(شروط لا إله إلا الله) الواحة خطبة جمعة الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد المتفرد في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته وأشهد أن لا إله إلله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد، عباد الله: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]. إن التاجر الناجح هو الذي يغتنم الفرص ويحرص على أنواع البضائع التي تعود عليه بالربح الوفير، وكلنا - يا عباد الله - في هذه الدنيا نتاجر مع الله في أنواع الطاعات، نرجوا الفوز بجنته ورضاه، والعبادات تتفاوت فيما بينها، وإن المتاجرة بـ (لا إله إلا الله) تجارة رابحة، فمن قالها معتقداً معناها، عاملاً بمقتضاها فاز بالسعادة في الدنيا والآخرة.
أولئك لهم رزقٌ معلوم. فواكه وهم مكرمون. من شروط لا إله إلا الله القبول وضده. في جنات النعيم). وفي الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير. وأصاب منها طائفة أُخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تُنبت كلأً ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه مابعثني الله به فعلم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذللك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أُرسلت به ". الشرط الرابع: ( الانقياد) لما دلت عليه المنافي لترك ذلك ، قال الله عز وجل ( ومن يُسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) أي بلا إله إلا الله ( وإلى الله عاقبة إلامور) ومعنى يُسلم وجهه أي ينقاد ، وهو محسن موحد ، ومن لم يسلم وجهه إلى الله ولم يك محسناً فإنه لم يستمسك بالعروة الوثقى ، وهو المعني بقوله عز وجل بعد ذلك ( ومن كفر فلا يحزنك كفره ، إلينا مرجعهم فننبؤهم بما عملوا) وفي حديث صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جِئت به" وهذا هو تمام إلانقياد وغايته. الشرط الخامس: ( الصدق) فيها المنافي للكذب ، وهو أن يقولها صدقاً من قلبه يواطىء قلبه لسانه ، قال الله عز وجل:( آلم أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا أمنا وهم لا يُفتنون.
عناصر الخطبة الغاية من خلق العباد أهمية التوحيد ومكانته حقيقة "لا إله إلا الله" وغفلة الناس عنها شروط "لا إله إلا الله" الثبات على "لا إله إلا الله" حتى الموت اقتباس من فضل الله على العبد: أنْ يعلمَ الغاية التي خُلِقَ لأجلها، والوظيفةَ التي طُلِبت من ابن آدم، وهي بلا ريبٍ وظيفة كبرى، تستَدعِي العناية بها، والتفقُّه في أحكامها، والمراد منها. الخطبة الأولى: ﴿ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام: 1]، والحمد لله الذي خلَق الخلق ليَعبُدوه ويُوحِّدوه، ووعَد مَن وحَّدَه وأطاعَه بالخير والفلاح، وتوعَّد مَن عصاه وأشرَكَ به بالويل والثبور: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72]. وأشهد أن "لا إله إلا الله" الواحدُ الأحدُ الفرد الصَّمد، وأشهد أنَّ محمدًا عبد الله ورسوله إلى العالمين، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدِّين. شروط لا اله الا الله باختصار. أمَّا بعدُ: فلو سُئِل أيُّ واحد منَّا صغيرًا كان أو كبيرًا: لِمَ خلقنا الله -تعالى-؟ لأجاب على الفور: خلقنا الله -تعالى- لعبادته، والدليل قوله تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وهذا من فضل الله على العبد أنْ يعلمَ الغاية التي خُلِقَ لأجلها، والوظيفةَ التي طُلِبت من ابن آدم، وهي بلا ريبٍ وظيفة كبرى، تستَدعِي العناية بها والتفقُّه في أحكامها والمراد منها.
اليقين المنافي للشك لهذا المعنى، فلا يخالط المسلم أيُّ شكٍ أنَّ الله وحده هو المستحق للعبادة، بكل صورها، من صلاة وصيام، وخوف وتوكل، ورجاء، وغير ذلك. القبول والرضى، والإذعان لما تضمنته هذه العبارة من أحكام ومستلزمات، يتعيّن القيام بها، كوجوب تحكيم شرع الله مثلاً. الإقرار بها باللسان مع موافقة القلب لذلك. شروط لا إله إلا الله. الانقياد لما تضمنته هذه العبارة من أحكام، بشكل كامل غير منقوصٍ، ومن غير انتقائيَّة بدافع الهوى والمصلحة. الصدق، بأن يوافق لسانه قلبه في هذا الإقرار، وإلاَّ انطبق عليه وصف النفاق الذي هو إظهار الإيمان، وإخفاء الكفر. الإخلاص، وذلك أن يقصد بها وجه الله وحده عند التلفظ بها. المحبَّة لهذه العبارة، ولما تتضمنه من مقتضيات ومستلزمات، ولأهلها، وهم المؤمنون الملتزمون بها. تحقيق عقيدة الولاء والبراء من خلالها وعلى ضوئها، فيكون ولاؤه لله، ولرسوله، وللمؤمنين، ويكون براؤه من الكفر وأهله. إنّ للعمل بمقتضى عبارة التوحيد الخالص:لا إله إلا الله أثرٌ عظيم في سلوك المسلم، وفي حياته بشكل عام، يظهر في استقامة سلوكه في شتّى المجالات ومختلف الميادين، وله أثر كذلك على الأمّة الإسلاميّة بشكلٍ عام، يظهر في استقرار الأمّة، ورفعتها وعزتها، وعلو شأنها بين سائر الأمم.
وهي القول الثابت الذي ذكر الله عز وجل؛ إذ يقول تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ ﴾ [إبراهيم: 27]. وهي الكلمة الطيبة المضروبة مثلاً؛ إذ يقول تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ﴾ [إبراهيم: 24]. وهي سبب النجاة، كما في (صحيح مسلم) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله، و أن محمدًا رسول الله حرَّمَ الله عليه النار)). وهي سبب دخول الجنة، كما في (الصحيحين) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال: أشهد أن لا إله إلا الل ه وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله وابن أمته، وكلمتُهُ ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، وأن النار حق أدخله الله الجنة من أي أبواب الجنة الثمانية شاء))، وفي رواية: ((أدخله الله الجنة على ما كان من عمل)). وهي أفضلُ ما ذكر الله عز وجل به، وأثقلُ شيءٍ في ميزان العبد يوم القيامة، كما في (المسند) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن نوحًا عليه السلام قال لابنه عند موته: آمُرُك بـ (لا إله إلا الله) فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وُضِعنَ في كفة ووُضِعَت (لا إله إلا الله) في كفة لرجحت بهن (لا إله إلا الله)، ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كل حلقة مبهمة لفصَمَتهن لا إله إلا الله)).