ولذلك فإن اللغة بمثابة سمة يمثل طابع الأمة وصورتها، ويكشف عن حقيقتها وجوهرها، وعلى هذا الأساس فإن المسلم يحرص أشد الحرص على تعلم اللغة العربية باعتبارها وسيلة كبرى لفهم القرآن والإسلام، وبناءً على ذلك يمكن القول بأن اللغة العربية مصدر ذو شأن من مصادر الثقافة الإسلامية. وتواجه اللغة العربية الكثير من التحديات خلال هذا العصر الحديث، حيث أثرت عليها العديد من العوامل التي جعلتها تعاني من حالة ضعف، وانخفاض في المرتبة واحتلال لغات أخرى مرتبة أعلى منها، لذلك يجب على الأمة الاسلامية البحث عن الطرق التي تساهم في تقوية مكانة اللغة العربية واسترجاعها للدور الذي يجب أن تقوم به بالنسبة للثقافة الاسلامية. 3-الخبرات الإنسانية النافعة من فروع الثقافة الإسلامية: تعد الخبرات الإنسانية النافعة مصدراً مهماً من المصادر التي تسهم في بناء الثقافة، حيث استفاد المسلمون من الخبرات البشرية، وما أنتجته العقول من ابتكارات، وحضارات، وعلوم، ما دامت لم تتعارض هذه الجهود والخبرات الإنسانية مع العقيدة الإسلامية ومنهج الإسلام في الحياة، ولم يوجد في الإسلام ما يغني عنها. ليس عجباً أن تتسم الثقافة الإسلامية بالأصالة، لأنها مستمدة من التراث الإسلامي ذي الاتجاهات العلمية المتشبعة والفروع العديدة من المعارف المختلفة فتراثنا الإسلامي تراث مجيد نهضت به الأمة الإسلامية على مدى أربعة عشر قرناً وكانت في طليعة العالم.
وبهذا نصل إلى القول بأن أسس ومرتكزات الثقافة الإسلامية قامت على أصول وثوابت لا تزعزعها الآراء، ولا تجرفها الأهواء، وأنها في ثباتها وقوتها كالجبال الراسية الراسخة، وأن ثقافةً هذه مرتكزاتها لهي جديرة بأن تكون هي الثقافة الحق الأولى بالإتباع والتبني والأخذ بها وبتعاليمها الداعية إلى عبادة الله وحده. إن هذه الثقافة هي أساس الحضارة الداعية إلى العلم وإلى ترقية الحياة على وجه الأرض. بالتالي يعد التعرف على هذه المصادر من الأمور التي يجب أن يحرص عليها كل مسلم، لما تمثله من أهمية في الحفاظ على هويته الاسلامية، وكذلك هناك دور كبير على المجتمعات والدول الاسلامية في حفاظها على مصادر الثقافة الاسلامية ودعمها في التحديات التي تواجهها خلال العصر الحديث. المراجع: 1- مصلح النجار، الوافي في الثقافة الإسلامية، مكتبة الرشد، المملكة العربية السعودية، 2006. 2- مصطفي مسلم، فتحي محمد، الثقافة الإسلامية: تعريفها ومصادرها، إثراء للنشر والتوزيع، الأردن، 2007. 3- إبراهيم حماد، خالد عبد الله، المدخل إلى الثقافة الإسلامية، مدار الوطن للنشر، المملكة العربية السعودية، 2012.
الأساس الثاني: إنّ الثقافة العربية الإسلامية، في عمقها وجوهرها، ثقافة تدافعٍ، لا ثقافة تصارُع، فالتدافع هو سنةُ الحياة، أما التصارع، أو الصراع، فهو مفهومٌ يعود إلى التراث الإغريقي والروماني والهلِّيني الذي عرف أساطير صراع الآلهة، ولا يعبّر عن الطبيعة البشرية والفطرة الإنسانية. وهذا أيضاً منبع من منابع القوة والحيوية والقدرة على الحضور في ساحة التنافس الثقافي، لأنّ التدافع الثقافي مصدر قوّة، في حين أنّ التصارع، أو الصراع الثقافي، يؤدّي إلى إضعاف الذات، والنيل من القدرات والملكات، ويسير في اتجاه معاكس للغايات الإنسانية النبيلة. وليس عزوف الثقافة العربية الإسلامية عن الصراع، ضعفاً في تركيبتها أو خللاً في عناصرها الأساس، ولكنه عنصر تحضّرٍ فيها، وعلامة نضج ووعي، ومظهرُ صحّة. ومن المؤكد أنّ خاصية النزوع نحو التدافع بدلاً عن التصارع، هي التي مكّنت الثقافة العربية الإسلامية من الصمود أمام الأعاصير الثقافية والفكرية والمذهبية التي واجهتها عبر العصور. الأساس الثالث: إنّ كثيراً من جوانب الثقافة العربية الإسلامية، في أوضاعها ومستوياتها ومظاهرها وصورها الحالية، لا تعبّر عن هوية المجتمع العربي الإسلامي، لأنّها جوانب يعتريها الضعف من كلّ النواحي، ولأنّ هناك تفاوتاً ظاهراً بين المنابع وبين البدائع، ونقصد بذلك أنّ أساس هذه الجوانب ليس مستمداً في مجمله من المنابع الأصلية، وأنّ هذه الظاهرة هي مصدرُ الضعف العام في الثقافة العربية الإسلامية في المرحلة التاريخية الراهنة.
