اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا الفرق بين الكرامة والمعجزة كرَّم الله -تعالى- عباده بأمورخارقة للعادة منها ما يخص رسله وانبيائه تسمى معجزة، ومنها ما يختص بعباده الصالحين وتسمى بالكرامة، ونُبيِّن كلٍّ منهما على وجه التحديد. مفهوم المعجزة والكرامة المعجزة أمرٌ خارق للعادة والسُّنن المألوفة، والقوانين الطَّبيعية، خارجة عن مقدور البشر، يُجريه الله -تعالى- على يد نبيٍّ مُرسَل، لتكون دليلاً على صدق نبوَّته، والكرامة ما يُظهره الله ويُكرم به اولياءه الصالحين، الاتقياء المُقربين من الله تعالى، ليست خارجة عن مألوف النَّاس، الاصل فيها الاخفاء والكتمان، ولايُتحدى بها. [١] وايضاً المعجزة: أمورخارقة للعادة تتحقق بظهورها وعلى وجه العموم، حتى تكون الدليل على صدق النبي المُرسَل، وحُجَّةً على اقوالهم، وتقع بجميع خوارق العادات، والكرامة تقع على أيدي الصالحين الاتقياء، فيها الكتمان والاخفاء، على وجه الخصوص، وكثيراً ما يكون ظهورها فتنةً للناس، فلو تكرَّرت الكرامة وظهرت على وجه العموم فيُعتاد عليها في حقِّ الاولياء، وتكون عادةً وليست كرامة، فاذا ظهر نبيِّ في زمنهم فيَصُد النَّاس عن تصحيح النَّظر بتلك المعجزة لذلك النبيِّ.
وأما السحر: فهو تجاوز السحرة حدود قدرات البشر العادية عن طريق استعانتهم بالشياطن، كتحويل الحبال والعصي إلى حيات. ويتضح مما سبق أن محل الإشكال في فهم هذه الأمور الثلاثة إنما جاء من كونها جميعاً تشترك في مجيئها على خلاف العادة، والمعروف من قوانين الكون وسننه، إلا أن اشتراكها في صفة واحدة لا يعني أنها شيء واحد، طالما أن لكل منها صفات تميزها عن الأخرى. الفرق بين المعجزة والسحر فالمعجزة تختلف عن السحر بأنها تأتي مقرونة بالتحدي، فالنبيُّ يتحدى بمعجزاته الكفار أن يأتوا بمثل ما أتى به، فيعجزون عن معارضته، أما السحر فلا يقترن بالتحدي في الغالب، وإذا حصل التحدي من الساحر وجد من السحرة من يعارضه، ويأتي بمثل ما جاء به وأعظم. وللمعجزة حدودٌ لا يصل إليها السحر، فالساحر لا يستطيع أن يفلق البحر، أو يحيي الموتى، أو يشق القمر، أو يوقف الشمس عند غروبها، فحدود المعجزة أكبر بكثير من قدرات الساحر وشعوذته. والمعجزة تحدث بتأييد الله سبحانه دون تدخل من النبي، في حين أن السحر يحدث بعد استعانة الساحر بالشياطين. كما أن الغاية من المعجزة تختلف عن غاية السحر، فالغاية من المعجزة إظهار صدق الأنبياء، وتأكيد نبوتهم، أما غاية السحر فإلحاق الضرر بالآخرين، وتحقيق رغبات الساحر ومطامعه.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا تُعرّف الكرامة لغةً على أنّها اسمٌ يوضع للإكرام، فيقال وُضِعت الطاعة موضع الإطاعة، والغارة موضِع الإغارة، أمّا المعجزة لغةً فهي عكس القدرة، وعَرّف العلماء الكرامة اصطلاحاً بأنّها أمرٌ خارق للعادة، يُظهره الله -عزّ وجلّ- على يد وليٍّ من أوليائه؛ تكريماً له، أو نُصرةً لدين الله تعالى، وعُرِّفت المعجزة اصطلاحًا بأنّها ما خرَق العادة من قولٍ أو فعلٍ، إذا وافق دعوى الرسالة وقارنها، على جهة التحدّي ابتداءً، بحيث لا يقدِرُ أحدٌ على مثلِها، ولا على ما يقارِبُها. [١] الفرق بين الكرامة والمعجزة ذكر العلماء العديد من الفروق بين الكرامة والمعجزة، وفيما يلي ذكر بعضها: [٢] الاستخدام: يحتجّ الأنبياء بالمعجزات على المشركين بهدف تليين قلوبهم القاسية، بينما الكرامة فيحتجّ أولياء الله الصالحين بها على أنفسهم حتى تطمئن وتَسْكُن فلا تضطرب. الأثر والثمرة: أثر المعجزة يرجع بالفائدة والنفع على النبيّ وقومه، بينما أثر وثمرة الكرامة في الغالب يُختص بها صاحبها الولي. صاحبها: تختص المعجزة بالأنبياء، فهي تجيء بدعوة النبوة، بينما الكرامة تقع للأولياء الصالحين، باتباع النبيّ والاستقامة على شرعه، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنّ كرامات الوليّ في الحقيقة تدخل في معجزات الأنبياء؛ وذلك لأنّ الكرامات إن حصلت للوليّ تكون قد حصلت لاتباعه الرسول، فكلّ كرامةٍ لوليّ هي من معجزات رسوله الذي يعبد الله تعالى بشرعه.
