وأيضا السياق والسباق يأبيان أن يكون المراد وراثة المال كما لا يخفى على منصف، والظاهر أن الرواية عن الحسن غير ثابتة، وكذا الرواية عن أئمة أهل البيت - رضي الله تعالى عنهم - فقد سمعت في رواية الكليني عن الصادق - رضي الله تعالى عنه - ما ينافي ثبوتها، ووراثة غير المال شائعة في الكتاب الكريم فقد قال عز من قائل: ثم أورثنا الكتاب ، وقال سبحانه: فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب ولا يضر تفاوت القرينة، فافهم. وكان عمره يوم توفي داود - عليهما السلام - اثنتي عشرة سنة أو ثلاث عشرة، وكان داود قد أوصى له بالملك، فلما توفي ملك وعمره ما ذكر، وقيل: إن داود - عليه السلام - ولاه على بني إسرائيل في حياته، حكاه في البحر. وقال تشهيرا لنعمة الله تعالى، وتعظيما لقدرها، ودعاء للناس إلى التصديق بنبوته بذكر المعجزات الباهرات التي أوتيها لا افتخارا يا أيها الناس الظاهر عمومه جميع الناس الذين يمكن - عادة - مخاطبتهم. وقال بعض الأجلة: المراد به رؤساء مملكته وعظماء دولته من الثقلين وغيرهم، والتعبير عنهم بما ذكر للتغليب، وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الأوزاعي أنه قال: الناس عندنا أهل العلم. علمنا منطق الطير أي: نطقه وهو في المتعارف: كل لفظ يعبر به عما في الضمير مفردا أو مركبا، وقد يطلق على كل ما يصوت به على سبيل الاستعارة المصرحة، ويجوز أن يعتبر تشبيه المصوت بالإنسان، ويكون هناك استعارة بالكناية، وإثبات النطق تخييلا، وقيل: يجوز أيضا أن يراد بالنطق مطلق الصوت على أنه مجاز مرسل وليس بذاك.
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد كل الأقسام | المكتبة المرئية المكتبة المقروءة المكتبة السمعية مكتبة التصميمات كتب د. خالد الجريسي كتب د. سعد الحميد من الاستفادات من رمضان.. فضل الاستقامة على أوامر... حسام العيسوي إبراهيم خطبة في وداع رمضان خميس النقيب أكوفي ومدني؟ (WORD) عثمان بن علي بندو ليلة القدر رائدة موسى خصائص يوم الجمعة (PDF) محمد حسن عباس الجملة الوصفية في النحو العربي (PDF) أ. د. شعبان صلاح شهر الله المحرم وصيام عاشوراء (PDF) د. محمد رفيق مؤمن الشوبكي التصوير الفني في الحديث النبوي (PDF) د. محمد بن لطفي الصباغ الأصناف المختلف في إجزائها في زكاة الفطر محمد حسن عباس الدرة الثمينة فيما رواه ابن حبان عن الأئمة... أبو الحسن علي بن حسن الأزهري أثر عمل القلب على تلاوة القرآن وتدبره (PDF) د. إبراهيم بن حسن الحضريتي زاد التقى في أخلاق النبي المصطفى صلى الله عليه... صلاح عامر قمصان شبكة الألوكة / مكتبة الألوكة / المكتبة السمعية / منوع المحاضر: الشيخ علي الطنطاوي تاريخ الإضافة: 16/1/2013 ميلادي - 5/3/1434 هجري زيارة: 3477 العنوان Mp3 Real تحميل استماع التاريخ علمنا منطق الطير 719 28 16-01-2013 أضف تعليقك: إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد الاسم البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار) الدولة عنوان التعليق نص التعليق رجاء، اكتب كلمة: تعليق في المربع التالي مرحباً بالضيف الألوكة تقترب منك أكثر!
وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) قوله تعالى: وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء قال الكلبي: كان لداود صلى الله عليه وسلم تسعة عشر ولدا فورث سليمان من بينهم نبوته وملكه ، ولو كان وراثة مال لكان جميع أولاده فيه سواء; وقاله ابن العربي; قال: فلو كانت وراثة مال لانقسمت على العدد; فخص الله سليمان بما كان لداود من الحكمة والنبوة ، وزاده من فضله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده. قال ابن عطية: داود من بني إسرائيل وكان ملكا وورث سليمان ملكه ومنزلته من النبوة ، بمعنى صار إليه ذلك بعد موت أبيه فسمي ميراثا تجوزا; وهذا نحو قوله: العلماء ورثة الأنبياء ويحتمل قوله عليه السلام: إنا معشر الأنبياء لا نورث أن يريد أن ذلك من فعل الأنبياء وسيرتهم ، وإن كان فيهم من ورث ماله كزكرياء على أشهر الأقوال فيه; وهذا كما تقول: إنا معشر المسلمين إنما شغلتنا العبادة ، والمراد أن ذلك فعل الأكثر. ومنه ما حكى سيبويه: إنا معشر العرب أقرى الناس للضيف. قلت: قد تقدم هذا المعنى في ( مريم) وأن الصحيح القول الأول لقوله عليه السلام: إنا معشر الأنبياء لا نورث فهو عام ولا يخرج منه شيء إلا بدليل.
وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين. قال سليمان هذه المقالة في مجمع عظيم; لأن لهجة هذا الكلام لهجة خطبته في مجمع من الناس الحاضرين مجلسه من الخاصة والسامعين من العامة.
وورث سليمان داود أي قام مقامه في النبوة والملك، وصار نبيا ملكا بعد موت أبيه داود - عليهما السلام - فوراثته إياه مجاز عن قيامه مقامه - فيما ذكر - بعد موته، وقيل: المراد وراثة النبوة فقط، وقيل: وراثة الملك فقط، وعن الحسن - ونسبه الطبرسي إلى أئمة أهل البيت - أنها وراثة المال، وتعقب بأنه قد صح: «نحن [ ص: 171] معاشر الأنبياء لا نورث» وقد ذكره الصديق والفاروق - رضي الله تعالى عنهما - بحضرة جمع من الصحابة، وهم الذين لا يخافون في الله تعالى لومة لائم، ولم ينكره أحد منهم عليهما. وأخرج أبو داود ، والترمذي ، عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - يقول: «إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر». وروى محمد بن يعقوب الرازي - في الكافي - عن أبي البحتري ، عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال ذلك أيضا. ومما يدل على أن هذه الوراثة ليست وراثة المال ما روى الكليني، عن أبي عبد الله أن سليمان ورث داود، وأن محمدا ورث سليمان - صلى الله تعالى عليه وسلم - وأيضا وراثة المال لا تختص بسليمان - عليه السلام - فإنه كان لداود عدة أولاد غيره كما رواه الكليني عنه أيضا، وذكر غيره أنه - عليه السلام - توفي عن تسعة عشر ابنا، فالإخبار بها عن سليمان ليس فيه كثير نفع، وإن كان المراد الإخبار بما يلزمها من بقاء سليمان بعد داود - عليهما السلام - فما الداعي للعدول عما يفيده من غير خفاء مثل: وقال سليمان بعد موت أبيه داود «يا أيها الناس»... إلخ.
فأخبرهم سليمان بما قال; وأذن له فانطلق. وقال فرقد السبخي: مر سليمان على بلبل فوق شجرة يحرك رأسه ويميل ذنبه ، فقال لأصحابه: أتدرون ما يقول هذا البلبل ؟ قالوا لا يا نبي الله. قال إنه يقول: أكلت نصف ثمرة فعلى الدنيا العفاء. ومر بهدهد فوق شجرة وقد نصب له صبي فخا فقال له سليمان: احذر يا هدهد! فقال: يا نبي الله! هذا صبي لا عقل له فأنا أسخر به. ثم رجع سليمان فوجده قد وقع في حبالة الصبي وهو في يده ، فقال: هدهد ما هذا ؟ قال: ما رأيتها حتى وقعت فيها يا نبي الله. قال: ويحك! فأنت ترى الماء تحت الأرض أما ترى الفخ! قال: يا نبي الله إذا نزل القضاء عمي البصر. وقال كعب. صاح ورشان عند سليمان بن داود فقال: أتدرون ما يقول ؟ قالوا: لا. قال: إنه يقول: لدوا للموت وابنوا للخراب. وصاحت فاختة ، فقال: أتدرون ما تقول ؟ قالوا: لا. قال: إنها تقول: ليت هذا الخلق لم يخلقوا وليتهم إذ خلقوا علموا لماذا خلقوا. وصاح عندهطاوس ، فقال: أتدرون ما يقول ؟ قالوا: لا. قال: إنه يقول: كما تدين تدان. وصاح عنده هدهد فقال: أتدرون ما يقول ؟ قالوا: لا. قال: فإنه يقول: من لا يرحم لا يرحم. وصاح صرد عنده ، فقال: أتدرون ما يقول ؟ قالوا: لا.