابن عباس في هذه الآية قال: هو رجل أعطي ثلاث دعوات يستجاب له فيها وكانت له امرأة يقال لها البسوس وكان له منها ولد وكانت له محبة فقالت: اجعل لي منها دعوة واحدة قال: لك واحدة فماذا تأمرين قالت: ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه وأرادت شيئاً آخر فدعا الله عليها أن يجعلها كلبة نباحة فذهبت فيها دعوتان وجاء بنوها فقالوا: ليس لنا على هذا قرار قد صارت أمنا كلبة نباحة يعيرنا بها الناس فادع الله أن يردها إلى الحال التي كانت عليها فدعا الله فعادت كما كانت وذهبت الدعوات الثلاث وهي البسوس وبها يضرب المثل في الشؤم فيقال: أشأم من البسوس.
إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ۩ (206) فقال: ( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته [ ويسبحونه وله يسجدون]) وإنما ذكرهم بهذا ليتشبه بهم في كثرة طاعتهم وعبادتهم; ولهذا شرع لنا السجود هاهنا لما ذكر سجودهم لله ، عز وجل ، كما جاء في الحديث: " ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ، يتمون الصفوف الأول ، ويتراصون في الصف " وهذه أول سجدة في القرآن ، مما يشرع لتاليها ومستمعها السجود بالإجماع. وقد ورد في حديث رواه ابن ماجه ، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عدها في سجدات القرآن آخر [ تفسير] سورة الأعراف ، ولله الحمد والمنة.
2- الملأ: والملأ: هم الكبراء والسادة الذين جعلوا أنفسهم أضدادَ الأنبياء، وهم الذين يملؤون صدور المجالس، وتمتلئ القلوب من هيبتهم، وتمتلئ الأبصار من رؤيتهم، وتتوجه العيون في المحافل إليهم، وتحدثت سورة الأعراف عن جهود الملأ في الدعوة إلى الكفر بالله تعالى وتكذيب الأنبياء واتهامهم بما لا يليق بهم، كما يلي: • مع نوح عليه السلام: ﴿ قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الأعراف: 60]. • مع هود عليه السلام: ﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [الأعراف: 66]. • مع صالح عليه السلام: ﴿ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [الأعراف: 75 - 77].