رددي أيتها الدنيا نشيدي قابلت بأحد أساتذتي الترك بالصدفه في شارع من شوارع صنعاء بعد زمن طويل ، كنا نتحدث في الماضي عن تللك الايام الحلوه، ايام المدرسه التي لا تخلو ذكرياتها من كل شئ جميل، واخذ حديثنا يتأرجح قليلا إلئ الحاضر وما الت إليه احوال البلاد والعباد ومن ثم انطلق الحديث نحو المستقبل المنشود اثنا حديثنا سمعنا صوت الاذاعه التي كانت علئ طاوله محاسب الكفتيريا، كان المذياع يردد النشيد الوطني ، طبعاً الامر هذا عادي جداً بالنسبه لي حيث اسمعه بين الحين والاخر من الاذاعه او التلفاز. لم يكن بالشي الغريب بالنسبه لي ولا بالشي الجديد، توقف استاذي عن الحديث واخذ يسمعه بشغف.
هزتني مشاعر قوية كادت تعصف بأعماقي وأنا استمع إلى أنشودة، "رددي أيتها الدنيا نشيدي" التي كتب كلماتها رجل أحب اليمن وأحبته اليمن، وغناها رفيق له أخلص لليمن وخذلته اليمن في السنين الأخيرة من عمره. ورغم أني كثيرا ما استمعت إلى السلام الوطني اليمني إلا أن استماعي لمقاطع من أنشودة السلام، ضمن برنامج عن صاحب كلمات الأنشودة، كان شيئا مختلفا، أعاد الأمل إلى أعماقي بأن اليمن سوف تستعيد رونقها الذي كان سائدا وقت كتابة كلمات النشيد. لقد تألقت قناة السعيدة اليمنية بعرضها لبرنامج " الفضول: سيرة ومسيرة" الذي يروي جزءا مهما من حياة صاحب أروع كلمات الحب والبطولة والحياة، الشاعر والأديب والسياسي الراحل الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان، الذي كان يطيب له وصف نفسه باسم " يمني بلا مأوى"، دون أن يدري أن مأواه سيظل خالدا في قلوبنا وقلوب أبنائنا وأحفادنا إلى الأبد. وقد حفر الفضول بكلماته، مكانته هذه وللعهد الذي كان يعيشه بكلمات بسيطة لكنها قوية تكسب قوتها من الصدق والحماس الذي كان يختلج في صدر صاحبها المحب لوطنه. ولا أخفي على القارئ الكريم أيضا أن ظهور الفنان الكبير أيوب طارش في البرنامج وحديثه عن صديق عمره الراحل أشجاني كما أشجاني حديثه عن الأخ الرئيس الذي ظهرت الأنشودة في عهده، وهو الرئيس الراحل ابراهيم محمد الحمدي، فعندما قالها أيوب "الأخ الرئيس"، شعرت أن لدينا رئيسا فعلا، لكن سرعان ما أنتابني اليتم بعد أن تأكد لي أنه يقصد الرئيس الراحل ابراهيم الحمدي، وتذكرت أن اليمن بلا رئيس منذ يوم 11 أكتوبر المشؤوم عام 1977.
رددي أيتها الدنيا نشيدي | النجمه: آيات عمار - YouTube
وفي الفعالية ألقى ناطق المقاومة الوطنية العميد الركن صادق دويد كلمة المقاومة التي تعد امتدادا لثورة 2 ديسمبر. وبدأ المهرجان بالنشيد الوطني وآيٍ من الذكر الحكيم، ثم وقف المشاركون دقيقة حداد على روح الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين عارف عوض الزوكا، وكل شهداء الثاني من ديسمبر والقوات المشتركة والمقاومة الوطنية، وقرأوا الفاتحة على أرواح شهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم دفاعا عن الجمهورية والحرية والديمقراطية واستعادة الحقوق المسلوبة. تفاصيل أشمل لاحقاً <