وهناك فروق أيضاً بين المعجزة والسحر ، منها: 1- المعجزة خارقة للعادة: أي أنها تأتي مخالفة لقوانين الكون ، فهي من الله تعالى ، وأما السحر فإنه يحدث بحسب قوانين يمكن تعلمها فهو من الساحر. 2- المعجزة لا ينتج عنها إلا الخير ، أما السحر فلا يصدر منه الخير. 3- المعجزة لا يمكن إبطالها ، أما السحر فإنه يمكن إبطاله ، ومعلوم أن السحر لا يتم إلا بالاستعانة بالشياطين والتقرب لها " انتهى من الدكتور أحمد العوايشة في " محاضرات في الثقافة الإسلامية " (ص/174). 4- المعجزة تجري على يد النبي ، وهو خير الناس علماً وعملاً وخلقاً ، والسحر يجري على يد الساحر، وهو شر الناس علماً وعملاً وخلقاً ، والنفوس تنفر منه ومن صاحبه. 5- المعجزة ليس لها سبب ، ولهذا لا يستطيع غير النبي أن يأتي بمثلها ، أما السحر فله أسباب معروفة ، وهي الطلاسم التي تقال وتكتب ويستعان فيه بالجن ، فكل من تعلم ذلك وفعله حصل له ما يريد من السحر ، أما المعجزة فلا تستفاد بالتعلم والتجربة. انظر: "الفروق للقرافي" (8/116) ترقيم الشاملة. وهذه بعض أقوال أهل العلم في الفروق بين المعجزة والكرامة والسحر. قال العلامة السعدي رحمه الله: " الفرق بين المعجزة والكرامة والأحوال الشيطانية الخارقة للعادة على يد السحرة والمشعوذين: أن المعجزة هي ما يُجرِي الله على أيدي الرسل والأنبياء من خوارق العادات التي يتحدون بها العباد ، ويخبرون بها عن الله لتصديق ما بعثهم به ، ويؤيدهم بها سبحانه ؛ كانشقاق القمر ، ونزول القرآن ، فإن القرآن هو أعظم معجزة الرسول على الإطلاق ، وكحنين الجذع ، ونبوع الماء من بين أصابعه ، وغير ذلك من المعجزات الكثيرة.
2016-01-17, 03:01 PM #1 الفرق بين المعجزة والكرامة والسحر السؤال: ما هي المعجزة ، وما الفرق بينها وبين الكرامة من جهة ، والسحر من جهة أخرى ؟ الجواب: الحمد لله أولاً: المعجزة هي الآية الخارقة للعادة التي يؤيد الله بها أنبياءه ورسله ، ويتحدون بها الناس. أما الكرامة فهي شيء خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد أحد أوليائه. وهناك فروق كثيرة بين المعجزة والكرامة ، منها: 1- أن المعجزة مبنية على الإظهار والاشتهار ، وأن صاحبها (وهو النبي) مأمور بإظهارها ، بينما الكرامة مبناها على الكتم والستر ، وصاحبها (وهو الولي) مأمور بكتمانها. 2- المعجزة تكون مقرونة بالتحدي وبدعوى النبوة ، أما الكرامة فغير مقرونة بالتحدي ، ولا بدعوى فضيلة ولا منزلة عند الله. 3- ثمرة المعجزة تعود بالنفع والفائدة على الغير ، والكرامة في الغالـب خاصة بصاحبها. 4- المعجزة تكون بجميع خوارق العادات ، والكرامة تختص ببعضها. 5- المعجزات خاصة بالأنبياء ، والكرامات تكون للأولياء. 6- الأنبياء يحتجون بمعجزاتهم على المشركين لأن قلوبهم قاسية ، والأولياء يحتجون بالكرامة على نفوسهم حتى تطمئن وتوقن ولا تضطرب. نقلا عن رسالة ماجستير بعنوان: " الولاية والكرامة في العقيدة الإسلامية " للباحث محمد خير العمري.
