من كلّ ذلك نخلص إلى أنّ القول بأن الشيعة هم قتلة الحسين عليه السلام قول باطل لم يدلّ عليه دليل ولم تنهض به حجّة. ولو سلّمنا جدلاً بأن الذين باشروا قتل الحسين عليه السلام كانوا من الشيعة فلا يخفى أن الآمرين بذلك كانوا من أهل السنّة ، فيكون المشترك في قتله عليه السلام بعض الشيعة وبعض أهل السنّة. على أنه لا يمكن أن يُحمَّل مذهب من المذاهب مسؤوليّة فعل صدر من بعض أتباعه الذين كانت لهم دوافع سيّئة أو مآرب شخصيّة ، لأن إبطال المذاهب يكون بالأدلّة الصحيحة لا بتصرّفات المنتسبين إليها. عاجل | مقتل الامام الحسين وسبي نسائه وحرق الخيام | اتحداك تكمل الفيديو بدون ما تبكي| اشترك بالقناة - YouTube. المصدر: موقع الشيخ علي ال محسن
وكلّ هؤلاء لا يُعرفون بتشيّع ولا بموالاة لعلي عليه السلام. رابعاً: أن الحسين عليه السلام قد وصفهم في يوم عاشوراء بأنّهم شيعة آل أبي سفيان ، فقال عليه السلام: ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان! إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عُرُباً كما تزعمون [ راجع مقتل الحسين للخوارزمي 2 / 38. بحار الأنوار 45 / 51. المقتل الامام الحسين ع. اللهوف في قتلى الطفوف ، ص 45]. ولم نرَ بعد التتبع في كلّ كلمات الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء وخُطَبه في القوم واحتجاجاته عليهم أنه وصفهم بأنّهم كانوا من شيعته أو من الموالين له ولأبيه. كما أنّا لم نرَ في كلمات غيره عليه السلام من وصفهم بهذا الوصف ، وهذا دليل واضح على أن هؤلاء القوم لم يكونوا من شيعة أهل البيت عليهم السلام ، ولم يكونوا من مواليهم. خامساً: أن القوم كانوا شديدي العداوة للحسين عليه السلام ، إذ منعوا عنه الماء وعن أهل بيته ، وقتلوه سلام الله عليه وكلّ أصحابه وأهل بيته ، وقطعوا رؤوسهم ، وداسوا أجسامهم بخيولهم ، وسبوا نساءهم ، ونهبوا ما على النساء من حلي... وغير ذلك. قال ابن الأثير في الكامل 4 / 80: ثمّ نادى عمر بن سعد في أصحابه مَن ينتدب إلى الحسين فيُوطئه فرسه ، فانتدب عشرة ، منهم إسحاق بن حيوة الحضرمي ، وهو الذي سلب قميص الحسين ، فبرص بعدُ ، فأتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتّى رضّوا ظهره وصدره.
وفي حديث لعبد الله بن مطيع مع الإمام الحسين عليه السلام وهو في طريقه إلى مكة قال له فيه: (فالزم الحرم، فأنت سيد العرب في دهرك هذا.... ). وقال ابن الاثير: (فقال الناس لسنان بن أنس النخعي: قتلت الحسين بن علي وأبن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قتلت اعظم الناس خطراً..... لماذا قتل الإمام الحسين عليه السلام ؟. ). وقد قال من شقي بحمل رأسه الشريف مخاطباً أسياده الظالمين: أوقر ركابي فضة أو ذهبا إني قتلت السيد المحجّبـــــــا قتلت خير الناس أمّاً وأبا وخيــرهم إذ ينسبون نسبــا وقد جاء في كتاب عبد الله بن جعفر له عليه السلام محاولاً صرفه عن المسير: (أما بعد فإني أسألك بالله لما انصرفت حين تقرأ كتابي هذا، فإني مشفق عليك من هذا الوجه أن يكون فيه هلاكك، واستئصال أهل بيتك، إن هلكت اليوم طفئ نور الأرض، فإنك علم المهتدين، ورجاء المؤمنين، فلا تعجل.. ). وقال عبد الله بن مطيع: (أذكرك الله يا بن رسول الله وحرمة الإسلام أن تنتهك، انشدك الله في حرمة قريش، أنشدك الله في حرمة العرب، فوالله لئن طلبت ما في أيدي بني أمية ليقتلنك، ولئن قتلوك لا يهابوا بعدك أحداً أبداً..... ). وروى ابن سعد مسنداً قال: (مرّ حسين بن علي على أبن مطيع، وهو ببئره قد أنبطها، فنزل حسين عن راحلته، فاحتمله ابن مطيع احتمالاً حتى وضعه على سريره، ثم قال: بأبي وأمي أمسك علينا نفسك، فو الله لئن قتلوك ليتخذنا هؤلاء القوم عبيداً).
