وتأكدَتْ قاعدةُ ابن خلدون النظرية: (إن الأمم المغلوبة تسعى جاهدة إلى تقليد الأمم الغالبة). ما أشبهَ الليلةَ بالبارحة!! ثم ماذا؟ ولا تسأل بعد ثم، إن سنن الله الكونية لا تتغير ولا تتبدل؛ ليأخذ الناس العظة والعبرة ممن سبقهم حتى ينجوا مع الناجين. فإذا تقاعس المسلمون وتخاذلوا كانت النتيجة السقوط، مثل الدراسة في المدارس، وكذلك جميع جوانب الحياة؛ للنجاح أسباب وللإخفاق كذلك. لقد كان تاريخ الأندلس عبرة لمن يعتبر؛ ثمانمائة سنة من العلو والانخفاض والصعود والهبوط، تعاقب على الأندلس أمراء وولاة عهد وخلفاء و ملوك طوائف ، وكل هذا التراث الهائل من المنجزات والتطورات أصبح في أيدي النصارى الصليبيين الذين صاحبوا السهر ورافقوا التعب والشدة حتى وصلوا إلى ما يريدون. تفاعل في ذكرى سقوط الاندلس (صور) | شرق وغرب | وكالة عمون الاخبارية. لا أريد هنا أن أعدّد أسباب سقوط الأندلس ؛ لأنها معروفة عند كل أحد. ولكني أجدني في حيرة من أمري لا أعرف ما فعل الله بهؤلاء الأقوام الذين بُدلوا من بعد نعمة خوفًا. إنني كأي مسلم حر يبكي على مجد أسلافه المسلمين الذي أراقوا دماءهم زكية على ثرى الأندلس؛ لقد عطروا ذكرهم في صفحات التاريخ بتلك التضحيات التي لم يكن يعرف العالم مثلَها في زمن من الأزمان، ثم نحن بعدُ نعيد سيرةَ من هدم بناء المسلمين، أولئك الملوك الأقزام آمالهم الحقيرة التي لا تتعدى مواطئ أقدامهم، كيف يطيب لنا الطعام وأجزاء من بلاد الإسلام تتجرع غصص الاستحلال والمذابح الجماعية والقتل أو التهجير؟!
التعليقات
المذبحة المروعة: ولمالم يكن المسلمون على قلب رجل واحد بل أهواء شتى ومشارب ومطامع وضغائن وإحن ومثلهؤلاء لا ينتصرون ولا لعدوهم يقفون أو يثبتون فلم يمض سوى قليل حتى ظهر التفكيك فيصفوف المسلمين وأخذوا في الفرار بعشوائية, والصليبيون قد ركبوا أقفيتهم يمعنونفيهم قتلاً, واستولى الصليبيون على المدينة في 13صفر 627هـ في مناظر مروعة منالسفك, وقد ارتكبوا مجزرة بشعة أزهقوا فيها أرواح ثلاثين ألف مسلم, وتم القبض علىالوالي أبي يحيى وأمر خايمي بسجنه وتعذيبه حتى الموت, واستمر أبو يحيى تحت التعذيبالبشع طيلة خمسة وأربعين يومًا حتى مات رحمه الله, وأخذ ولده الصبي الصغير ونصرقسرًا وأصبح اسمه "دون خايمي". وهكذافقد المسلمون جزيرة ميورقة الغنية الزاهرة كبرى الجزائر الشرقية بعد أن حكموهاأكثر من خمسة قرون وكان لافتتاحها رنة شديدة وفرحة كبيرة عند نصارى أوربا وأقامبابا روما قداسًا خاصًّا احتفالاً بسقوطها وعاد خايمي إلى مملكته أراجون مكللاًبغار الظفر بعد أن قضى في غزوته زهاء خمسة عشر شهرًا ولقب من ذلك التاريخ "بالفاتح". كلذلك حدث وباقي المسلمين في الأندلس أو ما بقي من الأندلس مشغولين بالخلافاتالجانبية والصراعات الداخلية على الملك والرياسة وهكذا تضيع الأمم.