الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد: فقد ذكر تعالى جماعة من الأنبياء - صلى الله عليهم وسلم - في سورة النساء، ثم قال: ﴿ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 165]. فبين تعالى في هذه الآية وظيفتهم، وهي دعوة الناس إلى الله تعالى تبشيرًا بالخير، وتحذيرًا من الشر، قال تعالى لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45، 46]؛ ثم أمره أن يبين لأمته أن هذه وظيفته ووظيفة أتباعه، فقال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108]. فالرسل وأتباعهم مأمورون بدعوة الناس إلى توحيد الله وطاعته، وإنذارهم عن الشرك به ومعصيته، وهذا مقام شريف، ومرتبة عالية لمن وفقه الله تعالى للقيام بها على الوجه الذي يرضي الله تعالى.
بتصرّف. ↑ سورة آل عمران، آية: 104. ↑ "أنواع الدعوة إلى الله تعالى " ، ، 2017-12-24، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-24. بتصرّف. ^ أ ب د. شاكر فرُّخ الندوي (2015-12-1)، "صفات الداعية" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-24. بتصرّف. فضل الدعوة إلى الله. ↑ ناصر بن سعيد السيف (2018-5-6)، "أهمية الدعوة إلى الله تعالى" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-11-14. بتصرّف. ↑ الدكتور صالح بن علي أبو عرَّاد، "من أخلاق الداعي إلى الله تعالى" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2018-10-24. بتصرّف.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] ولا يدخل في ذلك ما يأخذه من كلف بالدعوة من أجر من بيت المال. فضل الدعوة الى الله. [2] مجموع فتاوى ومقالات للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله (1/248، 333)، نقلًا عن كتاب نضرة النعيم (5/1959، 1960). [3] مجموع فتاوى ومقالات للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله (1/332). د. أمين بن عبد الله الشقاوي 64 14 253, 081
ثالثًا: دل قوله تعالى: { اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [يس:21]، وقوله تعالى: { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص:86] أن من توفر فيه هذان الأمران، كانت دعوته واجبة القبول، وهما: ألا يأخذ على دعوته أجرًا سوى ما يرجوه من ربه [1]، وأن يكون من المهتدين، وذلك يشمل هدايته في دعوته وهدايته في نفسه، وفي ضمن هذا التنبيه للداعي إلى الله كما يدعو الناس بقوله أن يدعوهم بعمله. رابعًا: الصبر في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، كما قال تعالى: { وَالْعَصْرِ. عشرون دليلاً على فضل الدعوة | معرفة الله | علم وعَمل. إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:1-3]، وقال تعالى: { فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ} [الأحقاف:35]. ومن لوازم الصبر ألا يستطيل الطريق ولا يستعجل النتائج، روى البخاري في صحيحه من حديث خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: "شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردته في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: « قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون »" ( صحيح البخاري:6943).
10- عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثلي كمثل رجل استوقد نارًا، فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن في النار، يقعنَ فيها، وجعل يحجزهنَّ ويغلبنه، فيقتحمن فيها، فذلك مثلي ومثلكم، أنا آخُذ بحُجَزِكم عن النار: هَلُمَّ عن النار، هلم عن النار، فتغلبوني، فتقتحمون فيها) [21]. في هذا الحديث دليل على أن دعوة جميع الأمة حكماء وعلماء وتجار وغيرهم إلى أن يبلغوا عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم هذا الدين، وأن يشرحوه للناس بشتى اللغات الحية المستعملة بأساليب واضحة، وأن يشرحوا محاسن الإسلام وحكمه وفوائده وحقيقته؛ حتى يعرفه أعداؤه، ويعرفه الجاهلون فيه، ويعرِفه الراغبون فيه [22]. [1] انظر: الدعوة الإسلامية بين التاريخ والمنهج، عاطف الفيومي، ص2. فضل الدعوه الي الله العريفي يوتيوب. [2] انظر: مفتاح دار السعادة، ابن قيم الجوزية، 1/ 154. [3] رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني برقم الحديث (6764). [4] انظر: شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، الطيبي، 2/ 683. [5] رواه مسلم في صحيحه برقم الحديث (3509). [6] انظر: الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج، جلال الدين السيوطي، 4/ 489. [7] رواه البخاري في صحيحه برقم الحديث (71).
والدعوة إلى الله تعالى تَكْفُل لأهلها أجر ما دعوا إليه من الطاعات: روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا» [17]. وروى الترمذي بسند صحيح عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ يَسْتَحْمِلُهُ، فَلَمْ يَجِدْ عِنْدَهُ مَا يَحْمِلُهُ فَدَلَّهُ عَلَى آخَرَ فَحَمَلَهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: «إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِهِ» [18]. والدعوة إلى الله تعالى امتثال لأمر الله سبحانه وتعالى، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل:125].