ان عدم استفادة الناس من وجود النبي (صلى الله عليه وآله) والالتصاق به لكسب العلوم والمعارف الإلهية ، وقرب عهدهم بالإسلام مما يجعل كثيرا من الترسبات الجاهلية تعيش في اوساطهم بالإضافة الى تأثيرات المنافقين وممن فقدوا السيطرة والتحكم في المجتمع ، كانت اسبابا متداخله في جعل كثير من المسلمين لا يفهمون اهمية أهل البيت (عليهم السلام) في اكمال مسيرة النبي (صلى الله عليه وآله) مما ادى الى الابتعاد وعدم الدفاع عنهم ، بل اعتبروا الخلاف عائلي في اوساط قريش وكأنهم لا دور لهم في الحضور ورسم خارطة الحقّ. منها: نشؤ حياة الترف المادي والابتعاد عن الإسلام ، نتيجة الفتوحات الإسلامية التي احدثت نقلة نوعية من حيث المعيشة في الجزيرة العربية. كتاب مقتل الإمام الحسين (ع). ان جمع المال يؤدي الى حالة عدم الرغبة في الدخول في الصراعات خشية على المصالح الدنيوية. فيمتنع عن الوقوف الى جانب الحقّ. السبب الرابع في قتل الإمام الحسين (عليه السلام) ، الفساد الاخلاقي الذي اقحمه الامويون في اوساط المسلمين ، ولا شك ان الفساد له دور كبير في تحطيم الروح الدينية بين الناس مما يجعلهم لا يبالون باتباع الحقّ والوقوف الى جانبه ، فيقتل الإمام الحسين (عليه السلام) ولا يخرج معه إلا عدد قليل من المسلمين.
البداية والنهاية 8/183). وقال ثالث للحسين عليه السلام وأصحابه: إنها ـ يعني الصلاة ـ لا تُقْبَل منكم (البداية والنهاية 8/185). وقالوا غير هذه من العبارات الدالة على ما في سرائرهم من الحقد والبغض لأمير المؤمنين وللحسين عليهما السلام خاصة ولأهل البيت عليهم السلام عامة. سابعاً: أن المتأمِّرين وأصحاب القرار والزعماء لم يكونوا من الشيعة، وهم يزيد بن معاوية، وعبيد الله بن زياد، وعمر بن سعد، وشمر بن ذي الجوشن، وقيس بن الأشعث بن قيس، وعمرو بن الحجاج الزبيدي، وعبد الله بن زهير الأزدي، وعروة بن قيس الأحمسي، وشبث بن ربعي اليربوعي، وعبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي، والحصين بن نمير، وحجار ابن أبجر. المقتل الامام الحسين في كربلاء. وكذا كل من باشر قتل الحسين أو قتل واحداً من أهل بيته وأصحابه، كسنان بن أنس النخعي، وحرملة الكاهلي، ومنقذ بن مرة العبدي، وأبي الحتوف الجعفي، ومالك بن نسر الكندي، وعبد الرحمن الجعفي، والقشعم بن نذير الجعفي، وبحر بن كعب بن تيم الله، وزرعة بن شريك التميمي، وصالح بن وهب المري، وخولي بن يزيد الأصبحي، وحصين بن تميم وغيرهم. بل لا تجد رجلاً شارك في قتل الحسين عليه السلام معروفاً بأنه من الشيعة، فراجع ما حدث في كربلاء يوم عاشوراء ليتبين لك صحة ما قلناه.