في كل دائرة سيجدون جيلاً يشبه المربي علي خليفة (دائرة الجنوب الثانية) بخطابه المدني والمواطني المنفتح على الآخر، مقابل نواب الغلبة، الذين لا يخافون من حصده مقعد نيابي مستحيل، بل من انتشار الخطاب المواطني، نقيض إبقاء اللبنانيين في مزرعة الطوائف ومجرد زبائن وحطباً لحروبهم الدنيئة. ليس حبا في على الانترنت. جيل القدرات لا الشعارات على اللبنانيين الاقتراع لأن في كل دائرة يجدون طبيباً مبدعاً ومستثمراً في أرضه مثل عيد عازار (زحلة). فمن ملف لقاحات كورونا، في زمن انهيار القطاع الصحي، الذي أنقذه بوضع استراتيجيات لإدارته بنجاح ومهنية عالية، يمكن ائتمانه على إدارة صحة اللبنانيين ولا سيما ملف أدوية السرطان المفقودة ومعاناة مرضاه. فهو الطبيب الذائع الصيت باختصاصه في الأمراض الجرثومية، والمستثمر في أرضه مثله مثل طبيب العيون الياس جرادي (مرشح الدائرة الثالثة في الجنوب)، في سبيل التنمية المحلية، محولاً أرضاً جبلية جرداء في زحلة إلى مشروع لإنتاج نبيذ يصدر إلى الخارج. فعوضاً عن نواب المرامل والكسارات، التي يمتهنها نواب البقاع، التي تدمر البيئة، لنفخ جيبوهم، أحيا عازار منطقة الرمتانية المنسية مؤسساً مشروع تنمية محلية مستدامة، ليس حباً فلوكلورياً بالوطن وشعاراته الفارغة، بل إيماناً بأن لبنان فيه إمكانيات لاستثمارات جيدة، تجمع التراث ومهنة أجداده بالعلم الحديث وتقدم منتجات بجودة عالية تصدر إلى دول كثيرة بما فيها بلد النبيذ فرنسا.
مثل مارين لوبان يتواجدون في أحزاب تحميها الديمقراطية، رغم أنهم لا يؤمنون بها، وقد حدث من قبل أنهم دمروا كل المؤسسات الديمقراطية ومزقوا الدساتير بعد أن أوصلتهم الانتخابات إلى الحكم، وسيحدث لو وصل المتطرفون العنصريون إلى القصور، في قلب باريس أو برلين أو ستوكهولم، وسيكون حصاد أوروبا من الدمار أسوأ من حصاد «قنبلة نووية»، هؤلاء سيزحفون وينتشرون ويخضعون بالقوة شعوباً تعيش في أمان وسلام حالياً. ومن اليوم وحتى الأحد القادم سيكون العالم وكأنه يقف على فوهة بركان، ولو كان قادراً على التصويت سيصوت لصالح ماكرون، ليس حباً في ماكرون، ولكن كرهاً لمارين لوبان والفكر الذي تمثله. البيان هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة إرم نيوز
قلب الموازين على اللبنانيين الصامتين المشاركة لأن في كل دائرة انتخابية يوجد أشخاص يشكلون طرفاً نقيضاً لكل الموبقات التي أدت إلى الانهيار الحالي الذي نعيشه، وبتنا نتسول الدواء وأقساط المدارس وانتظار مكرمة إعاشات الأرز والسكر. نعم، تستطيع هذه الأغلبية قلب الموازين وإثبات عكس ما قاله أحد الزعماء لأحد سفراء الدول الكبيرة: "كلما جاع اللبناني يرخص ثمنه، وبدل المئة دولار يُشترى صوته بكيس أرز، فطمئنوا دولكم أننا نمسك بزمام الأمور". رد فاجر على سفير دولة عظمى استفظع كيف يتعامل "المسؤولون" مع اللبنانيين من دون أي خوف من المساءلة. ليس حباً في ماكرون صحيفة البيان : برس بي. جيل العيش المشترك على الفئة الصامتة المشاركة والمحاسبة لأنها في كل دائرة تجد جيلاً شاباً متمرساً في خدمة الشأن العام، ومثقفون/ات وأطباء ومحامون/يات ومهندسون/ات وموظفون/ات ورجال وسيدات أعمال ناجحون/ات وناشطون يمتلكون الخبرة والإرادة لتغيير البلد وتحسين شؤون المواطنين. يجدون جيلاً جديداً أهلاً لثقتهم مقابل نواب مجربين منذ ما لا يقل عن ثلاثين عاماً. ففي كل دائرة يجد اللبنانيون جيلاً يصالحهم عن حق معاً، للعيش المشترك الحقيقي، لا نواب الشعارات الفارغة بما تنطوي من ممارسات التحريض المدلس بالغبن حيناً والتشاوف والاستقواء حينا آخر، يشد اللبنانيين إلى قوقعتهم والخوف من الآخر.