فَأَىُّ قَلْبٍ أُشرِبَهَا نُكِتَتْ فِيه نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَىُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضاءُ، حَتَّى تَعُودَ الْقُلُوبُ عَلَى قَلْبَيْنِ: قَلْبٍ أَسْوَد مُرْبَادًا كالكُوزِ مُجَخِّيًا. لا يَعْرِفُ مَعْروفاً وَلا يُنْكِرُ مُنْكَراً، إِلا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ، وَقَلْبٍ أَبْيَض لا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّماواتُ وَالأرْضُ ".
اللهم إنَّا نعوذ بك من منكَرات الأخلاق والأعمال، والأهواء والأدواء، ربِّ أعنَّا ولا تُعِن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسِّر الهدى لنا، وانصرنا على مَن بغى علينا، ربِّ اجعلنا لك شكَّارين، لك ذكَّارين، لك رهَّابين، لك مطواعين، لك مخبِتين أوَّاهين، إليك منيبين، رب تقبَّل توباتنا، واغسل حوباتنا، وأجِب دعواتنا، وثبِّت حججنا، وسدِّد ألسنتنا واهدِ قلوبنا، واسلل سخائم صدورنا. _____________________________________ الكاتب: الشيخ عبدالله بن محمد البصري 20 0 1, 257
الفصل الرابع والتسعون ومكث عمر في بيت المقدس عشرة أيام لم يخل يومًا واحدًا من الوفود من سائر أنحاء سوريا وخصوصًا عظماء البلاد التي خضعت للمسلمين فأنهم كانوا في اشتياق لرؤية الخليفة. وفي اليوم الخامس من دخولهِ وهو يوم الجمعة خط عمر محرابًا في المدينة وفي موضعه بني جامعه بعد ذلك ففي ذلك اليوم سار حماد إلى أبي عبيدة وشكا إليه قلقهُ ورغبتهُ في سماع حكاية جبلة عن لسان الإمام عمر فاستمهلهُ إلى المساء وقال لهُ: «إن أمير المؤمنين سيخرج من المدينة بعد صلاة العصر ليصلي العشاء مع باقي الأمراء في فسطاطه وسنقضي السهرة هناك فيقص علينا الخبر». وفي العصر خرج حماد وسلمان إلى معسكر أبي عبيدة حتى إذا كان العشاء وصلى المسلمون سارا إلى خيمة الإمام عمر فلقيهما الحاجب فاستأذن لهما فدخلا وجلسا في بعض جوانب المكان وكانت الخيمة كبيرة وفيها زهاء خمسين رجلًا. وكان الجميع جلوسًا على الثرى تمثلًا بإمامهم الخليفة وبعد أن قرأ القراء بعض السور وتبرك الناس بذلك المساء تقدم أبو عبيدة إلى الإمام عمر أن يقص عليهِ حكاية جبلة بن الايهم ملك غسان وما كان من أمره. فقال الإمام عمر: «ماذا تعلمون عنه أنتم». قال أبو عبيدة: «أنهُ فر بأهل منزلهُ إلى مكان لا نعلمهُ».
إنَّ عصر قوّة وازدهار الغساسنة قد اندثرَ بعد انتهاء عهد النعمان؛ حيث إنَّ قيام كسرى أبرويز الساسانيّ بالهجوم على سوريا في عام 613م، واحتلال القدس، ودمشق، قد أنهى نفوذ الغساسنة بشكل نهائيّ، وعند قدوم الإسلام وانتشاره عَبْرَ الفتوحات الإسلاميّة، وَقفَ الغساسنة الباقون إلى جانب البيزنطيّين؛ لمحاربة المسلمين، ففي معركة مَرْجِ الصفر عام 624م، والتي شارك فيها الغساسنة إلى جانب البيزنطيّين، استطاع خالد بن الوليد الانتصار عليهم، وفي معركة اليرموك عام 636م، اشتبكَ خالد بن الوليد مع جبلة بن الأيهم الذي كان يشارك إلى جانب البيزنطيّين فيها. ومن الأحداث المُهمّة التي لا بدَّ من ذكرها، علاقة الغساسنة مع بني تَغلِب بحُكْمِ جِوارهم؛ حيث لجأ بنو تغلب إلى الغساسنة أثناء مُطارَدة ملوك الحيرة لهم، إلّا أنَّ علاقة الغساسنة ببني تَغلِب أصبحت سيِّئة في عهد المَلِك الحارث بن أبي شمر؛ إذ نشأ قتالٌ بينهم أدَّى إلى هزيمة الحارث بن أبي شمر، وبشكلٍ عام فإنَّ بني تَغلِب لم يكونوا خاضِعين تماماً للغساسنة، أو حتى للمناذِرة الذين كانوا يلاحِقونَهم. المصدر:
[3] وهذه الرواية لم تثبت صحتها فليس مقطوعة الصحة، فقد قال ابن عساكر: إنه لم يسلم قط، وهكذا صرح به الواحدي وسعيد بن عبد العزيز. [4] وقال حسان بن ثابت في خمسمائة دينار بعثها جبلة إليه: [5] إن ابن جفنة من بقية معشر لم يغذهم آباؤهم باللوم لم ينسني بالشام إذ هو ربها كلا ولا متنصرا بالروم يعطي الجزيل ولا يراه عنده إلا كبعض عطية المحروم وأتيته يوما فقرب مجلسي وسقى فرواني من الخرطوم الوفاة ثم لما كان في 53 هـ بعث معاوية بن أبي سفيان عبد الله بن مسعدة الفزاري رسولا إلى ملك الروم، فاجتمع بجبلة بن الأيهم، فرأى ما هو فيه من السعادة الدنيوية والأموال; من الخدم والحشم والذهب والخيول، فقال له جبلة: لو أعلم أن معاوية يقطعني أرض البثنية فإنها منازلنا، وعشرين قرية من غوطة دمشق ويفرض لجماعتنا، ويحسن جوائزنا، لرجعت إلى الشام. فأخبر عبد الله بن مسعدة معاوية بقوله، فقال معاوية: أنا أعطيه ذلك. وكتب إليه كتاباً مع البريد بذلك، فما أدركه البريد إلا وقد مات في هذه السنة قبحه الله. [5] وذكر أكثر هذه الأخبار الشيخ أبو الفرج بن الجوزي في " المنتظم "، وأرخ وفاته السنة 53 هـ. وقد ترجمه الحافظ ابن عساكر، ثم قال في آخرها: بلغني أن جبلة توفي في خلافة معاوية بأرض الروم، بعد سنة أربعين من الهجرة.
جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث بن أبي شمر ، واسمه المنذر بن الحارث، وهو آخر ملوك الغساسنة في الشام. حكم ما بين عامي 632 و 638 ميلادية. وكان بذلك الملك السادس والثلاثين في سلالة الغساسنة الذين كانوا متحالفين مع الروم قبل الإسلام، وهم من النصارى العرب. ولما خاف على حكمه من الزوال لما كان عليه من حروب مع البيزنطة أسلم ثم كتب إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستأذنه في القدوم عليه، ثم قدم إلى المدينة و لما دخل على عمر رضي الله عنه رحب به وادنى مجلسه! ثم خرج في موسم الحج مع عمر رضي الله عنه فبينما هو يطوف بالبيت إذ وطىء على ازاره رجل فقير من بني فزارة فالتفت اليه جبلة مغضبا فلطمه فهشم انفه فغضب الفزاري واشتكاه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فبعث اليه فقال: ما دعاك يا جبلة إلى أن لطمت اخاك في الطواف فهشمت انفه! فقال: إنه وطىء إزاري ولولا حرمة البيت لضربت عنقه. فقال له عمر: أما الآن فقد أقررت، فإما أن ترضيه وإلا أقتص منك بلطمك على وجهك. قال: يقتص مني وأنا ملك وهو سوقة! قال عمر رضي الله عنه: يا جبلة ان الإسلام قد ساوى بينك وبينه، فما تفضله بشيء إلا التقوى. قال جبلة: إذن أتنصر... قال عمر رضي الله عنه: من بدل دينه فاقتلوه.
جبلة بن الأيهم معلومات شخصية تاريخ الوفاة 53 هـ العرق عرب تعديل مصدري - تعديل جبلة بن الأيهم ملك نصارى العرب وهو جبلة بن الأيهم بن جبلة بن الحارث بن أبي شمر، واسمه المنذر بن الحارث. هو آخر ملوك الغساسنة في الشام. حكم ما بين عامي 632 و638 ميلادية. وكان بذلك الملك السادس والثلاثين في سلالة الغساسنة الذين كانوا متحالفين مع الروم قبل الإسلام، وهم من العرب النصارى، اتفقت روايات أهل الأخبار في موضوع دخول جبلة في الإسلام في عهد عمر بن الخطاب ثم ارتداده إلاّ رواية واحدة ذهبت إلى أنه لم يسلم. [1] يرد اسم جبلة بن الأيهم في أخبار الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام فالطبري يروي أن جبلة قاتل خالد بن الوليد في دومة الجندل مع قبائل غسان وتنوخ، كما يذكر البلاذري أن هرقل قيصر الروم جمع جموعاً كثيرة من الروم وأهل الشام والجزيرة والأرمن وولى عليهم رجلاً من خاصته، وبعث على مقدمته جبلة بن الأيهم في مستعربة الشام من لخم وجذام وغيرهم، فلما هُزم الروم في معركة اليرموك انحاز جبلة في القتال إلى الأنصار ( الأوس والخزرج والغساسنة من الأزد) قائلاً: «أنتم إخوتنا وبنو أبينا». ولحسان بن ثابت شعر في مدح جبلة بن الأيهم وملك آل جفنة يظهر منه شدة تعلقه بهم على بعده عنهم وزوال ملكهم وابتعاده عنهم بالإسلام.
فيجب على الإنسان أن يهتم بمبادئ الإسلام وأن يعتقد بما جاء به القرآن الكريم، وأن يحل حلاله ويحرم حرامه، فقال الله سبحانه وتعالى "كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا" سورة الأحزاب الآية 36، فعندما يهدي الله الإنسان سبل السلام بأوسع معانيه يهديه أيضًا السلام مع النفس، فتبعد عنه الكآبة والانقباض ويبعد عنه الشعور بالذنب والحسرة والندم.