وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ الآية 37 من سورة طه بدون تشكيل ولقد مننا عليك مرة أخرى تفسير الجلالين «ولقد مننا عليك مرة أخرى». تفسير الميسر ولقد أنعمنا عليك - يا موسى - قبل هذه النعمة نعمة أخرى، حين كنت رضيعًا، فأنجيناك مِن بطش فرعون.
والمصدر المؤوّل (أن تصنع... ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (ألقيت) وهو معطوف على مصدر مؤوّل مقدّر أي ألقيت عليك المحبّة ليتلطّف بك ولتصنع على عيني. وجملة: (اقذفيه... ) لا محلّ لها تفسيريّة. وجملة: (اقذفيه) الثانية لا محلّ لها معطوفة على التفسيرية. وجملة: (يلقه اليمّ... ) لا محلّ لها معطوفة على التفسيرية. وجملة: (يأخذه عدوّ... فصل: إعراب الآيات (42- 44):|نداء الإيمان. ) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. وجملة: (ألقيت... ) في محلّ نصب حال بتقدير قد- أو استئنافيّة-. وجملة: (تصنع... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. 40- (إذ) في تعليقه أوجه: الأول متعلّق ب (ألقيت)، الثاني متعلّق ب (تصنع) على عيني، الثالث بدل من إذ أوحينا، الرابع هو اسم ظرفيّ مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر (هل) حرف استفهام (على من) متعلّق ب (أدلّكم)، الفاء عاطفة (إلى أمّك) متعلّق ب (رجعناك)، (لا) نافية (تحزن) مضارع منصوب معطوف على تقرّ، والمصدر المؤوّل (كي تقرّ.. ) في محلّ جرّ بلام مقدّرة متعلّق ب (رجعناك). الواو استئنافيّة الفاء عاطفة (من الغمّ) متعلّق ب (نجّيناك)، (فتونا) مفعول مطلق منصوب، الفاء استئنافيّة (سنين) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (لبثت)، وعلامة النصب الياء فهو ملحق بجمع المذكّر (في أهل) متعلّق ب (لبثت)، ومنع (مدين) من الصرف للعلميّة والتأنيث (ثمّ) حرف عطف (على قدر) متعلّق بحال فاعل جئت أي موافقا لما قدّر لك أو كائنا على قدر معيّن.
إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى أي مننا ذلك الوقت وهو وقت الإيحاء فإذا ظرف للإيحاء ، والمراد بالإيحاء إليها إما مجرد الإلهام لها أو في النوم بأن أراها ذلك أو على لسان نبي أو على لسان ملك ، لا على طريق النبوة كالوحي إلى مريم أو بإخبار الأنبياء المتقدمين بذلك وانتهى الخبر إليها ، والمراد بـ ما يوحى ما سيأتي من الأمر لها ، أبهمه أولا وفسره ثانيا تفخيما لشأنه. وجملة أن اقذفيه في التابوت مفسرة لأن الوحي فيه معنى القول ، أو مصدرية على تقدير بأن اقذفيه ، والقذف هاهنا الطرح: أي اطرحيه في التابوت ، وقد مر تفسير التابوت في البقرة في قصة طالوت فاقذفيه في اليم أي اطرحيه في البحر ، واليم: البحر أو النهر الكبير.
وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَىٰ (37) هذه إجابة من الله لرسوله موسى ، عليه السلام ، فيما سأل من ربه عز وجل ، وتذكير له بنعمه السالفة عليه ، فيما كان ألهم أمه حين كانت ترضعه ، وتحذر عليه من فرعون وملئه أن يقتلوه; لأنه كان قد ولد في السنة التي يقتلون فيها الغلمان. فاتخذت له تابوتا ، فكانت ترضعه ثم تضعه فيه ، وترسله في البحر - وهو النيل - وتمسكه إلى منزلها بحبل فذهبت مرة لتربطه فانفلت منها وذهب به البحر ، فحصل لها من الغم والهم ما ذكره الله عنها في قوله: ( وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها) [ القصص: 10] فذهب به البحر إلى دار فرعون ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا) [ القصص: 8] أي قدرا مقدورا من الله ، حيث كانوا هم يقتلون الغلمان من بني إسرائيل ، حذرا من وجود موسى ، فحكم الله - وله السلطان العظيم ، والقدرة التامة - ألا يربى إلا على فراش فرعون ، ويغذى بطعامه وشرابه ، مع محبته وزوجته له