بلغت تكلفة استخدام تلك المراحيض فلساً واحداً واشتملت على ميزات إضافية، منشفة ومشط وملمع أحذية. لكن الطقس الحار عام 1858 سبب تفاقم رائحة فضلات بشرية على ضفاف نهر التايمز، في واقعة عُرفت باسم "النتن العظيم"، وهو ما دفع سكان لندن للمطالبة بحلول حديثة. وبحلول أواخر خمسينيات القرن الـ19، باتت معظم منازل الطبقة المتوسطة في بريطانيا مجهزة بمراحيض نظيفة عندما استطاع مهندس السباكة توماس كرابر ابتكار نموذج مُعدَّل لخطوط الصرف الصحي. إذ حصل كرابر على براءة اختراع "صمام العوامة" (ballcock)، الذي يسمح بحفظ منسوب المياه في الخزانات، بالإضافة إلى استحداث مصيدة المياه على شكل حرف "U" لحجب الروائح الكريهة. كلَّف الأمير إدوارد (الذي سيصبح لاحقاً الملك إدوارد السابع) توماس كرابر ببناء مراحيض في القصور الملكية في إنجلترا عام 1861. عندما رُبطت مجاري الصرف الصحي العاملة في لندن أخيراً بهذه المراحيض المُحدّثة المزودة بنظام الشطف بالمياه في ثمانينيات القرن الـ19، عرف الناس استخدام النظام الخالي من الروائح الكريهة للمراحيض كما نعرفه الآن. لولاه لانتشرت الأوبئة والأمراض وقضت على ملايين البشر مَن اخت - الراصد العراقي. العالم بحاجة لمزيد من المراحيض ينقص العالم حوالي 2. 5 مليار مرحاض إضافي، إذ إنّ 37% من سُكان العالم لا يملكون مراحيض، أو لا يمتلكون مراحيض صالحة للاستخدام الآدمي.
من اللقاحات ضد الاوبئة إلى مكيفات الهواء، قدَّم العالم الحديث وسائل راحة عديدة يسهل اعتبارها أمراً بديهياً رغم أنَّ لكلٍ منها تاريخاً طويلاً وغنياً من ابتكارات علماء وروّاد غالباً ما تغاضى العالم عن أسمائهم. الإجابات التقليدية عن سؤال: "ما هي أفضل الاختراعات الصحية؟"، ستتضمن أنواعاً مختلفة من الأمصال، أو المضادات الحيوية، أو ربما أجهزة الكشف الطبي الحديثة. ويغيب عن الذهن أن المرحاض أنقذ البشرية من الفناء بسبب تراكم القاذورات، التي تعد السبب الرئيسي في انتشار الأمراض والأوبئة، والتي أبادت بالفعل ملايين البشر على مر التاريخ. تابعنا عبر تيليجرام لتلقي جميع أخبار العراق قد تكون المراحيض الحديثة المزوَّدة بنظام شطاف بالماء (المعروفة أيضاً باسم مرحاض التدفق) إحدى أسهل وسائل الراحة اليومية التي يمكن اعتبارها حقيقة بديهية- ربما أكثر من أي اختراع آخر. لكن مَن هو مخترع المرحاض في المقام الأول؟ من اخترع المرحاض؟ طوّرت حضارات لا حصر لها طرقها الخاصة للتخلّص من الفضلات البشرية. خزانات صرف صحي جاهزة من طابقين. حرص الناس دائماً على نظافة مساحاتهم الشخصية منذ آلاف السنين، بدايةً من مستوطنة موهينجو دارو في حضارة وادي السند عام 2800 قبل الميلاد مروراً بروما القديمة إلى مراحيض العصور الوسطى.