ومما تجدر الإشارة إليه في الفروق بين الكتابين أن أحاديث عُمْدَة الأحكام كلها مأخوذة من الصحيحين البخاري ومسلم، وقليل منها ما هو في أحدهما دون الآخر. أما أحاديث بلوغ المَرَام فمأخوذة من الصحيحين وغيرهما، فليست كلها صحيحة، بل فيها بعض الضعيف، وهو كتاب مشهور ومتداول، وعناية أهل العلم به فائقة. خامسًا: المؤلفات في أحاديث الأحكام: للكتابين المشار إليهما شروح كثيرة، فمن شروح العُمْدَة: إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام، لابن دقيق العيد (ت: 702هـ)، ومن شروح البلوغ: سُبُل السلام، لمحمـد بن إسماعيل الصنعاني (ت: 1182هـ)، ومن الشروح المعاصرة على الكتابين والمشهورة والمتداولة بكثرة، والنافعة جدًا لا سيما للمبتدئين والمتوسطين: تيسير العلام شرح عُمْدَة الأحكام (في مجلد واحد كبير، أو مجلدين)، وتوضيح الأحكام من بلوغ المرام (سبعة مجلدات) كلاهما للشيخ عبدالله البَسَّام ( ت: 1423هـ). آيات وأحاديث الأحكام ، عددها والمؤلفات فيها - طريق الإسلام. وقد طبعا عدة طبعات، ويتميز الشارح بالاهتمام بذكر الأمثلة العصرية وما يحتاجه الناس، والبعد عن المسائل المهجورة والتي لم يعد لها وجود في الواقع المعاصر. "نسأل الله أن يجعَلَ صُدُورَنَا أَوْعِيَةَ كِتَابِهِ، وآذَانَنَا مَوَارِدَ سُنَنِ نَبِيِّهِ، وهِمَمَنَا مَصْرُوفَةً إِلى تَعَلُّمِهِمَا والبَحْثِ عَنْ معانيهما وغَرَائِبِهِمَا، طالِبِينَ بذلك رضا رَبِّ العالمين، ومُتَدَرِّجِينَ به إِلى عِلْمِ المِلَّةِ والدِّينِ" ( [6]).
إلا إنه في كتابتهم، ومنهجهم حسكة (أي شوكة) حيث انطلقوا إلى كل آية يستشهد بها ابن قدامه على مسالة فقهية؛ فيجعلونها رأساً لمسألة فقهية يقومون بدراستها دراسة موازنة بأقوال الفقهاء، ومفسري آيات الأحكام على المذاهب الثلاثة الأخرى، فكانت كتاباتهم غير كاشفة لاستنباطات أبي محمد ابن قدامه في التفسير من جهة، وتكراراً لتحرير مسائل فقهية مبثوثة، ومعروفة من جهة أخرى, ولو اهتم أحدهم بجمع استنباطات ابن قدامه التفسيرية من آيات الأحكام؛ لكان نافعاً، وأقل كلفة في الوقت، والجهد، والمال. بحث : كتب آيات الأحكام عند الحنابلة - ملتقى أهل التفسير. ولإثراء المكتبة التفسيرية في آيات الأحكام خاصة عند الحنابلة يجب الالتزام بأمرين: أولهما: حسن الانتقاء، بمعنى أنه ليس كل من كتب وصنف يملك حساً تفسيريًا يصلح للجمع، والإبراز. الثاني: ضبط المنهج المتبع في الدراسة والبحث، فيحصر البحث في الاستنباطات التفسيرية التي يوضح مأخذ الحكم من الآية دون العموميات المتبعة عادة في الاستشهاد المجرد. وهناك بعض التصانيف الحنبلية التي جمعت بين أحاديث الأحكام وآيات الأحكام منها: - كتاب ( إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة) فهو لجمال الدين أبي المظفر السُّرَّمرِّي يوسف بن محمد بن مسعود الحنبلي ت 776هـ, طبع لأول مره في عام 1427 هجري.