خصائص الثقافة الإسلامية للثقافة الإسلامية عدد من الخصائص نذكرها فيما يلي وهي:- الإيمان: الدين الإسلامي لم يدع الإنسان ضالا بغير هدى بل جعل له عدة ضوابط ودلائل عن الحلق وحقيقة الكون وال ربوبية حتى تطمئن نفس المسلم وتهدا إذا ما ألمت به الخطوب وتوالت الابتلاءات أو تكاثر الظلم من حوله فيعرف أن هناك اله عادل وحكيم العموم: فقد جاء الدين الإسلامي لكل الأعراق والأجناس والألوان كما أن الدين الإسلامي تشريعه يصلح لكل زمان ومكان من أول البعثة الإسلامية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. التكاملية: فلم يغفل الدين الإسلامي جانب من جوانب الاحتياجات البشرية فقد راعى الاحتياجات الروحية والبدنية والنفسية وكما دعا إلى الاهتمام بالحياة الأجرة وما يقربنا من الجنة فكذلك دعانا ألا ننسى نصيبنا من الدنيا. التوازن: من اهم تعاليم الدين الإسلامي الاعتدال والتوازن في كل شئ فقد نهانا على الإفراط والتفريط والإسراف والبخل فدين الإسلام دين الوسطية. أهداف الثقافة الإسلامية الحث على نشر السلوك القويم أذى من خلاله تتماسك الأمة الإسلامية وتقوى. غرس الخصال الحسنة التي من خلالها يتآلف المسلمين وتقوى الروابط بينهم. إزالة أسباب المنازعات التي تؤثر على بنيان الأمة.
الثقافة الإسلامية: تعريفها – مصادرها – مجالاتها – تحدياتها يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "الثقافة الإسلامية: تعريفها – مصادرها – مجالاتها – تحدياتها" أضف اقتباس من "الثقافة الإسلامية: تعريفها – مصادرها – مجالاتها – تحدياتها" المؤلف: مصطفى مسلم الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "الثقافة الإسلامية: تعريفها – مصادرها – مجالاتها – تحدياتها" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
والقرآن الكريم هو المصدر الأول والقانون الأساس الذي يرجع إليه المسلمون؛ للتعرف على أحكام الدين في العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات، فهو بذلك جوهر الثقافة الإسلامية الذي بنى مضمونها ورسم حدودها، وصبغ شخصيتها بلون متميز فريد، وبواسطته تتكون عند المسلم صورة كاملة عن الكون والإنسان والحياة، وتصبح معارف المسلمين وعلومها موجهة بوجهته، مما يجعل ثقافتهم بكل سماتها ومظاهرها متميزة عن غيرها من الثقافات. والقرآن الكريم بصفته كتاب هداية للبشر قد تضمن -فيما اشتمل عليه من أحكام- تنظيم علاقة الإنسان مع ربه، وعلاقة الإنسان مع نفسه، وعلاقة الإنسان مع غيره، وما تقوم عليه هذه العلاقات من أسس وقواعد تكفل الخير وتحقق العدل للجميع في كل زمان ومكان، فهو المصدر الأول للثقافة الإسلامية والرافد الذي يغذيها من خلال ما اشتملت آياته من أخبار ومواقف وقصص وأمثال، ودروس وعبر. ثانيًا: السنة النبوية: السنة في اللغة: الطريقة، وقيل: السيرة. والسنة النبوية باعتبارها مصدر من مصادر التشريع الإسلامي هي: ما صدر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - غير القرآن من قول أو فعل أو تقرير. والسنة هي المصدر الثاني للإسلام الذي يستنبط منه المسلمون أحكامهم الشرعية كما يستنبطون من القرآن الكريم، ويرجعون إليها في فهم المراد من آيات الله، وهي وصف من الله تعالى، فقد وصف الله تعالى - ما يصدر عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - فقال: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4] وكان جبريل عليه السلام ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسنة فيعلمه إياها كما يعلمه القرآن، قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾ [النحل: 44].