تفسير الآية الرابعة في سورة النور مقالات قد تعجبك: ونستكمل لكم تفسير سورة النور مكتوبة بالكامل حيث تقول الآية الرابعة والخامسة (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدةً ولا تقبلوا لهم شهادةً أبدًا وأولئك هم الفاسقون (4) إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإنَ الله غفور رَحِيمٌ (5). والمعنى هنا بعد أن نفر الله سبحانه وتعالى من نكاح الزانيات وإنكاح الزانين. ووضح أن ذلك عمل لا يليق بالمؤمنين الذين ارتوت قلوبهم بحب الإيمان والتصديق برسله. فنهى هنا عن رمي المحصنات به، وشدد بعقوبته الدنيوية وكذلك الأخروية. وجعل عقوبته في الدنيا بالجلد وألا تقبل له شهادة مطلقًا. سوره النور مكتوبه قراءة. ويكون ساقط الاعتبار ولا يحترمه الناس، ولا يقبل منه قول، ولا يسمع له كلمة، وعقوبته بالآخرة العذاب الموجع المؤلم. إلا إذا تاب لله وأناب وأصلح أعماله، فإنه حينذاك يزول عنه اسم الفسوق وكذاك تقبل شهادته.
وقال يحيى بن سعيد القطان ، عن عمران بن حدير ، عن عكرمة ، في قوله: ( لا شرقية ولا غربية) قال: هي بصحراء ، وذلك أصفى لزينتها. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا عمر بن فروخ ، عن حبيب بن الزبير ، عن عكرمة - وسأله رجل عن: ( زيتونة لا شرقية ولا غربية) قال تلك [ زيتونة] بأرض فلاة ، إذا أشرقت الشمس أشرقت عليها ، وإذا غربت غربت عليها فذاك أصفى ما يكون من الزيت. وقال مجاهد في قوله: ( [ زيتونة] لا شرقية ولا غربية) قال: ليست بشرقية ، لا تصيبها الشمس إذا غربت ، ولا غربية لا تصيبها الشمس إذا طلعت ، [ ولكنها شرقية وغربية ، تصيبها إذا طلعت] وإذا غربت. من مواضيع سورة النور - موقع محتويات. وقال سعيد بن جبير في قوله ( زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء) قال: هو أجود الزيت. قال: إذا طلعت الشمس أصابتها من صوب المشرق ، فإذا أخذت في الغروب أصابتها الشمس ، فالشمس تصيبها بالغداة والعشي ، فتلك لا تعد شرقية ولا غربية. وقال السدي [ في] قوله: ( زيتونة لا شرقية ولا غربية) يقول: ليست بشرقية يحوزها المشرق ، ولا غربية يحوزها المغرب دون المشرق ، ولكنها على رأس جبل ، أو في صحراء ، تصيبها الشمس النهار كله. وقيل: المراد بقوله: ( زيتونة لا شرقية ولا غربية) أنها في وسط الشجر ، وليست بادية للمشرق ولا للمغرب.
وقال محمد بن كعب القرظي: ( لا شرقية ولا غربية) قال: هي القبلية. وقال زيد بن أسلم: ( لا شرقية ولا غربية) قال: الشام. وقال الحسن البصري: لو كانت هذه الشجرة في الأرض لكانت شرقية أو غربية ، ولكنه مثل ضربه الله لنوره. وقال الضحاك ، عن ابن عباس: ( توقد من شجرة مباركة) قال: رجل صالح ( زيتونة لا شرقية ولا غربية) قال: لا يهودي ولا نصراني. وأولى هذه الأقوال القول الأول ، وهو أنها في مستوى من الأرض ، في مكان فسيح بارز ظاهر ضاح للشمس ، تفرعه من أول النهار إلى آخره ، ليكون ذلك أصفى لزينتها وألطف ، كما قال غير واحد ممن تقدم; ولهذا قال: ( يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار) قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: يعني: لضوء إشراق الزيت. وقوله: ( نور على نور) قال العوفي ، عن ابن عباس: يعني بذلك إيمان العبد وعمله. وقال مجاهد ، والسدي: يعني نور النار ونور الزيت. سورة النور مكتوبة بالتشكيل. وقال أبي بن كعب: ( نور على نور) فهو يتقلب في خمسة من النور ، فكلامه نور ، وعمله نور ، ومدخله نور ، ومخرجه نور ، ومصيره إلى النور يوم القيامة إلى الجنة. وقال شمر بن عطية: جاء ابن عباس إلى كعب الأحبار فقال: حدثني عن قول الله: ( يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار) قال: يكاد محمد يبين للناس ، وإن لم يتكلم ، أنه نبي ، كما يكاد ذلك الزيت أن يضيء.
يقسم القرآن إلى 114 فصلًا مختلفة الطول، [1] [2] تُعرف باسم "السُوَر" ومفردها " سورة ". وتُقسم هذه السور إلى قسمين: مكية ومدنية ، فأما السور المكية فهي التي نزلَت في مدينة مكة قبل الهجرة إلى المدينة ، وأغلبها يدور على بيان العقيدة وتقريرها والاحتجاج لها، وضرب الأمثال لبيانها وتثبيتها وعددها 86 سورة، أما السور المدنية فهي التي نزلت بعد الهجرة سواءً في المدينة المنورة أو في مكة المكرمة بعد الفتح، ويكثر فيها ذكر التشريع، وبيان الأحكام من حلال وحرام وعددها 28 سورة. [1] وقد قسَّم علماء الشريعة سور القرآن إلى ثلاثة أقسام وفقًا لطولها، ألا وهي: السبع الطوال وهي سور البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، والمائدة ، والأنعام ، والأعراف ، وبراءة. وسميت بالطوال لطولها، والطوال جمع طويلة. [3] والمئون، وهي ما ولي السبع الطوال، سُمِّيَت بذلك لأن كل سورة منها تزيد على مائة آية أو تقاربها. تفسير سورة النور مكتوبة بالكامل - مقال. [3] والمثاني، وهي ما ولي المئين. [3] قام مسلمو الصدر الأول بتسمية سور القرآن بحسب تكرر الاستعمال، فمن المعلوم أن العرب تراعي في الكثير من المسميات أخذ أسمائها من نادر أو مستغرب يكون في الشيء من خَلْق أو صفة تخصه، أو تكون معه أحكم أو أكثر أو أسبق.