وسننتصر على الفساد وراعي الفساد، نحن الحقّ والسلطة ومن يرعاها (#حزب_الله) هم الباطل". وقال مغرد آخر على "تويتر" "أية مقاومة تحكوا عنها، مقاومة اعترف فيها حسن نصرالله أن سلاحه ومعاشاته من إيران". وكسرت المسيرات الاحتجاجية التي دخلت يومها السادس والعشرين، حاجز الخوف من التعرض لرموز لطالما شكّل انتقادها أحد الخطوط الحمراء على غرار الأمين العام لحزب الله ورئيس حركة أمل الشيعية نبيه برّي. ورفع المحتجون في كافة مناطق لبنان شعارات من قبيل "كلن يعني كلن.. نصرالله واحد منن (منهم)". ويثير هذا الأمر ارتباك حزب الله الذي لطالما حرص على التسويق لصورة في الداخل مفادها أنه الطرف الذي لا يقهر والذي هو فوق أي انتقاد، أو شبهات. ويقول مراقبون إن استخدام المتظاهرين لشعارات من قبيل "هيهات منا الذلة" هي رسالة موجهة بالخصوص لحزب الله وتكشف مدى تزايد حالة النقمة في صفوف اللبنانيين على سياسات الحزب وقياداته الذين رهنوا البلاد خدمة لأجندات إقليمية كلفت البلاد ثمنا باهضا سواء على مستوى عزوف الدول الداعمة تاريخيا للبنان عن تقديم يد المساعدة، أو في علاقة بإسقاط لبنان في فخ المساومات الدولية. العرب
شعار الحسين يوم عاشوراء، وشعار جميع الأحرار الذين لا يرضخون للظلم، ولا يستسلمون لسلطة الجبابرة. وهذه الجملة صرّح بها الإمام الحسين في إحدى خطبه يوم عاشوراء وجاء في مطلعها: "تباً لكم أيها الجماعة وترحاً…". وهو حين رأى إصرارهم على إرغامه على الاستسلام والبيعة في ذلك اليوم، أعلن رفضه قائلاً: "ألا وإنّ الدعي ابن الدعي قد تركني بين السلة والذلة، وهيهات له ذلك منّي، هيهات منا الذلة، أَبى الله ذلك لنا ولرسوله والمؤمنون، وحجور طهرت، وجدود طابت، وأُنوف حميّة، ونفوس أبيّة أن يؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام" (نفس المهموم:131، مقتل الخوارزمي 7:2، بحار الأنوار 83:45 مع اختلاف يسير في الألفاظ). وهذا النوع من النظرة إلى الحياة يعلّم الإنسان درساً ويجعله على مفترق طريقي الحياة ذليلاً أو الشهادة، واختيار عزة الشهادة، واعتبار الحياة الذليلة موتاً. أقرأ التالي منذ 4 أسابيع رمضان شهر الفرص منذ 4 أسابيع رمضان.. شهر التعبئة الإيمانية مارس 24, 2022 الشهيد مصطفى حمدان مارس 17, 2022 قادتنا عنوان ثباتنا – بوسترات قادة البصيرة
30 يونيو، 2021 270 زيارة ليلى عماشا يتغيّر الزمن، ومعه تتغيّر الكثير من المفاهيم الاجتماعية والسياسية، تنمو، تتطوّر، تتبدّل أو تضمحل. إلّا أنّ عبارة "هيهات منّا الذلّة" التي تختزن هذا القدر من المفاهيم الثابتة والأزلية كالثورة والتمسّك بالحقّ والصبر والتضحية، وككلّ ما حوت الثورة الحسينية من معانٍ إنسانية واجتماعية وسياسية، لا تتبدّل ولا تتغيّر. منذ احتدام الأزمة المعيشية في لبنان، والعبارة الثورية الخالدة تتردّد في كلّ يوم وفي كلّ مناسبة وفي كلّ تحليل وتنظير سياسي أو اجتماعي. للوهلة الأولى يسرّك أن تسمع العبارة الأحبّ إلى الروح، بل رافعة الروح، من أصوات لم تقارب يومًا الإرث الحسينيّ الثوريّ. تُسرّ لأجلهم على اعتبار أنّهم تمكنوا من حفظ وفهم العبارة الأعمق والأوضح في رسم الحدّ بين الحق والباطل، بين الثورة والخضوع، وبين الصبر والاستسلام. دقائق قليلة تفضح سوء الفهم المزري الذي استحكم في عقول بعض الأصوات التي تردّد العبارة وتقودك إلى المزحة المدرسية: "حافظ مش فاهم"، وإلى شيء من الإشفاق على من مكّنه البصر من قراءة "هيهات مِنّا الذّلة"، ومكّنته نعمة النطق من قولها، لكنّه حُرم نعمة فهم المضمون البسيط والواضح والعميق والعالي في آن لعبارة ما زال الزمان يحمل صداها وينثر منها في كلّ كربلاء، في كلّ أرض قُدّر لها أن تحمل معركة يحضر فيها الحقّ كله ضدّ الباطل كلّه.
المسعودي، علي بن حسین، إثبات الوصیة للإمام علي بن أبي طالب ، قم - إيران، الناشر: أنصاریان، ط 3، 1384 ش. قناة العالم الفضائية. موقع العهد الإخباري.
نعم، إنّ هذه الأنشطة جميعاً تنتمي إلى هذا المبدأ الديني وفقاً لأهداف أصحابها، وليس الدين ـ كما يخيّل لبعضنا ـ بعيداً عن مطالبة الإنسان بحقوقه بالعيش الكريم والحياة العزيزة الشريفة، فحفظ المؤمن لحق العزّة والكرامة لنفسه توجيهٌ إلهيّ، ولهذا قال الإمام الحسين بأنّ الذلّة يأباها له الله ورسوله و.. لأنّهما لا يقبلان بالعيش الذليل الخانع، بل يريدان من الناس السعي لتوفير عيش قوي يرفع رؤوسهم عالياً في أوطانهم وأينما ذهبوا، بدل أن يرمي بهم أذلاء في بقاع الأرض! وعلى هذا الأساس قلنا في بعض حواراتنا بأنّ سعي الإنسان للمطالبة بحقوقه لا يقوم في الفكر الديني على رغبة بتأليه الإنسان لنفسه، بل على طاعة لله وخضوع له سبحانه فيما أراده منّا أن نكون أعزاء نملك حقوقنا ولا نُسْلَبها أو نُغْتَصَبها، ولهذا كانت الحقوق في الإسلام نوعاً من الواجبات بمعنى من المعاني (انظر: حيدر حب الله، حوارات ولقاءات في الفكر الديني المعاصر 1: 467 ـ 468، حوار: الفقه الإسلامي والتنمية، مآزق ومفاتيح لتطوير عمليّة الاجتهاد). وبعبارة موجزة: هذا المبدأ يعني أنّ الإسلام يرفض الإنسان الذليل والمجتمع الذليل الضعيف، إنّه ـ كما في بعض النصوص ـ يرفض المؤمن الضعيف، فالإنسان في الإسلام يفترض أن يحافظ دائماً على عزّته وكرامته، ولا يضع نفسه في موضع الذلّ والهوان والخنوع طبقاً لإمكاناته وظروفه، إلى حدّ أنّه قد يلزمه في بعض الأحيان بذل نفسه ودمه وماله في سبيل الحفاظ على هويّته العزيزة الشريفة الكريمة.