دليل القرآن الكريم على أن السبع الموبقات من كبائر الذنوب السبع الموبقات من كبائر الذنوب، وقد وضح الله سبحانه وتعالى ذلك في بعض الآيات القرآنية. فقد قال تعالى {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا}[النساء: 48]. "إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ" [المائدة:72]. السبع الموبقات الزنا مع. وقال تعالى: "وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" [الزمر:65]. وقال تعالى: "مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ" [التوبة:17]. حيث قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}[الفلق: 4]. حيث قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.
قوله: ((يوم الزحف))؛ أي: القتال حين يزحفون؛ أي: يمشون إلى العدوِّ. وقوله: ((وقذف)): نسبة أحد إلى الزِّنا. قوله: ((المحصنات)): جمع محصَنة، بفتح الصاد وكسرها، كلاهما جائز؛ أي: التي أحصنها الله تعالى وحفظها من الزِّنا، وبكسرها: اسم فاعل، وهي التي حفظت فرجَها من الزِّنا، وهن العفيفات. قوله: ((المؤمنات)): احترز به عن قذف الكافرات؛ فإن قذفهن ليس من الكبائر وإن كانت ذميَّة، فقذفها من الصغائر لا يُوجِب الحَدَّ، وفي قذْفِه الأَمَةَ المسلمة التعزير دون الحَدِّ. قوله: ((الغافلات)): كناية عن البريئات؛ لأن البريء غافل عما بهت به من الزِّنا. وهن هنا الغافلان عما نسب إليهن [7]. السبع الموبقات الزنا من. وإذا كان المقذوف رجلًا يكون القذف أيضًا من الكبائر، ويجب الحَدُّ أيضًا. السبع الموبقات: أولها: الشرك بالله الخالق القادر واهب الحياة وسابغ النِّعَم. وثانيها: السحر والتغرير وخداع المسلمين وتزوير خلق الله. وثالثها: قتل النفس المعصومة التي حرم الله قتلها. ورابعها: أكل مال اليتيم واستغلال ضَعفه وعجزه عن الدفاع عن نفسه. وخامسها: أكل الرِّبا، واستغلال حاجة المحتاج، والزيادة عليه في القرض. وسادسها: الفرار جُبْنًا أمام أعداء الإسلام حين القتال، وبَثُّ رُوح الخور والوهن في نفوس المسلمين.
وسابعها: الاستهتار بأعراض المسلمين وتناولهم باللسان، وطعنهم وقذفهم بالزِّنا من غير دليل [8]. عدم اختصاص الكبائر بما جاء في الحديث: هذه السبع جاءت في هذا الحديث، ولا يعني ذلك أن الكبائر محصورة فيها؛ فإن الكبائر أكثر من ذلك، وكل ما جاء من أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تدل على أن هذا العمل كبيرة، فإنه يلحق بها؛ ولهذا ذكر العلماء أكثر من هذا العدد، أخذوه من الأحاديث، ومن الآيات الكريمة، والإمام الذهبي رحمه الله ألَّف كتابًا في الكبائر أوصل الكبائر فيه إلى سبعين كبيرة، وجعل آخر الكبائر سَبَّ الصحابة؛ لأن سَبَّ الصحابة من أكبر الكبائر. الجرائم الموبقة والسبع المهلكة. أقسام الشرك: الشرك نوعان: شرك أكبر، وشرك أصغر. النوع الأول: الشرك الأكبر: وهو مُخرِج من الملَّة، ومُحبِط لجميع الأعمال، وصاحبُه حلالُ الدم والمال، ومُخلَّد في النار إذا مات ولم يَتُبْ منه. النوع الثاني: الشرك الأصغر: وهو ما سمَّاه الله ورسولُه شركًا، ولم يصل إلى الشرك الأكبر، ينقص التوحيد، ولا يخرج من الملَّة، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر. والشرك الأصغر نوعان: الأول: شرك ظاهر على اللسان والجوارح، وهو أقوال وأفعال: فالأقوال؛ كالحلف بغير الله، وقول ما شاء الله وشئتُ، أو توكَّلْتُ على الله وعليك، أو لولا الله وفلان، أو هذا من بركات الله وبركاتك، أما الأفعال؛ فكلبس الحلق والخيط لرفع البلاء، وتعليق التمائم خوفًا من العين وغيرها.
