وفي المختار: تقى يتقي كقضى يقضي، والتقوى والتقى واحد والتقاة التقية، يقال اتّقى تقية وتقاة. وفي القاموس: تقيت الشيء أتّقيه من باب ضرب. البلاغة: 1- (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا) على صيغة الخطاب بطريق الالتفات من الغيبة استثناء مفرغ من أعم الأحوال والعامل فعل النهي معتبرا فيه الخطاب كأنه قيل لا تتخذوهم أولياء ظاهرا أو باطنا في حال من الأحوال إلا حال اتقائكم. 2- (وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) الإظهار في مقام الإضمار لتربية المهابة وإدخال الروعة. الفوائد: 1- لا يسعنا إلا أن ننوه بهذا الضرب من البلاغة وهو هذا الالتفات من الغائب إلى المخاطب وما يحدثه في نفس السامع من بليغ التأثير. ..فاتبعوني يحببكم الله.. - موقع مقالات إسلام ويب. وما أكثر خصائص القرآن البلاغية. 2- درس في التحذير، كان بعض الأنصار يتخذون من اليهود حلفاء وأنصارا، وكانوا يعلنون ذلك في حضرة الرسول ولا يخفونه. وكان اللّه ورسوله يعلمان مكر اليهود وما يكنون من عداوة للإسلام والمسلمين فنزلت هذه الآية تحذر المسلمين وتنذرهم أن يتخذوا من الكافرين أولياء.. إعراب الآية رقم (29): {قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29)}.
جملة: (قل.. ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (ان تخفوا.. ) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (تبدوه) في محلّ نصب معطوفة على جملة تخفوا. وجملة: (يعلمه اللّه) لا محلّ لها جواب شرط جازم غير مقترنة بالفاء. وجملة: (يعلم ما في السموات) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (اللّه على كلّ شيء قدير) لا محلّ لها استئنافيّة. الصرف: (تخفوا)، فيه حذف الهمزة تخفيفا، وأصله تؤخفيوا.. إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. وفيه إعلال بالتسكين وإعلال بالحذف، سكّنت الياء لاستثقال الضمّة عليها ثمّ حذفت لالتقاء الساكنين، سكون الياء وسكون واو الجماعة، وزنه تفعوا بضمّ التاء (انظر البقرة 271). (تبدوه)، جرى فيه ما جرى في (تخفوا) من حذف الهمزة وإعلال بالتسكين وإعلال بالحذف. الفوائد: 1- الواو في قوله تعالى: (وَيَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) واو الاستئناف. وقد جيء بالكلام مستأنفا لا معطوفا لأن علم اللّه تعالى غير متوقف على شرط وهو من باب ذكر العام بعد الخاص. فقد ذكر علمه بما في صدور الناس ثم أردف ذلك فذكر علمه بكل شيء.. إعراب الآية رقم (30): {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ (30)}.
وهكذا في كل زمان أيها الأحبة! يخرج على الناس أعناق من أهل الضلالة قد انغمسوا بها، ثم بعد ذلك يدعون هذه الدعاوى العريضة، ويُضيفون إلى أهل السنة والجماعة أسوء الأوصاف، والواقع أن أولئك المُبتدعة أحق بها وأهلها، فلا تبتأسوا، ومثل هؤلاء يموتون، ويموت ذكرهم، هكذا علمنا التاريخ، وهكذا دلت نصوص الكتاب، والسنة، والموفق من وفقه الله -تبارك وتعالى-. والسنة -كما قال بعض السلف-: سفينة نوح، من ركبها سلم، وأما إذا أوى إلى غيرها من طُرق الضلالة، والسُبل المعوجة فإن ذلك لا يودي به إلى هدى بحال من الأحوال، فما قد يُثار هنا وهناك من مثل هذه الفِرى، والأكاذيب، ومن ينفخ في مثل هذا، هؤلاء كلهم خيل الشيطان، ورجله، فلا تبتأسوا، ولا تكترثوا بهم، فمصيرهم إلى الاضمحلال، والزوال، والسنة هي التي لها الظهور، والعاقبة، ولأهلها من العواقب الحميدة في الدنيا والآخرة، فهي دين الله حقًا الذي جاء به رسوله ﷺ، فهذا محفوظ، لا يمكن أن يزول.