ورغم هذا التقدم الإيجابي الاّ انّه لم يتم تحويله الى واقع بسبب محاولات اوكرانية متعددة للتملص من تنفيذ بنود الورقة التي يبدو انها لا تنال الرضى الأميركي. بلومبرج: إيلون ماسك يعرض شراء تويتر مقابل 43 مليار دولار - اليوم السابع. وبوجود عقبات كثيرة تمنع نجاح المفاوضات، الاّ ان أهمها يكمن في "محاولة أميركا إدخال روسيا في حرب الحسابات بأوكرانيا لكي تستخدم كل إمكانياتها العسكرية، وفي المقابل دعم أوكرانيا ومن ثم إطالة أمد الحرب وجعلها مستنقعا تقع فيه موسكو". كما يوجد سبب آخر وراء فشل كافة جولات المفاوضات هو تمترس كل طرف وراء موقفه، فكلا الجانبين ينتظران معرفة ما إذا كان هناك أي تقدم على الأرض قبل منح تنازلات. كما ان انسحاب الجيش الروسي من محيط كييف والجبهة الشمالية قد تم تفسيره في أوكرانيا ومن خلفها أميركا على انه نقطة ضعف تمترس وراءها الجانب الأوكراني وبدأ بالتراجع عن التزاماته التي تقدّم بها خلال جولة المفاوضات في اسطمبول. على هذا الأساس وفي ظل التوتر الكبير بين روسيا والغرب وعمليات الطرد المتبادلة للديبلوماسيين، والتي تعكس صورة العلاقات التي انحدرت الى أدنى مستوياتها منذ مرحلة الحرب الباردة، وفي ظل التدفق الهائل للأسلحة الغربية الى أوكرانيا لا يبدو ان المفاوضات ستستمر الا بما يتعلق بالجوانب ذات الطابع الإنساني، وعليه فإن انهيار المفاوضات بات مسألة واردة بنسب عالية، وهو ما يأخذ الأمور الى مشهد اكثر قتامة وقد يوسّع نطاق الضربات الروسية ليشمل كل المناطق الأوكرانية بما فيها منشأت البنية التحتية المدنية الرئيسية، وخصوصاً محطات سكك الحديد والمطارات المدنية للتأثير في القدرات الأوكرانية بشكل أوسع.
10/04/2022 عمر معربوني | كاتب وباحث في الشؤون العسكرية تختلف الآراء بين المراقبين والخبراء حول اذا ما حققت العملية الروسية أهدافها ام لا، حيث تتم مقاربة المسألة من زوايا ترتبط بالتموضع السياسي وهو خطأ كبير، سواء بالنسبة للمنطلقين في مقارباتهم من البروباغندا الإعلامية الغربية (فوبيا روسيا) او من البعض الذين يكتبون بنوع من المغالاة بنتيجة حبّهم لروسيا. بعيداً عن الفريقين، سأحاول في هذه الإحاطة ان اقدّم المشهد في نتائج العملية العسكرية الروسية كما هو انطلاقاً من الأهداف التي حدّدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند إعلانه عن بدء العملية. مسألة أخرى يجب الاشارة اليها قبل البدء باستعراض نتائج العملية، وهي المدّة الزمنية المحددة للعملية والتي لم تخرج الى العلن، ولم يتم التصريح عنها من قبل وزارة الدفاع الروسية، وبالتالي لا يمكن التعويل على عوامل النصر والهزيمة بما يرتبط بعامل الزمن طالما لا يمتلك احد تحديداً دقيقاً للمدّة وبالتالي ستكون هذه المسألة خارج البحث.
ومن بين هذه الأهداف تم قصف وتدمير مواقع لتجميع الأسلحة القادمة من الغرب في لفوف ومحيطها المباشر غرب أوكرانيا، علماً بان مدينة لفوف باتت تجمعاً للناتو وتدار منها العمليات العسكرية والإستخباراتية. ان العدد الكبير للمواقع الأوكرانية المستهدفة والذي يشمل اهدافاً تكتيكية وعملياتية يؤشر باتجاه بدء مرحلة جديدة يتم فيها استخدام مكثّف للقدرات النارية الروسية، من الواضح ان الهدف منها هو تحطيم شامل لمنشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية الأولوية فيها للأهداف العسكرية، الاّ ان هذا لا يمنع بدء روسيا باستهداف شامل للبنى التحتية المدنية لشّل قدرة الجيش الأوكراني على التحرك بمرونة، مع الإشارة الى انّ التركيز الآن يحصل في إقليم الدونباس بأولوية واضحة وهي تدمير تحصينات خطي الدفاع الأول والثاني. هذا الإستهداف يتزامن مع بدء الوحدات الروسية عمليات لتحقيق التماس مع القوات الأوكرانية في العديد من المحاور في الجبهتين الشرقية والجنوبية. روسيا أوكرانيا الدونباس إقرأ المزيد في: روسيا vs أميركا