وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ردًا على ابن مطهر الشيعي في نسبته إلى أهل السنة إباحة الملاهي. قال: هذا من الكذب على الأئمة الأربعة، فإنهم متفقون على تحريم المعازف التي هي آلات اللهو، كالعود ونحوه، ولو أتلفها متلف عندهم لم يضمن صورة التالف، بل يحرم عندهم اتخاذها. اهـ وقال ابن الصلاح في الفتاوى: وأما إباحة هذا السماع وتحليله، فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت، فاستماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين، ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع. حديث عن تحريم الاغاني - حياتكَ. إلى أن قال: فإذًا هذا السماع غير مباح بإجماع أهل الحل والعقد من المسلمين. اهـ وأما الدف منفردًا فهو مباح للنساء في الأعراس والعيدين، كما دلت على ذلك السنة. الوجه الثامن والأخير: أن زعم الشيخ أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع الدف والمزمار دون تحرج لا يصح، بل وضع أصبعيه في أذنيه حتى لا يسمع صوت زمارة الراع. فقد روى أحمد وأبو داود وابن حبان عن نافع مولى ابن عمر أن ابن عمر سمع صوت زمارة راعٍ، فوضع أصبعيه في أذنيه، وعدل راحتله عن الطريق، وهو يقول: يا نافع أتسمع؟ فأقول: نعم. فيمضي. حتى قلت: لا.
فوضع يديه، وأعاد راحلته إلى الطريق. وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع زمارة راعٍ فصنع مثل هذا. قال الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله: وتقرير الراعي لا يدل على إباحته، لأنها قضية عين، فلعله سمعه بلا رؤية، أو بعيدًا منه على رأس جبل، أو مكان لا يمكن الوصول إليه، أو لعل الراعي لم يكن مكلفًا، فلم يتعين الإنكار عليه. وسماع نافع للمزمار لا إشكال فيه، إذ المحرم هو الاستماع لا مجرد السماع عن غير قصد. اهـ ولتمام الفائدة تنبغي مراجعة "إغاثة اللهفان" لابن القيم ، و"كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع" لابن حجر الهيتمي المكي و"تحريم آلات الطرب" للألباني. الدرر السنية. والله أعلم.
قال ابن القيّم: قالَ رسول الله صلّ الله عليه وسلّم: [إنما نَهيتُ عن صوتينِ أحمقينِ فاجرينِ، صوتٍ عندَ نغمةِ لَهوٍ ولعبٍ ومزاميرِ الشيطانِ، وصوتٍ عندَ مصيبةٍ، لطمِ الخدودِ وشقِّ الجيوبِ، ودعاءٍٍ بدعوى الجاهليةِ] [٣] فقد وضّح النبيّ الكريم أنّ أحد هذين الصوتين هو الغناء المُحرّم الصادر عند اللهو والّلعب، وزاد في ذمّه وانتقاصه؛ فألحقه بـ "مزامير الشيطان"؛ وبالنَسَبِ إلى الشيطان دلالة على التحقير والذم والانتقاص.
[أخرجه البزار وهو حديث حسن]. والرنة: نواح. 3 - عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( في هذه الأمة خسف ومسخ ، وقذف فقال رجل: يا رسول الله متى ذلك ؟ قال: إذا ظهرت القينات ، والمعازف ، وشربت الخمور). [أخرجه الترمذي وهو حديث صحيح]. 4 - عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ، يعزف على رؤوسهم بالمعازف القينات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير). [أخرجه ابن ماجه وابن حبان والطبراني في الكبير وهو حديث صحيح]. فهذه طائفة من الأحاديث الصريحة والصحيحة في تحريم المعازف. قال ابن القيم رحمه الله - خلال ذكره أحاديث النهي عن المعازف -: إذا لم يستفد التحريم من هذا النهي ، لم يستفد التحريم من النهي. حديث صوتان ملعونان ابن باز للتنمية الأسرية. وهذا النهي تؤكده طائفة من الأحاديث الصحيحة غير الصريحة ، وطائفة من الأحاديث الضعيفة الصريحة ، وطائفة من أقوال الصحابة الكرام ، وطائفة من أقول المفسرين. وهذه طائفة من أقوال العلماء زيادة في البيان: قال الشافعي رحمه الله: " وأما العود والطنبور وسائر الملاهي فحرام ومستمعه فاسق ". نص الإمام أحمد رحمه الله على كسر آلات اللهو كالطنبور ( نوع من العيدان) وغيره إذا رآها مكشوفة وأمكنه كسرها.