ما صحة حديث: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"؟ ما صحة حديث: "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"؟ الجواب اشتهر بهذا اللفظ (خير القرون قرني) في عدد من الكتب وهو مما رواه ابن عساكر في كتابه تاريخ دمشق بسنده إلى أكثم بن الجون رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم " خير القرون قرني " وقد ثبت في الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال: ثم يَتَخَلَّفُ من بَعْدِهِم خَلًفٌ تَسْبِقُ شهادةُ أحدهم يمينَه ويمينُه شهادتَه ".
خير القرون قرني... هل هو حديث صحيح؟ - YouTube
خير القرون قرن الرسول عليه السلام ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ تنتشر المفاسد.
والحق أن الحديث صحيح متفق على صحته بين علماء الإسلام لم يطعن عالم سنّي ولا معتـزلي ـ فيما أعلم ـ في سنده أو متنه، بل ذكر ابن حجر والسيوطي وغيرهما من أئمة النقل أنه من المتواتر، فاعتبار هذا الحديث موضوعًا: اتِّهام للأمة كلها بالجهل والغباء وترويج الباطل، واجتماعها على الضلالة طوال تلك العصور، وهذا مدخل لنسف الدين كله. أما ما يفهمه البعض من الحديث، وما يرتَّبه عليه من نتائج، فهو غير مسلَّم له، فالحديث إنما دلّ على فضل الجيل الذي تلقَّى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتربّى في حضانة النبوَّة، وشاهد ما لم يشاهده غيره من آيات الله، ومن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحمَّله القدر من المهمات مالم يحمله غيره، فهو الجيل الذي نقل القرآن للأمة، وروى لها السنن، وفتح الله على يديه البلاد، وهدى به العباد، ثم الجيل الذي تتلمذ على هؤلاء الأصحاب، واقتبس من مشكاتهم، واقتفى آثارهم، والجيل الثالث الذي سار على دربهم واتبعهم بإحسان، فرضي الله عنهم، ورضوا عنه. ولا يشك دارس منصف أن (الإشعاع الروحي) لهذه الأجيال القريبة من عهد النبوة الخاتمة،كان من القوة والعمق والسعة، بحيث لا يلحقه جيل آخر، وهذا في الجملة لا في التفصيل، وفي أمر الدين والتقوى لا في أمر الحياة والعلم والعمران، فهذه قد تتفوق فيها الأجيال اللاحقة على الأجيال الأولى المفضَّلة في الالتـزام الديني.
__________ 1- الحديث رواه البخاري في كتاب الشهادات وفضائل الصحابة والرقاق والأيمان واللفظ له. -ورواه مسلم كتاب فضائل الصحابة حديث رقم 210، 211، 214، 215 - ورواه الترمذي وابن ماجاه وأحمد في مسنده 1- 378، 234، 417 3 1 3, 216