وهناك الشرك الأصغر وهو ينقسم إلى الشرك بالأفعال والشرك بالأقوال. السحر وهو من أعظم الذنوب، ففيه يستعين الإنسان بالجن حتى يُلحق الأذى بغيره، سواء بالتخيل الذي يجعل الإنسان يرى الشيء على غير حقيقته، أو بالأقوال والأفعال. وقد حُرم السحر لأن فيه نوع من أنواع الشرك بالله، فيؤمن الساحر بأن قدرات الجن تفوق قدرة الله سبحانه وتعالى، لذلك اتفق جميع العلماء على تحريمه. قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق من أكبر الجرائم وأعظمها هي أن يقتل الإنسان نفس أخرى وهي من كبائر الذنوب، وقد قال الله تعالى في سورة النساء "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا". وعقوبة هذه الجريمة هي القصاص إلا إذا قبل أهل المقتول الدية، وإذا كان القتل عن غير عمد فعلى القاتل تحرير رقبة أو صيام شهرين متتاليين، ويُخلد القاتل حتى النهاية في النار إن كان يستحل القتل، وإن لم يكن يستحله فخلوده في النار مؤقت، والمقصود بقوله "إلا بالحق" أي وجود ما يوجب القتل، مثل قتل قاطع الطريق والسارق ورجم الزاني المحصن حتى الموت. السبع الموبقات الزنا يرث. أكل مال اليتيم والمقصود باليتيم هو الطفل الذي توفي والده قبل أن يصل إلى سن البلوغ، والمقصود بأكل ماله هو عدم حفظ حقوقه والاستيلاء عليها بغير حق، وذلك بدلًا من الإحسان إلى ذلك اليتيم والحفاظ على حقوقه حتى يبلغ سن الرشد ويستطيع التصرف فيما يملك.
الديوث: قال صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه ، والديوث ، ورجلة النساء) [النسائي والحاكم وأحمد]. والديوث هو الذي يرضى الخبث في أهله. عدم التنزه من البول: وهو من فعل النصارى قال تعالى: { وثيابك فطهر} وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين فقال: ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان لا يتنزه من بوله ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة)[ متفق عليه]. الخيانة: قال تعالى: { وإن الله لا يهدي كيد الخائنين}. وقال صلى الله عليه وسلم: ( أد الأمانة لمن ائتمنك ،ولا تخن من خانك). الكبائر السبع هن الموبقات السبع - إسلام ويب - مركز الفتوى. التعلم للدنيا وكتمان العلم: قال تعالى: { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}. وقال صلى الله عليه وسلم: ( من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة) يعني ريحها [أبو داود]. المنان: قال تعالى: {ياأيهاالذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} وقال صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفًا ولا عدلاً: عاق ، ومنان ، ومكذب بالقدر) [الطبراني وابن عاصم].
إن الله سبحانه وتعالى حرَّم المحرمات وجعلها على مراتب، فجعل منها الصغائر والكبائر الموبقات، وهذه المادة بصدد الحديث عن إحدى هذه الموبقات ألا وهي فاحشة الزنا الذي ذمها الله سبحانه وتعالى في جميع الأديان والشرائع، وسد جميع الأبواب الموصلة إليها ورتب على ارتكابها العقوبات العديدة في الدنيا، والعذاب الأليم في الآخرة.
[٢٠] [٢١] التولّي يوم الزّحف يوم الزَّحف هو يوم ملاقاة العدو، وسُمِّي زحفاً كناية عن المشي الثَّقيل، وقد عرَّفه ابن العربي بساعة القتال، أمَّا التَّولّي فهو التَّخلُّف والهرب قبل المعركة أو خلالها، وقد حذَّر الله -تعالى- وشدَّد على عباده من التَّولّي عن القتال وترك ساحة المعركة. السبع الموبقات - ويكيبيديا. [٢٢] قال الله -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا لَقيتُمُ الَّذينَ كَفَروا زَحفًا فَلا تُوَلّوهُمُ الأَدبارَ* وَمَن يُوَلِّهِم يَومَئِذٍ دُبُرَهُ إِلّا مُتَحَرِّفًا لِقِتالٍ أَو مُتَحَيِّزًا إِلى فِئَةٍ فَقَد باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّـهِ وَمَأواهُ جَهَنَّمُ وَبِئسَ المَصيرُ) ، [٢٣] فمن الكبائر أن يخذل المسلم أخاه في القتال ويتركه للعدو دون مساعدته والدفاع عنه. [٢٤] قذف المحصنات الغافلات المؤمنات قذف المحصنات هو رمي المرأة العفيفة واتّهماها بالزِّنا أو اللِّواط أو الشَّهادة عليها دون اكتمال أوجه الادّعاء، وقذف المحصنات حرامٌ شرعاً، ويُلعن قاذف المحصنات في الدُّنيا والآخرة، وينتظره عقابٌ شديدٌ من الله -تعالى-. [٢٥] وقد بيَّن الله -تعالى- ذلك في كتابه بقوله: (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) ، [٢٦] ولأنَّ من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ العِرض، وبقذف المحصنات اتّهامٌ صريح بسمعة النِّساء المؤمنات بما ليس فيهنَّ، اعتُبر هذا الفعل من كبائر الذنُّوب.