الحق أن المتنبي ليس كغيره من الشعراء، وإذا أردنا أن ندرس قصيدته فما ينبغي لنا أن ندرسها كما ندرس أية قصيدة أخرى لأي شاعر آخر.. وإنما يجب أن نراعي خلال ذلك اعتبارات لن نستطيع مطلقا أن نفهم القصيدة ما لم نقف عندها مليا ونتأملها طويلا. فالمتنبي شاعر طموح كبير النفس، لازمه طموحه منذ أن كان صبيا حتى وافاه أجله وانتهى إلى نهايته.. وطموحه هذا هو الذي جعله في كثير نم الأحيان يخرج عن المألوف فيفخر بنفسه فخرا لا يدانيه فخر، ويعجب بقوته عجبا لا يماثله عجب، وينظر إلى نفسه على أنها من نفوس الملوك والأمراء وإن وضعتها المقادير غمطا وإجحافا في مصاف الشعراء الذين لا حول لهم ولا قوة: همتي همة الملوك وإن كا... ن لساني بري من الشعراء إذا فهمنا هذه الناحية من حياة أبي الطيب فقد وجدنا أنفسنا وجها لوجه أمام أعذار جمة نستطيع معها أن نقبل من المتنبي إسرافه في مدح كافور في يائيته. كافور الاخشيدي العبد الذي حكم مصر والشام واهانه المتنبي ! - YouTube. ذلك أن نفس أبي الطيب كانت تتململ بين جنبيه وتأبى أن تظل هكذا بعيدة عن العظمة التي خلقت لها بينما يتمتع بها أناس ليسوا بأحسن منه حالا ولا بأطول باعا ولا بأرسخ في العلم قدما. ولذا نراه يطلبها جادا وبأي ثمن فيمدح العبد ويقدم بين يديه الشعر الرفيع والقصيدة الخالدة وكأني بنفسه تكبر ذلك وتأباه، وكأني به ينكر ويكذب ما يقول ولكنه يرضاه مرغما ليشبع في نفسه نهما إلى الملك والعظمة وكبار الأمور.
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم. وقضية المتنبي مع كافور يسيرة جدا بالقياس إلينا وإن ظهرت للشاعر ولمعاصريه عسيرة معقدة فهي تنحل في حقيقة الأمر إلى أن المتنبي أحس القلق والضيق عند سيف الدولة فعرض بالتحول عنه إلى مصر. المتنبي كان ماكينة بشرية لإبداع الحكمة لا يكف عن إطلاق تحفه الشعرية حتى وسط موجات السباب. المتني يهجو كافورا ----- بعد ان خرج من مصر انهالت قصائد المتنبي في هجاء كافور الاخشيدي ومن قصائده هذه القصيدة الجميلة ----- أما. المهم قصد المتنبي مصر وكان يحكمها كافور الاخشيدي الحبشي وكانت فترة حياته ما بين 292 357 هـ بعد وصية مؤسس الدولة الاخشيدية محمد طغج بقيادته للبلاد بعد وفاته لما رأى من مواهبه بعد فترة من استعباده وحكم مصر خلال. 142128 likes 6960 talking about this. المتنبي يهجو كافورا الإخشيدي بقلم الدكتور. المتنبي يهجو كافورا دخل المتنبي على كافور الاخشيدي وهو غير منتعل فرأى التشققات في قدمه وكم هي قبيحة فخرج من عنده يهجوه قائلا. بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته قصده للمتنبي يهجو فيها كافور الاخشيدي قراتها في ديوانه واحببت ان انقلها لكم مع شرحها. شرح قصيدة المتنبي في هجاء كافور الاخشيدي. المتنبي هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد أبو الطيب الجعفي الكوفي ولد سنة 303 هـ في الكوفة بالعراق.
إنه لم يكن يحمِل همَّ أمَّة أو دِين، ولم يكن معنيًّا بمذهب أو عدْل مَن يتَّصل به من الولاة، فقد اتَّصل بسيف الدولة الحمداني، ورغم شجاعته وعطائه إلا أنه كان شيعيًّا كثير الضرَر بأهل السُّنة، قال ابنُ كثير واصفًا حال حلب عندما غزاها الدمستق: "... وكذلك حاكمهم ابن حمدان كان رافضيًّا يحب الشيعة ويبغض أهل السُّنَّة، فاجتمع على أهل حلب عِدَّة مصايب"؛ [ البداية والنهاية (11/255)] ، وقد يجوز لنا إضافة المتنبي إلى قائمة المصايب تلك؛ لأنَّه آلة الإعلام التي كانتْ تُبجِّل الحاكم وتُخفي عيوبه. هجاء المتنبي لكافور الإخشيدي | المرسال. ثُم قصَد المتنبي بعد ذلك ( كافورًا) في مصر، وقدْ مدحَه بأنفس القصائد، فلمَّا رأى أنه لم يجد بُغيتَه عنده هجاه بأقذعِ ما أملتْه عليه موهبتُه الشعرية مِن هجاء، ثم لاذ بالهرَب من مصر خفية، واتَّصل بعد ذلك بعضد الدولة البُويهي، الذي تمكَّن من حكم بغداد في تلك الفترة، وقال فيه شعرًا رائقًا، وعضد الدولة كان شيعيًّا رافضيًّا يَكْرَه أهل السنة ويُحيي البدع، حتى تلقَّب بما لا يَنبغي من الألقاب فلُقِّب بـ( شاهنشاه)، وهي تعني: ( ملك الملوك). ونعود إلى كافور الإخشيدي لنرَى: هل كان أهلاً لهجاء المتنبي اللاحِق، أم كان أهلاً لما سبَق من الثناء؟ إذا نظرْنا من جانب الاقتدار والمواهب ومِن جانب التديُّن، فنحن أمام رجل ( كان شهمًا شجاعًا، ذكيًّا، جيِّدَ السيرة، مدَحَه الشعراء)؛ هكذا قال ابنُ كثير عنه في تاريخه.
لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي شَيْئًا تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ يبين المتنبي أنه انصرف عن اللهو والعشق والهوى والغزل بسبب نوائب الدهر ومصائبه المتتابعة، وانصرف في حياته إلى الجد ومواجهة الصعاب وطلب العلى. يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟ يعني أنه لا يطرب لشرب الخمر ولا يؤثر فيه إنما تزيده همًا وكدرًا وحزنًا، ولعل ذلك بسبب بعد الأحبة الذين ذكرهم في مطلع القصيدة. أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ يستفهم المتنبي مستنكرًا من نفسه قائلًا، لماذا لا تؤثر هذه الكؤوس من الخمر وهذه الأغاني وكأن الجسد والروح صاروا أصلب من الصخر. قصيده المتنبي في هجاء كافور. إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَةً وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ يعود ليتحسر على فقدان الأحبة ويقول إنه لو طلب الخمرة لوجدها حاضرة أمامه ولكن طلبه للأحبة بعيد المنال وغير موجود أمامه. ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ يبدأ المتنبي بالتلميح لحزنه بسبب خدمته في قصر كافور ويبين أنه لم ير في الحياة إلا الهم والحزن، ويتعجب أنه محسود على هذا الأمر؛ أي خدمته لكافور.
من هو كافور الإخشيدي هو أبو المسك كافور الإخشيدي ولقب كافور بالليثي السوري، وهو من رقيق الحبشة، جاء إلى مصر وكان عبدًا لدى الملك محمد بن طغج الإخشيدي مؤسس الأسرة الإخشيدية التي قامت على حكم مصر والشام منذ القرن الرابع الهجري. قصة المتنبي مع كافور الإخشيدي | قصص. وقد دام حكم كافور الإخشيدي على الدولة الإخشيدية وحكم مصر لمدة 23 عامًا، وهو الملك الرابع لهذه الدولة، ويرجع له الفضل في بقاء هذه الدولة قوية ومتماسكة لفترة من الزمن، وقد اشتراه الإخشيد من عبيد النوبة، وكان وفيًا للملك وبعد وفاة محمد بن طغج الإخشيدي تولى الوصاية على أبنائه فحكم كافورٌ مصرَ والشام، وصياً على ابنه أونجور، ثم ابنه علي، أبناء الإخشيد، لكنه كان الحاكم الفعلي للبلاد، ولقد كان هجاء المتنبي لكافور الإخشيدي من أبرز الأشعار التي علقت حول سيرة كافور الإخشيدي إلى يومنا هذا. قام الخليفة العباسي المطيع لله بتقليد كافور الإخشيدي ملكاً رسمياً على الدولة الإخشيدية، بعد وفاة عليّ بن الإخشيد في القرن العاشر الميلادي، فقام على حكم مصر حتى توفي عام 967 ميلاديًا ودفن في القدس. ولقد كان شخصية رائعة ومثلًا يحتذى به في القوة والإخلاص، لكن من سوء حظه أنه وقع فريسةً لأطماع المتنبي فبعد أن مدحه بالقصائد نزل عليه بالهجاء بعد أن تملص من تقليد المتنبي على أي منصب في الدولة الإخشيدية، مما لطخ سمعته لأجيال وأجيال حتى يومنا هذا.
أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِنًا وَيَدًا أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ يبين المتنبي أن الغنى الحقيقي هو الغنى المعنوي، وهو الغني لأنه أمسى وهو في راحة وخازنه في راحة وذلك لأنه لا يملك ما يخاف عليه ويريد حفظه من الأموال. إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ عَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ يشكو حزنه على الوضع الذي يعيشه في مصر وأنه نزل عند قوم يكذبون عليه فلا هم يحسنون ضيافته ولا هم يتركونه يرحل عنهم. جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ هؤلاء القوم كانوا كرماء بوعودهم الكاذبة، بينما الكرم الحقيقي للرجل هو بالعطاء، ثم يدعو عليهم بأن يزولوا هم وهذا الكرم الكاذب. معاني المفردات في قصيدة العيد من خلال ما تبين من شرح لأبيات قصيدة العيد للمتنبي تتضح القدرة الأدبية في إيصال الفكرة عند المتنبي مستخدمًا الوصف البديع، والتشبيه الذي يوضح الصورة للمتلقي، إضافة إلى ما فيها من التعابير القوية واللغة المتينة والتي تدل على القدرة الأدبية الكبيرة عند المتنبي، وفي هذه القصيدة بعض المفردات الغريبة التي يمكن شرحها: البيداء: الصحراء. وجناء حرف: الناقة الضامرة.