لذلك هذا الوقت أما أن يُستهلك، وإما أن يُستثمر. فاستثمار الوقت هو البطولة والذكاء والفلاح والتفوق، أما استهلاكه فهو ضيق الأفق والغباء والجهل. درس الوقت هو الحياة. يقول رسول الله (ص): "نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ". وقد كانت المفاهيم العظيمة السابقة عن الوقت وأهميته ماثلة للعيان دوماً في حياة الناجحين من سلف هذه الأُمّة، فقد روي عن ابن مسعود (رض) أنّه قال: "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزدد عملي"، وروي عن الحسن البصري (رحمه الله) قوله: "ما من يوم ينشق فجره إلّا نادى منادٍ من قبل الحقّ: يا ابن آدم، أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد، فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة"، ويقول ابن قيم اجوزية (رحمه الله) في كتابه (الجواب الكافي): "فالعارف لزم وقته، فإن أضاعه ضاعت عليه مصالحه كلّها، فجميع المصالح إنما تنشأ من الوقت، وإن ضيعه لم يستدركه أبداً. فوقت الإنسان عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر أسرع من مر السحاب. فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته، وإن عاش فيه عاش عيش البهائم.
الوقت هو الأساس الذي يقوم عليه جميع أمور الحياة. - YouTube
فلا يستطيع الإنسان أن يختار استثماره أم لا يستطيع تعلم كيفية استثماره. إنّه العنصر الأساسي لجميع أمور الحياة فحياتنا ليست إلّا وقت معلوم ومحدود. ألا يجب علينا إدارة هذا المحدود المعلوم الذي سوف نُسأل عنه. يقول تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) (الصافات/ 24)، فالوقت متاح لنا جميعاً بنفس القدر ولكن المتميز والناجح هو الذي يحسن إدارته ويستفيد وبذلك ينال الفوز بالدارين. يقول أحد الناجحين رداً على سؤال عن سبب نجاحه في الحياة: "كنت أمتلك أربعاً وعشرين ساعة في اليوم، وكانوا يمتلكون أربعاً وعشرين ساعة أيضاً... ". حقائق عن الوقت: فيما يلي نتائج لبحث موسع أجري في الولايات المتحدة الأمريكية: · 20% فقط من وقت أي موظف تستغل في أعمال مهمة مرتبطة مباشرة بمهام الوظيفة وأهداف المؤسسة. · يقضي الموظف في المتوسط ساعتين في القراءة. · يقضي الموظف في المتوسط 40 دقيقة للوصول من وإلى مكان العمل. · يقضي الموظف في المتوسط 45 دقيقة في البحث عن أوراق أو متعلقات خاصة بالعمل. تعريف الوقت | خصائص وأهمية الوقت وحسن إدارته - Wiki Wic | ويكي ويك. · يقضي الموظف الذي يعمل في مكتب يتسم بالفوضى 90 دقيقة في البحث عن أغراض مفقودة. · يتعرض الموظف العادي كلّ 10 دقائق لمقاطعة (محادثة عادية أو هاتفية).
الحصول على الطاقة لتحقيق المزيد: يوفر تنظيم الوقت الحصول على فترات لبناء المهارات الجديدة لتحسين جودة العمل، أو تجربة هواية جديدة وذلك للحصول على المزيد من الطاقة الداعمة للإنجاز. توفر الوقت لفعل الأشياء المحببة: يمكن لتنظيم الوقت توفير أكبر مقدار منه لإنجاز الأمور المحببة للنفس مثل النوم، والاهتمام بالنظافة الشخصية، والحصول على بعض المتعة.
عرَّفها (هايل) على أنّها: "توجيه القدرات الشخصيّة للأفراد، وإعادة صياغتها؛ لاتِّخاذ العمل المطلوب في ضوء القواعد، والنُّظم المعمول بها، وهذا يعني توجيه إدارة الفرد الداخليّة تجاه الأداء المطلوب، وِفقاً للزمن المُحدَّد". عرَّفها (صلاح عبّاس) على أنّها: "دراسة الحركة، والزمن التي تمكِّن من تحديد الوقت اللازم؛ لأداء الجزئيّة من العمليّة الواحدة دون فَقدٍ في الزمن، ممّا يُتيح زمناً آخر؛ لإنجاز جزئيّات، أو عمليّات تالية، ومُكمِّلة، ممّا يضمن إنجاز الأعمال في الوقت المناسب، وبفعاليّة عالية". ومن خلال التعريفات السابقة، يمكن تعريف إدارة الوقت على أنّها: الاستغلال الأمثل للوقت، والقدرات الشخصيّة؛ بهدف تحقيق الأهداف المنشودة، بما يضمن الحفاظ على التوازن بين الحياة الخاصّة، ومطالب العمل، وبين الحاجات الأساسيّة لكلٍّ من العقل، والجسد، والروح. الوقت هو المادة الخام للحياة. قيمة الوقت يعتبر الوقت رأس مال الإنسان، فإذا ما أدركه وعرف قيمته فاز، وإذا ما استهتر به ضاعت حياته هباءً منثوراً؛[١] كما أنّ الوقت يمضي سريعاً، والأيام التي تنقضي لا تعود، والإنسان العاقل هو الذي يغتنم كل لحظة تمرّ من حياته، ولا شكّ أن اغتنام الوقت يزيد من أهميته وقيمته.
◄الإنسان في حقيقته وقت، أو أنّ رأس ماله هو الوقت، أو أنّ أثمن شيء يملكه هو الوقت، فهو وقت، وما سمعت تعريفاً جامعاً مانعاً للإنسان كتعريف الحسن البصري (رحمه الله) حين قال: "الإنسان بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه"، فهو كائن متحرك نحو هدف ثابت، فكلّ دقيقة تمضي تقربه إلى هذا الهدف الثابت. وقد أقسم الله جلّ جلاله بمطلق الوقت، لهذا المخلوق الأوّل رتبةً الذي هو في حقيقته وقت، فقال تعالى: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) (العصر/ 1-2). ما هو تنظيم الوقت. فما معنى الخسارة في الآية؟ مضي الوقت وحده يستهلكه، فلذلك يقسم الله عزّ وجلّ أنّ الإنسان خاسر لا محالة، لأنّ وقته يتلاشى شيئاً فشيئاً. وقد ورد في بعض الأحاديث الصحيحة عن النبيّ (ص): "بادروا إلى الأعمال الصالحة ما ينتظر أحدكم من الدنيا إلى غِنىً مُطغياً، أو فقراً مُنسياً، أو مَرَضاً مُفسداً، أو هَرَماً مقيِّداً، أو مَوتاً مُجهِزاً، أو الدجال، فالدجال شرُّ غائبٍ يُنتَظَر، أو الساعة، والساعة أدهى وأمَرّ". وقال عمر بن عبد العزيز (رض): "الليل والنهار يعملان فيك". انظر إلى صورتك قبل ثلاثين عاماً، وانظر إلى صورتك بعد ثلاثين عاماً، ستجد أنّ الفرق كبيرٌ جداً، وهذا فعلُ الوقت، فالليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما.