يقول السائل: هل تسحب الصدقة يوم الجمعة؟ الجواب: إن من المتقرر شرعًا أنه مع فضل يوم الجمعة وأنه خير يوم طلعت فيه الشمس، إلا أنه لا يُتقصَّد ولا يُخصص بعبادة دون الأسبوع إلا ما ثبت به الدليل، لذا ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، ولا بقيام من بين الليالي …» الحديث. فلذلك لا يُخص يوم الجمعة بصدقة؛ لأنه لا دليل على ذلك، وإن فعله بعض المتأخرين، فإني لم أجد كلامًا للمتقدمين يدل على استحباب تخصيص يوم الجمعة بصدقة، ولو كان مستحبًا عندهم لرأيت كلامهم متواردًا في مثل ذلك، وإنما رأيت عند بعض المتأخرين من بعض الشافعية وبعض الحنابلة. فإن قيل: قد روى عبد الرزاق في قصة كعب مع أبي هريرة وأن كعبًا ذكر لأبي هريرة أن للصدقة في يوم الجمعة فضلًا؟ فيقال: هذه القصة التي رواها عبد الرزاق شاذة، وإلا أصلها ثبت من رواية مجاهد عن ابن عباس عن أبي هريرة في قصةٍ حصلت بين أبي هريرة وكعب، وفيها أن أبا هريرة ذكر لكعب الأحبار أن في الجمعة ساعة لا يُوافقها عبد مؤمن إلا استُجيب له فيها. الصدقة في يوم الجمعة | مركز الإشعاع الإسلامي. فقط بدون الزيادة التي من كعب الأحبار، وما عدا ذلك فهو شاذ، كما يُستفاد من صنيع الدارقطني -رحمه الله تعالى- في كتابه (العلل).
انتهى فتخصيص ليلة الجمعة بإطعام بعض الناس لا بأس به؛ بل هو طاعة يثاب عليها فاعلها. وكون من يطعمهم من الأغنياء لا حرج فيه لأن صدقة التطوع تباح للغني؛ كما تقدم في الفتوى رقم: 51694. وعليه؛ فما شاهدته من إطعام الطعام ليلة الجمعة ليس مثل تخصيصها بالقيام الذي ثبت النهي عنه في الحديث الصحيح. والله أعلم.
فجرت هذه الفتوى على سبيل الاحتياط والخروج من الخلاف بعدم تخصيص يوم الجمعة بالصدقة، وأما ترجيحنا في المسألة فهو مبين بوضوح في الفتوى رقم: 125264 ، وبه يتبين لك أنه لا تناقض بحمد الله بين تلك الفتاوى. والله أعلم.
كما أن الزكاة تخرج لمصارف ثمانية مخصوصة نَصَّت عليها سورة التوبة في الآية الستين، وهي قوله تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ». لصدقة يمكن أن تكون للمصارف الثمانية المذكورة ولغيرهم، ويمكن أن تكون للمسلمين ولغيرهم؛ فهي لهذا المعنى أعمُّ من الزكاة، فيجوز أن تعطى لمن ذكروا في آية الزكاة ولغيرهم، والصدقة أيضًا لا يشترط لها شروط، فتعطى في أي وقت وعلى أي مقدار، فليس لها نصاب محدد. لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك": إضغط هنا لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك": إضغط هنا لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب": إضغط هنا
هذا وأستغفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم. الخطبة الثانية إن الحمدَ للهِ نحمَدُهُ سُبحانَه وتَعالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَشْكُرُه، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنا، مَن يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ ومن يُضلِلْ فلا هَادِيَ لهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وحبيبُه صلَّى اللهُ عليهِ وعلى كلِّ رسولٍ أرسلَه. أما بعد عبادَ اللهِ، فَإِنِّي أُوصِيكُمْ ونفسِيَ بِتَقْوَى اللهِ العَلِيِّ العظيمِ وبالثباتِ على نهجِ رسولِه محمدٍ الصادقِ الوَعْدِ الأمينِ.
وهذا التعليق سلف في باب الطيب مسندًا (١). ثمَّ ذكر حديث عبد الله بن يوسف، ثنا مَالِكٌ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ "لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أَمَّتِي -أَوْ عَلَى النَّاسِ- لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عند كُلِّ صَلَاةٍ". هذا الحديث رواه عن أبي هريرة جعفر بن ربيعة بلفظ: "عَلَى أمتي لأمرتهم بالسواك" (٢). وفي حديث مالك: "مع كل صلاة" ، وفي رواية النسائي عن قتيبة عن مالك (٣). (١) سبق برقم (٨٨٠) كتاب: الجمعة. (٢) سيأتي برقم (٧٢٤٠) كتاب: التمني، باب: ما يجوز من اللو. (٣) "سنن النسائي" ١/ ١٢ كتاب: الطهارة.
الفرق بين الصدقة الجارية والمؤقتة المؤقتة هي التي لا يحبس فيها الأصل بل يعطى للفقير ليتملكه وينتفع به كما يشاء، كأن يعطى له مالا أو طعاما أو كسوة أو دواء أو فراشا، الصدقة الجارية هي الوقف، وله صور كثيرة، وضابطها: أن يحبس الأصل، وتُسبّل الثمرة. الصدقة الجارية مستمرة دائمًا مثل من يعمل وقف سبيل ماء وهناك صدقة مؤقتة كمن يتصدق على شخص بشئ وهذه الصدقة ثوابها فى وقت دفعها فقط، أما الصدقة الجارية معناها مستمر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا مات إبن ادم إنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولدًا صالح يدعو له). أفضل الصدقات الجارية الجارية بشكل عام هي ما يبقى أصله، ويستمر الانتفاع به، واستمرارية إخراج الصدقة كل شهر أو كل أسبوع أو كل سنة ليس معناه أنها صدقة جارية. الصدقة الجارية هي أن يضع الشخص المال في شيء دائم وثمرته متجددة، وهي التي تبقى مدة طويلة، كبناء مسجد أو حفر بئر، أو شراء مصاحف توضع في مسجد، أو وقف بيت أو محل، على أن يصرف ريعهما على الفقراء أو الأيتام أو الأقارب أو طلبة العلم أو غيرهم حسبما يحدد الواقف، أو المساهمة بمال في بناء مستشفى خيري، ونحو ذلك. فضل الصدقة الجارية سبب لتكثير الحسنات واكتساب الخير بعد الموت.. سبب لإطفاء غضب الله سبحانه وتعالى، ونيل رضاه ورحمته وعفوه.. تمنع عذاب القبر.. ترفع درجة المؤمن في الجنة، وتجعله في أعلى الدرجات.. تنجّي من عذاب النار.
حديث «اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة» ، «يتبع الميت ثلاثة.. » تاريخ النشر: ١٨ / صفر / ١٤٢٩ مرات الإستماع: 9083 اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة يتبع الميت ثلاثة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: ففي باب الزهد في الدنيا أورد المصنف -رحمه الله-: حديث أنس أن النبي ﷺ قال: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة [1] متفق عليه. النبي ﷺ قال ذلك حينما خرج على أصحابه في غداة باردة، وهم يحفرون الخندق، وكان بعض أصحاب النبي ﷺ قد ربط على بطنه الحجر من الجوع، فلما رآهم في هذه الحال قال: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة لا عيش إلا عيش الآخرة، أما الدنيا، فإنها دار تحول وانتقال، ويكفي لبيان ذلك ومعرفته أن اسمها عنوان عليها: دنيا، فهي ليست بتلك المنزلة والمرتبة، وإنما هي دنيا لدنائتها ودنوها وانحطاط مرتبتها وسفولها قيل لها دنيا، فهي عرض زائل ينقضي سريعاً بما فيه من اللذات، أو بما فيه من الآلام والمشقات، وما يقاسيه الإنسان من الشظف والفقر والحاجة، اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة.
مرحباً بالضيف
44 – باب غزوة الأحزاب وهي الخندق 125 – (1803) حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار (واللفظ لابن المثنى). قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن أبي إسحاق. قال: سمعت البراء قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ينقل معنا التراب. ولقد وارى التراب بياض بطنه وهو يقول: (والله! لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا * إن الأُلى قد أبوا علينا) قال: وربما قال: (إن الملا قد أبو علينا * إن أرادوا فتنة أبينا) ويرفع بها صوته. (1803) – حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا عبدالرحمن بن مهدي. قال: سمعت البراء. فذكر مثله. إلا أنه قال (إن الألى قد بغوا علينا). 126 – (1804) حدثنا عبدالله بن مسلمة القعنبي. حدثنا عبدالعزيز بن أبي حازم عن أبيه، عن سهل بن سعد. قال: جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نحفر الخندق، وننقل التراب على أكتافنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم! خطبة بعنوان: (زكاة الزروع والثمار) بتاريخ 9/ 11/ 1432هـ. - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار. لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار). 127 – (1805) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار (واللفظ لابن المثنى). حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة، عن أنس ابن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال: (اللهم!
قال سَهلٌ رَضيَ اللهُ عنه: «وهمْ يَحفِرون»، أي: بعضُ المسلمينَ، «ونحن نَنقُلُ التُّرابَ على أكْتادِنا»، أي: على أكْتافِنا وظُهورِنا، والكَتَدُ: هو المَوضِعُ ما بيْنَ الكَتِفِ المُوصِّلِ للعُنُقِ والظَّهرِ. فبَعضُهم كان يَحفِرُ، والبَعضُ الآخَرُ كان يَنقُلُ التُّرابَ.
ومن يتأمل نصوص هذا الدين سيجد أنها تتضمن عددا من العوامل التي تساعد المسلم على التلذذ بالشعائر التعبدية والابتهاج بتطبيق الأوامر والانتهاء عن المناهي، وأهمها ثمانية على النحو الآتي: ١- الاستيعاب التام للرؤية الإسلامية في تصورها الكلي للوجود، مع توطين النفس على الشعور بالفخر لمكانتها السامية في هذه المنظومة، وهذا ما يشير إليه صلى الله عليه وسلم بقوله: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا". فقد جعل الله الإنسان كائنا مركزيا في هذا الكون، وسخر له سائر الموجودات، وذلك بعد أن خلقه في أحسن تقويم ونفخ فيه من روحه، وبعد أن أسجَد له ملائكته وفضّله على كثير ممن خلق تفضيلا. ٢ – معرفة أسماء الله تعالى الحسنى وصفاته العلى، والتعرف على آلائه التي لا تحصى على الإنسان، ومنها وضعه في مقام الخلافة عنه وتسخير كل ما في الكون من أجله، وصولاً إلى إدراك محبته والسعي للولوج من كل باب إلى تحصيل رضاه، قال صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يُقذف في النار".