المقدمة: إنَّ الحمدَ لله - تعالى - نحمَده ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسِنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله. قال - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]. أمَّا بعد: فرغم أنَّ اتِّهامَ الأنبياء بالسِّحر اتِّهامٌ قديمٌ، وجَّهَه الكفَّارُ إليهم؛ للتَّنفيرِ منهم، وثَنْيِ النَّاس عن اتِّباعهم، إلا أنَّ القرآنَ الكريمَ قد أبطل هذه التُّهمةَ، وأوضح الفرقَ بين ما جاء به الأنبياءُ من معجزاتٍ، وبين الكَرَامات، وبين سِحرِ السَّحرة وشعوذتِهم. وبِناءً على هذا؛ كان ينبغي أن تزولَ كلُّ شُبَهِهم بخصوص التَّفرقةِ بين المعجزةِ وغيرِها من الخوارقِ، وهذا ما استدعى العلماءَ إلى إيضاحِ كلٍّ من المعجزةِ والكرامة، وبيانِ الفرقِ بينهما، والتَّأكيدِ على أنَّ إثباتَ أحدِها لا يُجيزُ إنكارَ الأخرى؛ فالكلُّ مما جاء القرآنُ بإثباتِه، وفي هذا التَّقرير المختصَرِ سأعرضُ - قدرَ الإمكانِ - هذا الموضوعَ، لعلِّي أستطيعُ الإلمامَ بمتطلَّباتِه، بعيدًا عن أقوال الفِرَقِ الضَّالة، والمصطلحات الكَلاميَّةِ، وسيشتمل التَّقريرُ على عدة متطلَّبات: المطلب الأول: معنى المعجزةِ والكرامةِ في اللغة.
المطلب الثاني: معنى المعجزةِ والكرامةِ في الاصطلاحِ، ومعنى الخارقةِ والولِيِّ. المطلب الثالث: الغرَضُ من المعجزةِ، وفوائدُ الكَرَاماتِ. المطلب الرابع: جامعُ المعجزةِ والكَرَامة. المطلب الخامس: الفَرْقُ بين المعجزةِ والكرَامةِ. الخاتِمةُ والنَّتائج. المصادر والمَراجع. المطلب الأول:معنى المعجزة والكرامة في اللغة: المُعجزةُ - بفتحِ الجيم وكسرِها - مفعلة من العَجْزِ، وهو عدمُ القدرةِ [1]. والكرامةُ: اسمٌ يوضَعُ للإكرام، كما وُضِعت الطَّاعةُ موضعَ الإطاعةِ، والغارةُ موضِعَ الإغارةِ، والمُكرَّمُ: الرَّجُل الكريمُ على كلِّ أحدٍ، ويقال: كرُمَ الشَّيءُ الكريمُ كرَمًا، وكرُمَ فلانٌ علينا كرامةً [2]. المطلب الثاني: معنى المعجزةِ والكرامة في الاصطلاح، ومعنى الخارقة والولِيِّ: المُعجزةُ في الاصطلاح: ما خرَقَ العادةَ من قولٍ أو فعلٍ إذا وافَق دعوَى الرِّسالةِ وقارنَها، على جهةِ التَّحدِّي ابتداءً، بحيثُ لا يقدِرُ أحدٌ على مثلِها، ولا على ما يقارِبُها [3]. وعلى ذلك؛ فإنَّ الأمورَ التي تُعْطى للأنبياءِ وليس مقصودًا بها التَّحدِّي - كنبعِ الماءِ من بين أصابعِ الرَّسولِ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتكثيرِ الطَّعامِ، ونحوِه - لا تُعَدُّ من بابِ المعجزاتِ.